بزنس كلاس – خاص:
أخذت حرب “ما دون الدماء” التي اعلنتها دول الحصار وتحديداً الخليجية منها على دولة قطر، اشكال متعددة ولبست كثيراً من الأقنعة لإحداث أكبر ضرر بسمعة قطر سياسياً و اقتصادياً. وكان ابرز وجوه الحملة الاقتصادية محاولات مستمرة دون توقف لنسف الثقة بالعملة الوطنية لدولة قطر.
فقد قامت حملة خبيثة منذ اليوم الأول لإعلان قرارات الحصار لزعزعة الثقة بالاقتصاد القطري المتين ومحاولة إظهار أن الريال القطري سوف ينهار سعره كمؤشر على انكماش الاقتصاد القطري نتيجة الحصار. وبدأت فعلاً في بريطانيا مؤسسات مالية تعلن أنها اوقفت التعامل بالريال القطري مع تغطية إعلامية سريعة ومكثفة من “العربية وسكاي نيوز” لإبرازضعف الموقف الاقتصادي للدوحة.
لكنهم كما اتهموا قطر دون أي مبرر أو حجة، لم يكنوا يدركوا أن قوة الاقتصاد القطري تفوق قدرتهم وربما تفوق أيضاً قدرة خيالهم الخصب على تخيل أنهم قادرون عل إيقاع الأذى به. ففي رد سريع جاء كالصفعة على وجوه الحالمين، حذر المصرف المركزي البريطاني وبشكلل متكرر شركة ترافيليكس لتحويل الأموال والصرافة في المملكة المتحدة والمرتبطة بدولة الإمارات من التدخل بالشؤون السياسية ولعب دورها الوظيفي بنزاهة وحيادية”. وجاء هذا لإجراء من قبل المركزي البريطاني بعد أن حاولت الشركة المذكورة و الشريكة لمركز الإمارات للصرافة الذي أمرها وكل فروعها في العالم بوقف التعامل بالريال القطري في محاولة أفضل ما يقال عنها بأنها محاولة بائسة لتشويه صورة الاقتصاد القطري في إطار حملة تشهير منظمة تقوم بها مع باقي المؤسسات الإماراتية.
وبعد ردة الفعل المؤسساتية البريطانية الصارمة تجاه تلك الشركة والتي لاقت ارتياحاً في الشارع البريطاني، تراجعت الشركة عن وقف تداول الريال وعادت لمسارها الاعتيادي في التعامل معه.
هذا الأمر لم يمنع أبواق دول الحصار وعلى رأسها العربية من تمرير أخبار مزيفة لا أساس لها من الصحة بأن بنوكاً بريطانية عدة أوقفت التعامل بالريال القطري في محاولة لاستغلال الفقاعة التي انتجتها “ترافيليكس”، لكن سرعان ما تلاشت “فقاعة” العربية مع تأكيد البنوك الثلاث التي أشارت لها العربية على تويتر عكس الأنباء التي ذهبت إليها وتكذيبها بطريقة بسيطة ومباشرة. فقد أعلنت بنوك لويدز وهاليفاكس وبنك اسكتلندا أنها أبدا لم توقف التعامل بالريال القطري وما زالت تتعامل به كالمعتاد.
كل ما سبق يعكس بشكل واضح نهج التجني الذي تتباه دول الحصار في تضييق الخناق ومحاولة تشويه صورة قطر بأي طريقة كانت حتى لو انحدرت كبريات وسائل إعلامهم لمستوى الكذب بصفاقة. لكن تلك الدول تجد نفسها عند كل محطة من حربها المعلنة على قطر وهي تخسر المزيد من احترامها ومصداقيتها بين دول العالم، لا تدري بانها كلما تمادت في انحدراها بالكذب والتجني، كلما فقدت من رصيدها الأخلاقي والسياسي لتحصد الريح في نهاية المطاف كل تعبها فيذهب هباءاً منثور.