التحالف العالمي للأراضي الجافة.. مبادرة قطرية لتحقيق الأمن الغذائي

الدوحة – قنا – بزنس كلاس:

أكد سعادة السفير بدر عمر الدفع المدير التنفيذي للتحالف العالمي للأراضي الجافة أن مبادرة دولة قطر ، بإنشاء التحالف قد لقيت ترحيبا عالميا واسع النطاق، لأنها أولا مبادرة من حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد ال ثاني، أمير البلاد المفدى، ولأنها تأكيد لالتزام دولة قطر حيال موضوع الأمن الغذائي، الذي يحتل الصدارة في الأجندة العالمية، سواء من خلال أهداف الألفية للتنمية أو أهداف التنمية المستدامة.

ونوه سعادته ،في حديث خاص لوكالة الأنباء القطرية /قنا/، أن خطة عرض المبادرة أيضا كفيلة بحشد الدعم العالمي لها، حيث تم تقديمها إلى الأمم المتحدة ووكالاتها المتخصصة وإلى مجموعة نوعية من الدول ذات الأراضي الجافة في مختلف أنحاء العالم، فضلا عن بنوك التمويل ومراكز الأبحاث والتطوير.

يذكر أن حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى قد طرح مبادرة التحالف العالمي للأراضي الجافة في خطاب ألقاه سموه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ 68 في سبتمبر عام 2014 .

وأوضح السفير الدفع أن دولة قطر بوصفها صاحبة المبادرة، تكفلت بإعداد الوثائق المرجعية للتحالف ومراجعتها من طرف الأمم المتحدة ووكالاتها المتخصصة، واثنين على الأقل من أبرز بيوت الخبرة في المجالات ذات الصلة بالأمن الغذائي ، مشيرا في سياق متصل إلى أن دولة قطر قد استضافت في الدوحة وفى مناطق أخرى من العالم ( ريو دي جانيرو، نيويورك، روما، ميلانو، مراكش وتونس) عددا من المؤتمرات والندوات والملتقيات البحثية لتقديم مبادرة التحالف والتنسيق والتشاور مع الدول الداعمة لها والشركاء المهتمين والفاعلين من القطاعين العام والخاص .

ولفت سعادة السفير الدفع إلى أنه وفي المؤتمر التأسيسي المنعقد بالدوحة خلال شهر أكتوبر 2017 تحت الرئاسة الفعلية لمعالي الشيخ عبدالله بن ناصر بن خليفة آل ثاني رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية، التزمت دولة قطر بالتكفل بالميزانية التشغيلية للتحالف خلال السنتين القادمتين، ووقعت مع وزارة الخارجية اتفاقية مقر تمنحه جملة من الامتيازات والتسهيلات على غرار المنظمات الدولية المماثلة ، كما التزمت الدولة بمنح التحالف قطعتي أرض لإقامة مزرعة نموذجية ومركز أبحاث للمناطق الجافة .

وأكد مجددا على أن دولة قطر هي صاحبة مبادرة انشاء هذه المنظمة ، وتحتضن مقرها في الدوحة ، وتمنحها دعما ماليا ولوجستيا مهما سيساعد في ضمان استمرارية وفاعلية هذه المنظمة الدولية الجديدة .

وقال إن هذا الدعم سيكمل موارد التحالف الأخرى المتأتية من مساهمات الدول الأعضاء والهبات وعائدات الملكية المشتركة من تطوير الأبحاث وبراءات الاختراع، فضلا عن التمويلات المشتركة مع البنوك والمؤسسات المالية الدولية والقطاع الخاص والهيئات الخيرية والإنسانية المهتمة بالأمن الغذائي .

وحول أولويات عمل التحالف في الفترة الحالية من حيث مساعدة الدول الأعضاء في ضمان أو على الأقل المساهمة في توفير أمنها الغذائي في ظل ما تواجهه من ندرة في المياه وموجات جفاف وسوء استغلال للموارد المتاحة وتغيرات مناخية سالبة، قال سعادة المدير التنفيذي للتحالف العالمي للأراضي الجافة إن تحقيق الأمن الغذائي يحتاج ترتيبا للأولويات بالتنسيق مع الدول الأعضاء والشركاء لإعداد خطط واستراتيجيات علمية مدروسة وقابلة للتطبيق على أرض الواقع ، مبينا أنه لهذا الغرض تم مؤخرا تنظيم ندوة دولية للخبراء رفيعي المستوى حول الأمن الغذائي في دول التحالف بالتعاون مع كل من معهد المناطق القاحلة في تونس ومنظمة الأمم المتحدة للزراعة “الفاو ” في روما ، ولجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا “الإسكوا ” في بيروت، إلى جانب ممثلين عن دول التحالف، وذلك بهدف الاطلاع على واقع وتحديات وأولويات الأمن الغذائي في هذه الدول ، لافتا إلى أنه تم خلال هذه الندوة تقديم الأوراق البحثية والعروض الشاملة التي ستمكن التحالف من وضع خارطة طريق لأولويات عمله في المراحل القادمة لصالح الدول الأعضاء.

وحول تقييمه للجهود التي تقوم بها دولة قطر في مواجهة الجفاف والتصحر على المستوى المحلي والخارجي، شدد سعادة السفير بدر عمر الدفع المدير التنفيذي للتحالف العالمي للأراضي الجافة على أنه بالرغم من الحصار المفروض على الدولة منذ أكثر من سنة، إلا أنها حققت إنجازات مبهرة في الكثير من المجالات ذات الصلة من خلال برامج عمل وطنية تركز على التنمية المستدامة وبناء القدرات ودعم أجهزة الإرصاد الجوي واستخدام التكنولوجيا المناسبة والتدريب في مجال الزراعة ، فضلا عن انضمام الدولة لعدد من الاتفاقيات الدولية ذات العلاقة، بجانب مشاريعها وبرامجها المتعلقة بالتصحر ومنها مشروع حصر وتجميع وتوصيف وحفظ النباتات البرية، وحماية نبات الغاف وإنشاء البنك الوراثي الحقلي ومشروعات تأهيل البر القطري وغيرها من الخطط والاستراتيجيات الحيوية.

وأكد على أن قطر برهنت بهذه الإنجازات، على قدرتها في رفع التحديات، واعتمادا على رؤية قيادتها السياسية وإخلاص وتفاني طاقاتها البشرية الكفؤة.

وقال إنه يمكن الاستئناس بالأرقام والإحصائيات الصادرة بهذا الشأن عن القطاعات الحكومية القطرية ذات الصلة، كوزارة البلدية والبيئة، ووزارة الاقتصاد والتجارة، ووزارة التخطيط التنموي والإحصاء.

السابق
تأثير المرافق الصحية على التعليم والصحة
التالي
ديشان: ميسي وهازارد قيمتهما أعلى من مودريتش