ولكن بالنظر إلى الماضي القريب نجد أن التجديد لصلاح، قد لا يكون مؤشراً مطمئناً لجماهير برشلونة، وإنما بالعكس، فإنه يجب أن يثير في أنفسهم القلق من إمكانية تكرار سيناريو رحيل نجمي الفريق السابقين لويس سواريز وفيليب كوتينيو صوب برشلونة الإسباني.

وكان صلاح هدفاً للعديد من الأندية الأوروبية الكبيرة في الفترة الأخيرة على رأسها عملاقا الليغا الإسبانية ريال مدريد وبرشلونة، قبل أن يوقع عقده الجديد مع الريدز، الذي جعله الأعلى أجراً في صفوف الفريق.

وخاض صلاح مع ليفربول 52 مباراة في 3 بطولات مختلفة (دوري الأبطال – الدوري الإنكليزي – كأس الاتحاد الإنكليزي)، بمعدل 4119 دقيقة سجل خلالها 44 هدفاً وصنع 16 أخرى، وقاد الفريق للتأهل إلى نهائي دوري أبطال أوروبا، قبل الخسارة من ريال مدريد.

ونجح صلاح في اقتناص العديد من الجوائز الفردية أبرزها هداف الدوري الإنكليزي برصيد 32 هدفاً (رقم قياسي)، وأفضل لاعب في إنكلترا باختيار رابطة اللاعبين المحترفين ورابطة الكتاب الإنكليز ورابطة البريميرليغ.

وقاد صلاح ليفربول إلى التأهل لدوري أبطال أوروبا من خلال احتلال المركز الرابع برصيد 75 نقطة، حيث شارك في 36 مباراة من أصل 38 لعبها فريقه. وعلى مستوى دوري الأبطال لعب النجم المصري 15 مباراة (13 + 2 في التصفيات التمهيدية)، وسجل 11 هدفاً (10 + 1 في التصفيات).

وتبلغ قيمة صلاح السوقية حوالي 150 مليون يورو، بعدما كانت تقدر بـ40 مليوناً فقط مع انطلاقة الموسم المنقضي.

سواريز وواقعة متطابقة

في ديسمبر/كانون الثاني من عام 2013، أعلن ليفربول التجديد لنجمه الأوروغوياني لويس سواريز بعقد طويل الأمد، يجعله الأعلى أجراً في الفريق.

ووقتها خرج اللاعب بتصريحات عاطفية أبدى فيها سعادته بالقرار وأنه ينوي البقاء في ليفربول لفترة طويلة، وأنه حسم أمره بسبب علاقته الرائعة بجماهير النادي الإنكليزي، ووعد بأن يسهم في عودة الريدز إلى منصات التتويج في المستقبل.

ولكن هل أوفى سواريز بوعده؟ الإجابة لا، إذ أنه بعد انتهاء فعاليات مونديال 2014، قدم اللاعب طلباً رسمياً بالرحيل عن ليفربول صوب برشلونة، وهو ما قابله النادي الإنكليزي بالرفض، فهدد سواريز بالإضراب عن التدريبات ومارس العديد من ألوان الضغط على إدارة الريدز، التي سمحت له في نهاية المطاف بالتوجه نحو النادي الكتالوني.

كوتينيو يحقق حلمه

ولم يختلف موقف البرازيلي فيليب كوتينيو كثيراً عن سواريز، إذ رحل اللاعب البرازيلي صوب برشلونة، في فترة الانتقالات الشتوية الماضية، بعد عام من تجديد عقده مع ليفربول.

ومدد اللاعب البرازيلي في يناير/كانون الثاني 2017، عقده مع الريدز بموجب عقد، يجعله أيضاً الأعلى أجراً في النادي الإنكليزي العريق.

وحينها أعرب اللاعب عن سعادته الغامرة وأكد أنه ممتن للنادي وأن هذه الخطوة «تظهر مدى سعادته مع ليفربول» وإيمان النادي بقدراته.

وماذا كانت النتيجة؟ مارس كوتينيو جميع أنواع الضغط على إدارة الريدز من أجل الرحيل صوب برشلونة، وأكد لها أن الانتقال للبارسا يعد حلمه، وانحنى مسؤولو فريق الميرسيسايد مجدداً ووافقوا على انتقال البرازيلي إلى النادي الكتالوني.

هل برشلونة يريد صلاح؟

وكشف مصدر مقرب من النجم المصري محمد صلاح، أن وكيلاً للاعبين معروفاً بحسمه العديد من الصفقات للبارسا، تواصل في السابع من الشهر الماضي، مع رامي عباس وكيل محمد صلاح، واستطلع رأيه في إمكانية انتقال اللاعب إلى برشلونة.

وأوضح المصدر «الوكيل عاود الاتصال بعباس بعدها بعشرة أيام، واطمأن منه عن حالة صلاح البدنية بعد عدم مشاركة اللاعب ضد أوروغواي في المونديال».

وتابع «الوكيل أكد مجدداً رغبة النادي الكتالوني في ضم محمد صلاح، وأوضح لعباس أن اللاعب المصري بات رقم 1 على أجندة البارسا في فترة الانتقالات الصيفية الجارية، بعدما قرر أنطوان غريزمان البقاء مع أتلتيكو مدريد».

وأكمل «عرض الوسيط الإسباني على صلاح راتباً فلكياً يقدر بـ20 مليون يورو في العام سيجعله رقم 2 على لائحة الأجور في الفريق بعد الأرجنتيني ليونيل ميسي».

ومضى «طلب الوكيل رأياً حاسماً من صلاح بأقصى سرعة في إمكانية انتقاله لبرشلونة، من أجل مخاطبة ناديه ليفربول الإنكليزي لضمه».

وأردف «رامي عباس أكد للوكيل أن صلاح لا يركز حالياً سوى مع منتخب بلاده مصر، الذي كانت تنتظره وقتها مواجهة صعبة جداً أمام روسيا، الثلاثاء المقبل في كأس العالم، وأن رده لن يكون قبل انتهاء مشاركة الفراعنة في البطولة».

وبعد ذلك أعلن صلاح التجديد لليفربول بعقد جعله الأعلى أجراً في الفريق، فهل تكون تلك الخطة بداية طريق انتقاله إلى النادي الكتالوني مثل سابقيه سواريز وكوتينيو.