البيت الأبيض يطادر أموال الرياض حتى آخر ريال

وكالات – بزنس كلاس:

واصلت وسائل الإعلام العالمية تسليط مزيد من الضوء على السياسات الخارجية للأسرة الحاكمة في السعودية وتبذيرها لأموال الشعب في صفقات مشبوهة لتمكين سلطتها. وركزت وسائل الإعلام على الدور الذي تلعبه الإدارة الأمريكية الحالية في هذا السياق وتعاملها مع حكام السعودية على أنهم مجرد كيس مليء بالنقود يجب على هذا الإدارة أن تفرغه تماماً.

فقد نشر موقع DW تقريراً مطولاُ بعنوان “من الرياض إلى واشنطن يطارد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المال السعودي مقابل تسليح المملكة وتثبيت سلطة ولي العهد السعودي”.. هكذا استهل موقع DW تقريره الذي تناول فيه سعي ترامب للحصول على أكبر قدر ممكن من المال السعودي على شكل صفقات أسلحة واستثمارات، متسائلاً “كيف يستطيع ولي العهد السعودي التوفيق بين متطلبات الاقتصاد وإرضاء “العم سام” لتثبيت دعائم حكمه؟”.

وسلط الموقع الضوء على تصريح الرئيس الأمريكي بأن “السعودية ثرية جدا وستعطينا جزءا من هذا المال”، لافتاً إلى أن كلام ترامب جاء بطريقة استعراضية وكأنّ المال السعودي سينقذ الاقتصاد الأمريكي ويحل مشكلة البطالة في الولايات المتحدة.

وأشار التقرير إلى أن عبارات ترامب خلال استقبال ولي العهد السعودي يشتم منها رائحة الابتزاز وكلمات إطراء نادرة من مسؤول سياسي، لاتفاً إلى أن هذه الكلمات تلخص نظرة الرئيس الأمريكي إلى المملكة وكأنها بنك يعطيه الشيكات على بياض على أن يحدد هو قيمة الصفقة وتاريخ الدفع.

وأضاف تقرير الموقع الألماني إلى أن الجانب الاقتصادي من”رؤية 2030” التي أطلقها النظام السعودي ستثير الكثير من الجدل والشك والريبة مستقبلا، لأن  مصادر التمويل لمشاريعها لا تبدو مضمونة، لافتاً إلى أن ما يرجح ذلك هو أن القطاع الخاص المحلي والأجنبي يخشى حتى الآن من الاستثمار في السعودية بعد مصادرة أموال زعم أنها ناتجة عن صفقات فساد قام بها مسؤولون وأمراء ورجال أعمال كانوا من أركان النظام السياسي والاقتصادي على مدى عقود.

وفيما يخص الصفقات التي وقعتها المملكة مع الولايات المتحدة وبريطانيا ودول أخرى، فيرى موقع DW ، أنها في معظمها صفقات تجارية ذات طابع عسكري لا تخلق فرص عمل كثيرة في السعودية التي يعاني شبابها من بطالة متفشية. كما أن هذه الصفقات ليست مهمتها تحديث الاقتصاد السعودي وجعله أكثر تنوعا.

واستشهد التقرير برأي الكاتب السعودي جمال جاشقجي بأن “ترامب نفسه لا يستطيع دفع الشركات الأمريكية للاستثمار في السعودية، مضيفا أن إقناع الشركات الأمريكية بالمجيء إلى المملكة من أجل الاستثمار من مهام الأمير”. متسائلاً: كيف يقدر الأمير على ذلك في بيئة لا توفر الإطار القانوني المستقبل والشفاف والكفاءات المؤهلة والمدربة؟

وأشار التقرير إلى أن ولي العهد السعودي يطمح في تثبيت دعائم حكمه مدى الحياة حسب ما جاء في مقابلة له مع قناة “سي بي إس” الأمريكية، لافتاً إلى أن ذلك يأتي ذلك في وقت تواجه فيه مملكته تراجعا في إيراداتها المالية مقابل تحديات اقتصادية وسياسية متزايدة مع استمرار تراجع أسعار النفط وتفاقم الحرب في اليمن.

السابق
الدوحة تستنكر تصريحات أريتريا.. قطر تحترم سيادة الدول
التالي
قرار أميري بتعيين حمد بن ناصر المهندي رئيساً لهيئة الرقابة