الإيكونومست: فشل إصلاحات النظام يغرق السعودية في الفوضى

حذرت مجلة “الإيكونومست” البريطانية من تفاقم الفوضى داخل المجتمع السعودي في حالة فشل الاصلاحات التي يسعى ليحقيقها النظام السعودي. وقالت ان هناك قلقاً حقيقياً داخل السعودية من فشل الإصلاحات، سواء كانت اجتماعية أو اقتصادية، فقد أشار صندوق النقد الدولي إلى أن عائدات النفط بالمملكة ما زالت تشكل أكثر من 80 % مِن دخل الحكومة، حتى مع ارتفاع أسعار النفط الخام، فإن البلاد تصارع عجزاً كبيراً في الميزانية. واعتبرت المجلة بدء المرأة السعودية بقيادة السيارة يمثل أحد أهم إصلاحات النظام التي تأتي على وقع استبداد يمارسه “لم يسبق له مثيل”.

وأضافت المجلة أنه إلى وقت قريب، كان هناك العديد من رجال الدين السعوديين ممن يعتقدون بان قيادة المرأة للسيارة يمكن أن تؤدي إلى إفساد المجتمع ويؤثر عليها، غير أن قراراً واحداً من النظام الجديد رمى كل تلك الفتاوى بعيداً، وبات من أهم القرارات التي تمثل ثورة الإصلاحات الاجتماعية في السعودية الجديدة.

وقالت انه وبالنسبة لجميع المكاسب التي تحققت في مجالي الصحة والتعليم، فإن الناتج المحلي الإجمالي للسعودية بقي ثابتاً منذ عقود، فالسعوديون يعملون في الغالب بالوظائف الحكومية.

واضافت بان النظام يدرك أن التغيير مطلوب داخلياً، لكنه “ورَّط نفسه في مشاكل خارجية بلا داعٍ”؛ إذ دخل حرباً باليمن، أدت إلى مقتل وتشريد الآلاف من اليمنيين، فضلاً عن تفشِّي الأمراض والأوبئة، قبل أن تبدأ صواريخ مليشيا الحوثي بدكِّ المدن السعودية، وهو ما أحرج حلفاء المملكة كثيراً.

كما احتجزت الرياض رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري ولم تطلقه إلا بعد ضغوط من أطراف دولية، وفرضت السعودية والإمارات حصاراً على قطر؛ مما أدى إلى انقسام مجلس التعاون الخليجي، وبدء حرب باردة، ويبدو أن إيران هي الرابحة فيها، كما ترى المجلة.

واضافت انه في مقابل ذلك، فإن الداخل السعودي يعيش “أسوأ حالة استبداد”؛ وذلك بسبب الطموحات السياسية للنظام الجديد، فقد زج بمزيد من خصومه في السجون، ولم تَسلم من ذلك حتى النساء اللاتي سبق لهن أن طالبن بالسماح لهن بقيادة السيارة. وتبنَّى وجهة نظر متشددة حيال الإسلام السياسي، ونظر إلى الإخوان المسلمين على أنهم “جماعة إرهابية”.

السابق
رافعات مغسلة السيارات بـ «وقود الوكرة» خارج الخدمة
التالي
قطر للتنمية يستقبل طلبات الاستثمار في مشروع الدوحة