الدوحة – بزنس كلاس:
جاء قرار حصار قطر مبنيا على حسابات خاطئة ورهانات خاسرة، أرادت منه دول الحصار إلحاق الضرر الاقتصادي والجيوسياسي بالدوحة ولكن السحر انقلب على الساحر، حيث توالت التقارير السياسية والإحصائيات الاقتصادية التي تؤكد أن لعنة الإفلاس الاقتصادي والسياسي تخيم على الأجواء الإماراتية.
تحدثت التقارير الاقتصادية عن الخسائر التي تطارد شركات استثمارية وتجارية في الإمارات، والتي شملت خطوط الطيران المحلية “طيران الاتحاد” و”الإماراتية”، التي أعلنت تكبّدها خسائر بالمليارات خلال العام الماضي، رافقها التخلي عن عدد من المكاتب الدولية والاستثمارات الخارجية. وتعيش شركتا “الاتحاد للطيران” و”طيران الإمارات”، المدعومتان حكومياً، وضعا سيئا يتحدث عنه العامة والخبراء، حيث غرد ألكس ماشريس الخبير في مجال الطيران، مؤكدا أن طيران الإمارات يقوم بالتقليص من أسطوله وهو بصدد إرسال طائراته إلى المستودعات بسبب تراجع الإقبال على خدماته، وقد تم الاستغناء هذا الشهر عن 11 طائرة من نوع بوينغ 777، طائرة A380 وفي مايو2018 تم الاستغناء 14 طائرة من نوع 777 و6 ناقلات من نوع A380 أما في يونيو 2018 فقد استغنت الاماراتية عن 11 طائرة من نوع 777 و3 من نوع A380 .
أكد الخبراء خسائر الإمارات منذ بداية الحصار، حيث كان هناك تداعيات فورية للأزمة على مجموعة واسعة من الأنشطة الاقتصادية والتجارية في الإمارات التي خسرت مكانتها كمركز جذب للشركات العالمية، بالإضافة إلى خسائرها التي تكبدتها بقطع علاقاتها الاقتصادية بالدوحة التي تقدر بنحو 9 مليارات دولار، ومن جهتها قالت مجلة الإيكونومست البريطانية إن دول حصار قطر بدأت تدفع ثمن حصارها للدوحة، مشيرة إلى أن العديد من الشركات التي كانت تورّد مواد مختلفة إلى قطر وتوجد في دبي بدأت تفكر جدياً في تسريح عمالها، بعد أن ضربها الكساد بسبب الأزمة الخليجية .
كما تحدثت صحيفة تشالنج الفرنسية عن أن العديد من الشركات تأثرت بالحصار. فقد فقدت الشركات الرائدة في دبي مثل دريك آند سكول 10 ٪ من حصتها في السوق، وفي القطاع المالي، تعاني البنوك مثل بنك أبوظبي ألول وبنك الإمارات دبي الوطني من تأخيرات التمويل والصورة السلبية للأزمة التي تؤثر على مصداقية هذه المؤسسات وثقة المستثمرين. وتفرض أبو ظبي، التي تضم العاصمة الاتحادية لدولة الإمارات، خطها الدبلوماسي والأمني على جميع الإمارات الاتحادية، وهو ما يكبدها خسائر فادحة.