الأمن الغذائي.. قطر: خطة لإقامة مزرعة ألبان تشمل نحو ألف بقرة

كشفت مصادر في قطاع صناعة الألبان بالدوحة عن وجود خطة قطرية لتأسيس مزرعة متكاملة للألبان تشمل حوالي ألف بقرة، وذلك بغية رفع الناتج المحلي من هذه الصناعة التي تشهد طلبًا استهلاكيًا مطردًا عليها، وتقليل نسب الاستيراد الخارجية المرتفعة على هذه المنتجات، مشيرة إلى أن شركة هولندية معروفة، تتولى حاليًا دراسة هذا المشروع الكبير من أجل تحديد الاحتياجات والمتطلبات التي تتناسب مع السوق المحلي، إلى جانب النظر في الإمكانات المتاحة لإنتاج جميع منتجات الألبان في قطر، وإعداد دراسة جدوى اقتصادية، لإنشاء مشروع وحدة معالجة مركزية للألبان.

وشملت هذه الدراسة: تصميم المزرعة، واقتراح شكل وحجم الإمدادات الكهربائية والتقنية والتسهيلات التكنولوجية الأخرى، والمعدات اللازمة لها ولوحدة المعالجة، وعدد العمال والموظفين المتخصصين في هذا القطاع، والأطباء البيطريين وغيرهم، علاوة على تقديم المشورة بشأن نوع الثروة الحيوانية التي يمكن أن تتعايش مع المناخ المحلي، الذي يغلب عليه ارتفاع درجات الحرارة ونسب الرطوبة، مع امتداد فصل الصيف لشهور طويلة من العام، مقارنة بفصل الشتاء القصير، بالإضافة إلى اقتراح حجم الأراضي اللازمة للمزرعة وفق المعايير والمتطلبات العالمية، الأمر كذلك ينطبق على المصنع التابع لها، وتحديد كميات وتكلفة العلف والمياه، وذلك لتسهيل المقارنة بين هذه البيانات والحاجة الفعلية للسوق القطري، الذي يرتفع فيه استهلاك منتجات الألبان، بشكل سنوي يزيد على 8%، تزامنًا مع ارتفاع أعداد المقيمين، وزيادة الوعي الاستهلاكي بين الأفراد محليًا، فهنالك توقعات اقتصادية أن يرتفع الإنفاق الاستهلاكي في قطر إلى ما نسبته 5.5% سنويًا خلال السنوات المقبلة، الأمر الذي يجعل قطر في صدارة الدول الخليجية من حيث معدلات الاستهلاك تليها دولة الإمارات.

الأسعار ثابتة

وحول احتمال رفع أسعار منتجات الألبان منذ عام 2015، وذلك لارتفاع تكاليف هذه الصناعة، أوضح أن وضع الصناعة منذ عامين شهد انخفاضًا، بسبب ارتفاع تكلفة الإنتاج، خاصة في الحليب قليل أو منزوع الدسم، الذي يتكلف إنتاجه مبالغ كبيرة مقارنة بنظيره العادي، وهذا الأمر لم يقتصر فقط على دول الخليج بل والعالم أجمع، وهو ما دفع ببعض كبرى شركات الألبان الخليجية للإعلان عن وجود احتمال لرفع أسعار منتجاتها.

مؤكدًا بأننا اليوم نشهد تغيرًا في تنافسية السوق واعتدال الأسعار، وهو ما جعل تلك الخطة تقف مكانها إلى حتى إشعار آخر، فالطلب الاستهلاكي المحلي والخليجي في تزايد، وهو ما رفع من إنتاج الشركات بشكل يومي، وبكميات كبيرة جدًا، إلى جانب دخول شركات تنافسية للسوق المحلي من عدة دول، الأمر الذي أجل أو ألغى رفع الأسعار حتى اليوم، خاصة أن سلعة الألبان ومنتجاتها من السلع الاستهلاكية الأساسية بالنسبة للمستهلك القطري والمقيم، لذلك تعد صناعة الألبان والحبوب هي المهيمنة حاليا على الصناعات المحلية بشكل عام.

وتشمل الألبان: الحليب الطازج الذي له نصيب الأسد من حصة السوق المحلية، إضافة إلى البيض، الأجبان، واللبن الرائب والزبدة، والآيس كريم، وبالنسبة لإنتاج الحبوب، فقطر ودول الخليج تنتج أنواعا متعددة من الحبوب الجافة، وهي تعتبر من الأغذية عالية الاستهلاك بالمنطقة، وبحسب إحصائية فمن المتوقع أن يرتفع إنتاج الحبوب في الخليج إلى 46.5% من مجموع الاستهلاك الغذائي في عام 2019.

صناعة الألبان

ومن المتوقع أن تصل قيمة صناعة الألبان في الخليج إلى 20 مليار دولار بحلول عام 2021، بحسب مؤشرات اقتصادية عالمية، وهذا الإقبال الاستهلاكي الضخم راجع إلى تغير السلوك الاستهلاكي لدى مستهلكي المنطقة، وارتفاع الوعي تجاه هذه المنتجات، إضافة إلى الزيادة السكانية المطردة، في الوقت الذي تبحث فيه شركات صناعة الألبان في دول الخليج لرفع معدلات مشاريعها واستثماراتها في ذات القطاع لخدمة الأسواق وتلبية الطلب الاستهلاكي المرتفع، وهذه الاستثمارات من المتوقع أن تشهد ارتفاعا ملحوظًا خلال هذه الأعوام يصل إلى 45 مليار دولار حتى عام 2020، ووفقا لشركة موردور إنتليجانس، وهي شركة أبحاث واستشارات سوقية هذا وتوقعت شركة أبحاث السوق “تشنافي”، أن ينمو سوق منتجات الألبان في دول مجلس التعاون الخليجي بمعدل نمو سنوي مركب يبلغ 8.39%، حتى حلول 2019.

السابق
المدارء يتحملون المسؤولية.. وزير التعليم: نتائج العملية التعليمية دون مستوى الإنفاق عليها
التالي
على رأسها الخيول.. “القطرية للشحن”.. نمو 10% بنقل الحيوانات الحية