الأستاذ الأمريكي كوردسمان: على واشنطن إنهاء حصار قطر

وكالات – بزنس كلاس:

تنطلق السبت المقبل أعمال الدورة الخامسة لمنتدى دراسات الخليج والجزيرة العربية الذي يعقده المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات بالدوحة وعلى مدى يومين.
ويتناول المنتدى أهم القضايا والتحديات التي تواجهها دول الخليج العربية في محورين: يشمل الأول: قضايا التحولات الاجتماعية بما فيها الهوية، والقيم، والتنمية، والقبيلة، واللغة، وصولًا إلى الأزمة الخليجية وتأثيرها في الهوية الخليجية المشتركة. ويركز الثاني على العلاقات الخليجية – الأميركية بما فيها أسس العلاقة وجذورها ومرتكزاتها، وأبعادها الأمنية والاقتصادية، ومستقبل هذه العلاقات في ضوء التحولات الإقليمية والدولية وتحول أميركا إلى منتجٍ للطاقة.
وتتوزع أعمال المنتدى على عدد من الجلسات، تضم نحو أربعين ورقة بحثية، تتخللها محاضرتان عامتان؛ الأولى افتتاحية للأستاذ في كلية الشؤون الدولية والعامة في جامعة كولومبيا والعضو السابق في مجلس الأمن القومي الأميركي، غاري سيك، بعنوان “أميركا: القوة المهيمنة المترددة”، والثانية ختامية في اليوم الثاني للمنتدى بعنوان “مستقبل التحولات الاجتماعية في دول الخليج العربية” يشارك فيها نخبة من الباحثين الخليجيين.
ويشارك في المنتدى نخبة من الباحثين الخليجيين والعرب والأميركيين منهم: محمد غانم الرميحي، ويعقوب الكندري، وكلثم الغانم، وشريفة اليحيائية، وروس هاريسون، وشفيق الغبرا، وماجد الأنصاري، وعبد الله باعبود، وعبد الله الشايجي، ومروان بشارة، ويوسف البلوشي. كما يستضيف المنتدى الخبير الامريكي أنتوني كوردسمان أستاذ كرسي أرلين بورك في الإستراتيجية في مركز الدراسات الدولية والإستراتيجية.
مهمة مستحيلة
كوردسمان أعد تقريرا حول التطورات في منطقة الخليج والموقف الامريكي حيث أكد أن تعيين الجنرال جون أبي زيد في منصب السفير الامريكي في السعودية في وقت يشهد توترات كثيرة بعد قضية خاشقجي تبدو كأنها مهمة مستحيلة. ومع ذلك، قد يكون السفير أبي زيد هو الرجل المناسب لأسوأ الأوقات، وقد يظل قادراً على بناء شراكة إستراتيجية في وقت حرج. وهو واحد من الأميركيين القلائل الذين يتمتعون بالمركز والخبرة اللازمة للتعامل مع شريك رئيسي في وقت الأزمات، وخلفيته العسكرية يمكن أن تكون رصيدا رئيسيا في منحه مصداقية في التعامل مع أهم القضايا التي يجب على الولايات المتحدة معالجتها الآن.
وأضاف الباحث أنتوني كوردسمان في التقرير المنشور في معهد الدراسات الإستراتيجية الدولية يوم 19نوفمبر الجاري والذي ترجمته الشرق، انه لا يمكن لأبي زيد إلا أن يأمل في أن يكون جهده فعالا، إذا تم منحه الأولويات الصحيحة. وهذا يتطلب تغييرات حاسمة في سلوك الشركاء الإستراتيجيين العرب والأمريكيين. كما يتطلب عددا مساويا من التحولات الرئيسية في سلوك الولايات المتحدة ومفتاح النجاح في كل حالة سيكون التغييرات في العلاقات الأمريكية والسعودية.
اعتبر التقرير ان القضية الأكثر صعوبة الان مقتل خاشقجي. وقد اتخذت الولايات المتحدة موقفا واضحا بشأن جريمة القتل، وفرضت عقوبات على المسؤولين السعوديين. يجب أن تستمر في الرد على أي دليل جديد يبرز مع مرور الوقت. ومع ذلك، فإن الولايات المتحدة بالفعل تنظر إلى ما وراء التركيز الحالي على المسؤولية عن تلك الجريمة – وهي محاولة تقترب الآن أكثر من أي وقت مضى من دعم الجهود التي تقودها تركيا لإجراء محاكمة دبلوماسية وإعلامية لولي العهد السعودي.
يجب أن يكون هدف الولايات المتحدة في التعامل مع السعودية هو إعطاء معنى لمقتل خاشقجي. وأن تركز الآن على الاستفادة من الجريمة للضغط على السعودية لإجراء نوع من التحسينات في الأمن السعودي وجهود مكافحة الإرهاب وحماية حقوق الإنسان وسيادة القانون، واحترام المعارضة السياسية المشروعة. كما يتعين على السعودية أن تقبل حقيقة أن المعارضة والانتقادات المشروعة قد تكون في كثير من الأحيان ناقدة ومتحيزة، ولكنها أيضًا صمامات إغاثة سياسية واجتماعية أساسية وبدائل للتطرف والعنف.
لعبة العروش الطفولية
أما الخطوة الثانية حسب التقرير فهي دعم السفير أبي زيد لوضع حد للحصار السعودي الإماراتي البحريني لقطر. ويؤكد كوردسمان ان هذه خطوة أساسية في إيجاد الحلول الوسط الصحيحة.
وسيتعين على أبي زيد دعم الضغط الأمريكي الجدي على جميع الدول المعنية لإنهاء الحصار وإيجاد شكل من أشكال الوحدة الحقيقية داخل دول الخليج العربية. تحتاج الولايات المتحدة إلى شركاء أمن فعالين في التعامل مع إيران والتطرف العنيف، وهذا يتطلب قيادة سعودية فعالة وموحدة تحترم احتياجات الدول الأخرى.
الوحدة الحقيقية
أكد التقرير أهمية الضغط الامريكي من أجل تحقيق نوع من التقدم في التعاون الأمني في الخليج، وهو أمر حاسم للوفاء بمصالح الخليج العربي والولايات المتحدة الإستراتيجية. مضيفا ان مجلس التعاون الخليجي مؤسسة غير فعالة للتحالف العسكري منذ تأسيسه. علاوة على ذلك، يواجه المجلس الآن تحديات جديدة خطيرة مثل إنشاء دفاع صاروخي فعال ومتكامل، ومكافحة التهديدات الإقليمية، وتطوير مناهج أكثر تكاملاً لمكافحة الإرهاب.
وقال إن على المملكة أن تدرك أن التركيز على علاقاتها مع الإمارات، وليس جميع دول الخليج العربية، يؤدي إلى عزلها، يجب أن تقبل القيادة السعودية حقيقة أن الصبر، والقدرة على الاستماع، والاهتمام الشديد بمصالح حلفائها، كلها تكلفة تحالفات وشراكات ذات مغزى.
وأكد اهمية تقديم مساعدة للعراق على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي في كل من التعافي من تأثير سلسلة الحروب على تنمية اقتصاد أكثر حداثة وتنوعًا، وتقديم خطة مساعدات خليجية منسقة – مرتبطة بجهود الولايات المتحدة والبنك الدولي – بما يسمح لحكومة العراق الجديدة بالنجاح، وإعادة العراق كقوة عربية ودولة مستقلة موازنة مع إيران.
وفيما يتعلق بدور مجلس التعاون تجاه اليمن ذكر التقرير انه قد يساعد جهد مماثل لليمن بخلق الظروف التي تتطلب قيام حكومة جديدة بانهاء الصراع الداخلي، ويمكن لوحدة الخليج العربي دعم خطة سلام ذات مغزى تمثل الشعب اليمني من خلال تأسيس حكومة وطنية، وإعادة تعريف دور الحوثيين، وخلق الأمن على طول الحدود السعودية، وهي قضايا حاسمة، لكن لا يمكن وقف إطلاق النار أو “السلام” من دون اقتصاد اليمن الذي يعيش أزمة متدهورة باستمرار. ولا يمكن أن يدوم “السلام” الذي لا يقدم حوافز حقيقية للوحدة.
السابق
السعودية مدمنة على سياسة الهروب للأمام: قطر مسؤولة عن ضياع فلسطين!!
التالي
مبدأ الاستدامة والإرث في استادات مونديال قطر 2022