الدوحة – بزنس كلاس:
أطلق سعادة السيد محمد بن عبدالله الرميحي وزير البلدية والبيئة، أمس الأحد؛ «أسبوع قطر للاستدامة»، تحت رعاية معالي رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الشيخ عبدالله بن ناصر بن خليفة آل ثاني؛ إذ يُعقد الحدث خلال الفترة من 28 أكتوبر إلى 4 نوفمبر. واشتمل الحفل على افتتاح النسخة الثالثة من مؤتمر قطر للمباني الخضراء، الذي يُقام برعاية سعادة الشيخة هند بنت حمد آل ثاني، نائب رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لمؤسسة قطر؛ حيث يجمع المؤتمر رواد صناعة الاستدامة لتسليط الضوء على الحلول المبتكرة للتحديات البيئية في قطر والمنطقة، كما يحتوي على مجموعة من الجلسات المرتكزة حول ثلاثة محاور رئيسية، وهي: «المدن المستقبلية المستدامة»، و»نحو اقتصاد مستدام»، و»الاستدامة كأسلوب حياة».
وقد صُمم «أسبوع قطر للاستدامة» بهدف إشراك الهيئات القطرية في القطاعين العام والخاص بشكل فعّال ضمن مجموعة واسعة من أنشطة الاستدامة، ويهدف مجلس قطر للمباني الخضراء إلى تعزيز ثقافة الاستدامة بين السكان والزوار، إلى جانب تعزيز المشاركة الفعالة لجميع أفراد المجتمع، بما يتماشى مع رؤية قطر الوطنية 2030 حول تحقيق أهداف الاستدامة العالمية.
موارد طبيعية
وبهذه المناسبة، قال سعادة السيد محمد بن عبدالله الرميحي وزير البلدية والبيئة: إن دولة قطر تحظى بموارد طبيعية متنوعة، ولكنها محدودة والمعدل الحالي لاستهلاكها لا يتيح المحافظة عليها؛ لذلك ينبغي إيجاد حلول جذرية من أجل المحافظة على البيئة لمواجهة التحدي الكبير المتمثل في تطوير نموذج اقتصادي بديل لا يعتمد على البترول والغاز فقط». وأضاف سعادته خلال كلمته الافتتاحية: «تعتبر رؤية قطر الوطنية 2030 استراتيجية مستقبلية للتنمية وعنصراً أساسياً للاستدامة؛ فهي تهدف إلى دفع عجلة التنمية في الدولة من خلال تحقيق التوازن بين النمو الاقتصادي والموارد البشرية».
التنمية البيئية
ولفت سعادته إلى أن التنمية البيئية هي واحدة من الركائز الأربع الأساسية التي تشكّل رؤية قطر 2030، وتحدد الطريق لتحقيق التوازن بين الاحتياجات الإنمائية وحماية البيئة. مشيراً إلى أن تحقيق الرؤية مسؤولية المجتمع القطري بفئاته وقطاعاته كافة، منوهاً إلى أهمية تطوير القدرات المؤسسية ودعم الشراكة بين القطاعين الحكومي والخاص من أجل تلبية احتياجات الحاضر.
وأوضح سعادته أن الحكومة لديها دور بارز في دفع عجلة الاستدامة من خلال النظم والسياسات والحوافز الاقتصادية، والتأكيد على سلامة البيئة، واستخدام أحدث التقنيات، ووضع البرامج والخطط وإجراء البحوث، والتوعية في المجتمع المحلي عن أهمية الاستدامة.
توعية أفراد المجتمع
وخلال كلمته الافتتاحية، قال المهندس مشعل الشمري، مدير مجلس قطر للمباني الخضراء: «تتضح أهمية أسبوع قطر للاستدامة 2017 من خلال المشاركة الفعّالة لمختلف الشركاء في القطاعين الخاص والعام؛ حيث يستقطب أسبوع قطر للاستدامة 2017 أكثر من 97 جهة مشاركة وأكثر من 200 فعالية».
وأضاف الشمري: «تلعب هذه المبادرة دوراً أساسياً في توعية أفراد المجتمع على أوسع نطاق، إلى جانب عرض الإنجازات المهمة التي حققتها دولة قطر في مجالات الاستدامة والمباني الخضراء، وتسليط الضوء على غيرها من الإنجازات».
وتابع الشمري: «يُسعدنا في هذا الحدث أن نحظى بدعم جميع الشركاء الداعمين، ونتطلع إلى استضافة سكان الدولة في مختلف الفعاليات التي تجري على مدار الأسبوع».
إنجازات الاستدامة
ومن جانبها، قالت السيدة مشاعل النعيمي، رئيس تنمية المجتمع بمؤسسة قطر: «إن هذا المؤتمر يعتبر فرصة لتسليط الضوء على إنجازات الدولة في مجال الاستدامة، كما أنه يمكن توحيد الجهود من أجل التصدي للتحديات البيئية الملحّة التي تواجه قطر والمنطقة والعالم».
وأضافت النعيمي: «تسعى الدولة لتحويل اقتصادها إلى اقتصاد قائم على المعرفة، كونه أكثر استدامة وقدرة على مواجهة التحديات المختلفة»، مشيرة إلى أن رؤية قطر 2030 تهدف لتحويل قطر لدولة متقدمة قادرة على تحقيق التنمية المستدامة.
ولفتت النعيمي إلى أن «الرؤية الوطنية تنص على الحاجة إلى مؤسسات بيئية فعالة ومتطورة تقوم ببناء وتعزيز الوعي العام بحماية البيئة، وتشجيع استخدام التقنيات السليمة بيئياً، ومن هنا تتضح أهمية مجلس قطر للمباني الخضراء؛ إذ إن تطبيق معايير البناء المستدامة يخفض استهلاك الطاقة ويسمح بتقليل الإنفاق وتحسين جودة الحياة».
أنشطة متنوعة
ومن الجدير بالذكر أن أسبوع قطر للاستدامة يستضيف عدداً من الأنشطة التي تضم مسابقة بناء الجسور، ومنافسة التصوير الفوتوغرافي، وتنظيف الشواطئ والصحراء، فضلاً عن مؤتمر قطر للمباني الخضراء، وجائزة قطر للاستدامة. وقد تضمن الحضور في اليوم الافتتاحي الجهات الراعية الرئيسية، ومنها شركة مشيرب العقارية (الراعي البلاتيني لأسبوع قطر للاستدامة)، والمكتب العربي للشؤون الهندسية (راعي المؤتمر)، وشركة تدمر القابضة (الراعي الرسمي لجائزة قطر للاستدامة)، وشركة «Atelier 101» (الراعي التقني)، وشركة «إنتليجنس قطر» (الراعي المعرفي)، وشركة «فريم كومونيكيشنز قطر» (الشركة المسؤولة عن إصدار التقرير الخاص بهذه الفعالية)، وشركة «فودافون قطر» (شريك الاتصالات).
السادة: أسعار النفط تسير
في الاتجاه الصحيح
قال سعادة الدكتور محمد بن صالح السادة وزير الطاقة والصناعة، إن أسعار النفط تسير في الاتجاه الصحيح بعدما كسرت حاجز 60 دولاراً للبرميل، فمستوى المخزون التجاري العالمي ينخفض في اتجاه المعدل، الذي وضعته منظمة أوبك، وهو متوسط الخمس سنوات من المخزون.
وأضاف خلال مشاركته في افتتاح أسبوع قطر للاستدامة أمس: «إن متوسط المخزون حالياً انخفض من نحو 300 مليون برميل خلال الخمس سنوات السابقة إلى ما يقارب 160 مليون برميل حالياً، وهو ما يعني أننا نسير في الاتجاه الصحيح، خاصة أن اتفاقية «أوبك» والدول المساهمة معها هي اتفاقية ناجحة، وآخر تقرير أوضح أن نسبة التزام الدول المنتجة بالاتفاقية بلغت 120 %، وهو ما يشير إلى أن الأسعار تتجه إلى الاعتدال».
المحشادي: الإنشاءات في مشيرب تتميز بالاستدامة
قال السيد عبدالله حسن المحشادي، الرئيس التنفيذي لشركة مشيرب العقارية، أمس الأحد: «نحن أول تجمع مبانٍ في مكان واحد يأخذ شهادة لييد الذهبية في العالم، والإنشاءات في مشيرب تتميز بالاستدامة ومواءمتها لمعايير البناء الأخضر، فالمشروع لا يتواكب في إنشائه مع المعايير الخضراء فحسب، ولكنه مشروع متكامل منذ البدء في تنفيذه».
وأكد المحشادي على أن مشروع مشيرب اعتمد على معايير الاستدامة وعدم تلوث البيئة منذ بدء إنشائه؛ فمثلاً في عملية نقل مواد البناء وجلبها من دول قريبة مثل سلطنة عُمان بحيث يتم توفير في استهلاك الطاقة خلال عملية النقل، وتوفير في المسافة وتقليل من انبعاثات الكربون. كما تم وضع فلاتر إضافية في المشروع لكي لا تتلوث المناطق المحيطة به، وكذلك الأمر بالنسبة للضوضاء التي تم التخفيف منها خلال تنفيذ المشروع.