إنفاق بلا حدود ومشاريع لا تغطي الاحتياج.. المنتجعات والمجمعات العملاقة وسيلة جذب غائبة عن صناع السياحة

الرغبة وحدها لا تكفي للارتقاء بما يليق بمستوى قطر السياحي
مستوى التقدم الحضاري والتطور العمراني يفتح السؤال عن استكمال مطلبات الدولة الحديثة
الدوحة- بزنس كلاس
صحيح أن الحكومة القطرية اعتمدت موازنة تعد الأضخم في التاريخ للإنفاق على البنية التحتية والمشاريع التى من شأنها إنعاش القطاع السياحي خلال فترة زمنية قصيرة، ومعروف أن قطر تستوعب حالياً حوالي 70 فندقاً (21 خمس نجوم و11 فندق أربعة نجوم و21 فندقاً ثلاثة نجوم و14 نجمتين و3 فنادق نجمة واحدة)، ورغم أن الإحصائيات تقول بأن مساهمة قطاع السياحة والسفر في الناتج المحلي الإجمالي لقطر خلال العام الماضي بلغت نحو مليار دولار، والتوقعات قد تطال 1.1 مليار دولار، إلا أن كل ذاك الرصيد لا يشفع للمعنيين عند جموع الطامحين والغيورين على قطاع يعول عليه الكثير في الحسابات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والتنموية. فرغم كل ما يعتد به من قبل المسؤولين عن إنجازات وبنى وإمكانيات، إلا أن ثمة استغرابا يضج به أبناء الكار وذوي الاهتمام والرغبة بالإرتياد والاستجمام والاصطياف وممارسة فنون السياحة في دفء ذاك الخط القطري المجاور لخط الاستواء.
تتاقض صارخ
وفحوى التحفظ يصب في سياق الافتقار للمنتجعات السياحية الضخمة والمجمعات العملاقة التي يؤسف لعدم وجودها في بلد محسوب على نادي أغنياء الخليج ” بمعزل عن ظرفية الحصار والأزمة القائمة”، علماً أن قطر لديها الإمكانيات والقدرات التي تساعد في تحقيق إنجازات من هذا النوع تدعم رصيد قطر في تصنيفات النجوم السياحية الدولية وقوائم الترتيب العظمى ولاسيما من الدرجة الممتازة، لاسيما أنه على البوابة الإلكترونية للهيئة العامة للسياحة في قطر يجد الزائر عبارة تحتل الصدارة وهي «السياحة .. بوابة نحو مستقبل أكثر إشراقاً»، على مقام أن يؤسس لدرب التطوير وتحقيق نهضة قطر السياحية، وللإنشاءات الفندقية الضخمة والبنية التحتية المتطورة، والمنتجعات السياحية الفاخرة،دور كبير في تحسين ورفع كفاءة وجودة المنتج السياحي “الفخم” بالتصنيفات المحلية والإقليمية والدولية.
الرغبة لا تكفي
ثمة رغبة في الارتقاء بقطاع الدولة السياحي، وتحديداً من دولة تتوفر لحكومتها قدرات مالية لدعم وتطوير القطاع السياحي، الذي يعد أكثر القطاعات حساسية تجاه التقلب في مفاهيم الأمن والاستقرار والسمعة الدولية التي تحرص كل دولة في سباق العالم الحضاري على التحلي بها، وتقديم أفضل صورة للعالم الخارجي عنها. وهذا ما يجب أن تشتغل عليه الحكومة القطرية كوثيقة إثبات على المقاومة و تحدي الحصار الخليجي بورقة حساسة تتمثل بالمكون السياحي المتأثر الأول من أي نزاع لدرجة الإصابة بالزكام من جراء عطاس يحصل في أواخر الأرض، فكيف الحال عند حدود الجيران .
وتقول البيانات أن إيرادات القطاع الفندقي القطري خلال السنوات الأربع الماضية نحو 8.9 مليار ريال (2.44 مليار دولار) بالنحو التالي :- 6.9 مليار ريال(1.89 مليار دولار) إيرادات فنادق الخمس نجوم – ملياري ريال (549.5 مليون دولار) للفنادق الأربع نجوم ، وهذا ما يمهد الطريق للتأكيد بأن المنتجعات السياحية العملاقة تقدم قيماً مضافة وميز نسبية كبيرة تفوق الـ2،5 مليار دولار من ذوات النجوم الخمس ومادون .؟
إيرادات وأرقام
وتوضح الإحصاءات أن إيرادات الفنادق الأربع والخمس نجوم خلال الربع الأول من شهر يناير حتى شهر مارس 2012 كانت أفضل منها مقارنة مع العام 2011 ، حيث ارتفعت إيرادات فنادق الأربع نجوم بنسبة 17 % لتسجل 27 مليون ريال قطري ، كما حققت إيرادات فنادق الخمس نجوم زيادة كبيرة خلال نفس الفترة حيث وصل مجموع الزيادة العامة في فنادق الأربع والخمس نجوم لعام 2012 إلى حوالي 32 مليون ر.ق من مجموع الإيرادات.
وفي سياق كهذا يقر الشارع القطري بمعاناة القطاع السياحي من قلة وشح المنتجعات السياحية وأماكن الترفيه غير المتوفرة بالصورة المرضية، مع عدم توفر بنية تحتية سياحية كافية لاستقبال أعداد ضخمة من السياح، الأمر الذي نحتاج معه لإنشاء المزيد من المنتجعات السياحية والفنادق بالبلاد التي تشهد تقدماً وتطوراً ونمواً في كافة المجالات لاسيما في مجال السياحة التي أن توفر للبلاد عائداً مادياً كبيراً بالمستقبل، شرط تأسيس أسواق ضخمة ومنتجعات سياحية ومتاحف متنوعة إلى جانب أماكن الترفيه لاسيما الخاصة بالأطفال والأسر.
إسهامات لافتة
وللعلم استطاعت قطر اجتذاب عدد من الأنشطة والبطولات الدولية والإقليمية والآسيوية والعربية المختلفة الأمر الذي أسهم في تنشيط السياحة بالبلاد، وكذلك النهضة التي شهدتها قطر في مجال السياحة الثقافية والتعليمية والتي منها أنشطة كتارا، ومؤسسة قطر، ومتحفي الفن الإسلامي والوطني، بجانب السياحة التقليدية وسياحة الأعمال، إضافةً لتنظيم قطر لمجموعة من الأنشطة السياحية المختلفة من مؤتمرات ومعارض ومهرجانات، فلا يمر شهر إلا وكانت هنالك فعالية كبرى بدولة قطر تتضمن حدثا عالميا أو بطولة رياضية أو مؤتمرا دوليا أو إقليميا أو مهرجانا فنيا أو ثقافيا، الأمر الذي يسهم بدور فاعل في تنشيط القطاع السياحي بالبلاد.
ولأن قطر تتقدم بخطى حثيثة وكبيرة في التطور العمراني والحضاري الذي يستصحب البنية التحتية السياحية، وهي دولة تزداد تنميةً عاماً تلو الآخر، وتتزايد المنشآت الفندقية العالمية فيها مما يخلق نوعا من التنافس المفيد الذي يصب في مصلحة تطوير القطاع الفندقي ويسهم بدوره الفاعل في تطوير الخدمات السياحية وينشطها، ولكن ثمة سؤال واضح ..أين المجمعات والمنتجعات الفندقية الضخمة والعملاقة التي يرغبها السائح الأجنبي وتستقطب كل مرتاد وراغب بالعيش الرغيد.

 

السابق
علامة فارقة في الخريطة الثقافية وإعادة تعريف لمفهوم القيمة.. متحف الفن الإسلامي.. منارة ثقافية تزين صدر الدوحة
التالي
الدوحة وجهة مثالية للسائح وهي مدينة ملهمة ومفعمة بالحياة.. هاني غانم المدير العام لفندق “بست ويسترن بلس” لـ”بزنس كلاس”