إعادة تدوير النفايات “الإلكترونية” في قطر

أخذت النفايات الإلكترونية تنذر بمشكلة كبيرة تكاد توازي مشكلة التخلص من النفايات الصلبة التي يعاني منها العالم منذ مدة ليست بقصيرة وتعالي الأصوات الداعية إلى التخلص من هذه المشكلة باللجوء إلى أقضل الحلول والتي تتجلى بإعادة التدوير كطريقة فعالة للتعامل معها. وفي هذا الإطار طالب عدد من رجال الأعمال بأن تتولى شركات محلية متخصصة من القطاع الخاص مسؤولية إعادة تدوير النفايات الإلكترونية، مشيرين إلى إمكانية عمل شراكات إستراتيجية بينها وبين شركات أجنبية متخصّصة للنهوض بهذه الاستثمارات والاستفادة من النفايات، مؤكدين أن السوق المحلية بحاجة لهذه الاستثمارات نتيجة النمو المتزايد.

وقالوا: إن السباق المحموم بين الشركات الكبرى لإطلاق إلكترونيات وتحديثات جديدة وراء الكم الهائل من النفايات، محذّرين من انتشاء الإلكترونيات المقلّدة والرديئة التي تهدّد الصحة والعامة وتلوث البيئة لانخفاض مستوى جودتها، منوّهين بأن الدراسات البيئية والصحيّة صنَّفت النفايات الإلكترونية من بين أخطر 10 ملوثات يُعاني منها العالم.

وأشاروا إلى أن احتواء الإلكترونيات على عشرات الأنواع من العناصر الكيميائية، بما فيها المذيبات المكلورة والبوليفينيل كلورايد والمعادن الثقيلة والمواد البلاستيكية والغازات، تشكّل خطراً على صحة الإنسان وسلامته، لافتين إلى أن الأكثر تضرّراً من النفايات الإلكترونية هي الدول المستوردة لهذه التكنولوجيا، خاصة في حالة استيراد الأجهزة الإلكترونية الأقل جودة والأرخص سعراً والأدنى في مستوى مواصفاتها، ما ينعكس ذلك سلباً على اقتصاد تلك الدول باستنزاف مستمر لماليتها وتدمير البيئة بنفاياتها.

وأكدوا على أن الاستثمارات في تدوير النفايات الإلكترونية بحاجة إلى محفّزات عديدة بينها إصدار تشريعات منظمة داعمة لمثل هذه المشروعات، والعمل على إيجاد شراكة بين القطاعين العام والخاص لتولي مشروعات إعادة التدوير، وتسويق المنتجات المعادة تدويرها في السوق المحلية من خلال دعم الحكومة لها، وتكثيف التوعية المجتمعية بطريقة التخلص من هذه النفايات.

وقالوا: إن استكمال البنية التحتية، وتجهيزها للتصدي للمخلفات الإلكترونية يساعد بشكل كبير في القيام بإعادة التدوير بشكل سليم وكاف لاستيعاب متطلبات هذه الصناعة، مشيرين إلى ضرورة إنشاء إدارة حكومية متخصّصة تباشر مهام جمع وتدوير المخلفات الإلكترونية وكيفية المساعدة في جمعها تمهيداً للتخلّص منها بطرق آمنة.

وأشاروا إلى أن إعادة تدوير النفايات الإلكترونية أصبحت صناعة، تعود بفوائد كثيرة على الاقتصاد والبيئة والصحة في آن واحد، وذلك لأهميتها في المحافظة على البيئة، فضلاً عن عوائدها المالية المربحة إن تم استغلال المواد المدورة بالشكل الأمثل، ما يشكّل عائداً اقتصادياً مجزياً للدولة والمجتمع.

السابق
اليوم.. البورصة في إجازة رسمية
التالي
إضافة 120 غرفة لـ “إنتركونتننتال الدوحة” وأكبر مطعم بلجيكي بالعالم.. قطاع الضيافة يستوعب تزايد أعداد “سياحة الأعمال”