إدارة المرور تحل المعادلات الصعبة واجتهادات الحكومة حافز نوعي

تحديثات جذرية في مفهوم المرور واستجابات عصرية للاحتياجات الخدمية

الإشغالات والتحويلات تستجيب للنهضة والحوادث إلى انخفاض

مشاريع الطرق العملاقة والاستراتيجية استيعاب مبكر لاستحقاقات الحاضر والقادم معاً

الدوحة- بزنس كلاس

لا يمكن الفصل بين إعلان نجاح الإدارة العامة للمرور في حل كثير من المعادلات المرورية الصعبة، وبين ما تجتهد عليه الحكومة القطرية من مشاريع عملاقة واستراتيجية بعضها نفذ والآخر على الطريق، (لتكحلها) بتخصيص هيئة الأشغال العامة (أشغال) 100 مليار ريال لمشاريع الطرق والبنية التحتية والمشاريع الأخرى التي ستنفذ خلال 5 سنوات المقبلة، وعلى رأسها مشاريع الطرق السريعة والتي تضم 24 طريقاً في مختلف المناطق بالدولة بتكلفة 7.2 مليار ريال.
ويبدو أن الزيادة السكانية، وما يستتبعها من زيادة في عدد المركبات، وحركة المشاة على الطرقات، لم تك عائقاً أمام الإشغالات والتحويلات المرورية المتعلقة بتوسعات البنية التحتية استجابة للنهضة التي تشهدها البلاد، وما هي مقبلة عليه من فعاليات كبرى على كافة الأصعدة، حيث تعدّ الاستجابة للبلاغات المرورية والعمل على تسهيل حركة السير وانخفاض عدد الحوادث المرورية ونشر الوعي بين الجمهور وتحقيق السلامة المرورية أحد أبرز أولويات الإدارة العامة للمرور.
قهر التحديات

لقد تمكنت الإجراءات من التغلب على عدد من التحديات، فعلى المستوى الميداني قامت الإدارة باستخدام برنامج «GIS» لإصدار الخرائط والرسومات والبرمجيات الهندسية، وقامت بربط نظام التحويلات المرورية إلكترونياً بنظام أشغال.. وافتتحت مكتبين مروريين بمنطقتي اللؤلؤة، ومبنى مرور الجنوب الجديد، بهدف التسهيل على الجمهور وسرعة الاستجابة للبلاغات كما استكملت المرحلة الأولى من ربط النظام الأمني بنظام المرور، وشكلت فريق بحث وتحرٍ في الحوادث الجسيمة، هذا إلى جانب تفعيل غرفة نجم بمبنى مرور المعمورة، وتفعيل مخالفات الكاميرات الأمنية «طلع» بهدف الحد من المخالفات المرورية وضبط الوضع المروري وتحقيق أعلى معدّلات السلامة المروريّة، في وقت يساهم الجانب التوعوي في نشر الوعي بين المواطنين والمقيمين وتحقيق أهداف الرسالة الإعلاميّة، ولهذا الغرض تم عقد عدد من الاتفاقات والشراكات التوعويّة مع وزارة الثقافة والرياضة، والمدارس الثانوية، والتعاون مع جامعة قطر في مجال البحوث والدراسات المرورية.
وتكشف إدارة المرور عن أعمال ترتبط  بتعزيز الاستخدام الأمثل للتطوّر التكنولوجي لخدمة الجمهور تم تنفيذ عدد من برامج التطوير من أجل تقديم خدمات أفضل للجمهور، منها على سبيل المثال: تفعيل موقع إلكتروني لإدارة شؤون التراخيص، وكذلك عمل تحديثات على برنامج رخص السواقة وتطوير الإجراءات إلكترونياً. وتحقيقاً لخطط وزارة الداخلية، الرامية إلى الاستغناء عن المعاملات الورقيّة، تمّ الانتهاء من تنفيذ المرحلة الأولى بشأن تسجيل البلاغات المجهولة عن طريق مطراش2، كما تم ربط الفحص الفني للمركبات الميكانيكية (آلياً) بنظام المرور، وإجراء نقل ملكية وتجديد رخص القيادة لجميع المركبات عن طريق مطراش2 أيضاً، وكذلك ربط تأمين المركبات بنظام تسجيل المركبات مع شركات التأمين.
انعكست الإجراءات التي اتخذتها الإدارة بشكل إيجابي تظهرها الأرقام والبيانات التي تشير إلى كثير من الحقائق، ففي قسم تراخيص المهن والتصاريح زادت أعمال القسم بمعدل 10.2%، ففي حين سجل مجمل أعمال تصل إلى «89.758» معاملة عام 2016، سجل في عام 2017 ما يصل إلى «98.932»، كما زادت أعمال قسم التخطيط المروري بنسبة 9.4% عما كانت عليه في عام 2016.
كما سجل قسم الإسناد والمهمات زيادة أعمال بنسبة 257% بمجموع فعاليات مقداره 348 فعالية لعام 2017، فيما كانت عام 2016 حوالي 97 فعاليّة.
أسهم مرتفعة

وفي إطار التطوّر التكنولوجي فقد ارتفع عدد الحوادث المنجزة من خلال مطراش 2 كما انخفضت حوادث الهروب وانخفاض عدد الحوادث المرورية الكلية، وتمكن قسم التوعية المرورية التابع لإدارة التوعية من زيادة إنجاز الفعاليات التوعوية بنسبة 7% عام 2017 عما أنجزه من فعاليات في العام الذي سبقه 2016، فقد وصل مجموع فعاليات عام 2016 على تنوّعها ما بين توعية مشاة، وسائق مثالي، وتوعية طلاب مدارس، وتوعية في مواسم التخييم، وتوعية مجتمعيّة، ومشاركات خارجيّة، وخلال فعالية اليوم الوطني، وحملة شهر رمضان إلى حوالي 264 فعالية، في حين سجّل عام 2017 ما يصل إلى 282 فعاليّة. كما حقق قسم الدراسات والمعلومات المروريّة زيادة أعمال بنسبة 15% تمثلت في الدراسات، والتقارير الشهريّة، ومؤشرات إحصائيّة، واستبيانات، واستطلاعات للرأي.
تحديثات واسعة

وتوالي الإدارة العامة للمرور سعيها للتطوير، لتواكب المستحدثات في الشأن المروري، ولتقدّم أفضل الخدمات للمراجعين. وهو ما أوجب عليها، من خلال قسم التدريب والتطوير، أن تزيد من عدد الدورات سواء كانت داخلية أو خارجية، وهو ما تشير إليه أيضاً الإحصاءات التي تتجه إلى زيادة المشاركين في الدورات الخاصة بالتطوير والتدريب، بل وزيادة عدد الدورات عما كانت عليه من قبل، ومن خلال مقارنة سريعة، نجد أن عدد المشاركين في الدورات الداخلية قد زاد عام 2017 ليصل إلى 889 مشاركاً، في حين كان العدد في العام السابق 503 مشاركين، أما بالنسبة للدورات الخارجيّة، فقد شارك عام 2017 (83) مشاركاً بزيادة عن عام 2016 الذي شارك خلاله 48 عنصراً.
إيجابيات ملموسة

وللعلم فإن أضخم مشاريع الطرق التي ستنفذها الدولة خلال الفترة القادمة ستؤثر إيجاباً على حركة وانسيابية المرور وتدفق المركبات والأشخاص مشروع الطريق المداري، والذي يقع في شرق قطر ويشمل تطوير طريق جديد يصل الخور بمسيعيد. ومشروع طريق لوسيل السريع وهومن أهم المشروعات في برنامج الطرق السريعة ، كما تنفذ شركة الريل مشروع المترو المكون من 3 أجزاء رئيسية  ومشروع الميناء الجديد من أهم المشاريع التنموية التي تشهدها دولة قطر في قطاعات البنية التحتية ويمثل خطوة كبيرة تجاه تحقيق رؤية قطر 2030 و تجهيز مبنى مطار حمد الدولي وفقا لأحدث طراز بشكل يوفر تجربة سفر سلسة ومريحة للمسافرين .

 

السابق
شركة ناقلات تحقق أرباحًا قدرها 847 مليون ريال قطري في عام 2017
التالي
الزراعة في قطر تعيد تقليب التربة وتجدد حفر الينابيع