أنقرة – وكالات – بزنس كلاس:
قال رئيس مركز الاتصالات في الرئاسة التركية، فخر الدين ألطون، إنه بفضل فطنة شعبنا وقيادة رئيس الجمهورية رجب طيب أردوغان ندحر محاولة الانقلاب الاقتصادية جاء ذلك في تغريدة نشرها ألطون، أمس الخميس، عبر حسابه في موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”. وأضاف ألطون أن هذا الشعب العزيز لا ينسى الذين وقفوا إلى جانبه ومن وقف ضده خلال هذه المرحلة.
وتشهد تركيا في الآونة الأخيرة حربا اقتصادية من جانب قوى دولية، في مقدمتها الولايات المتحدة، ما تسببت في تراجع سعر صرف الليرة، وارتفاع نسب التضخم في البلاد. وبدأ الدولار بالانخفاض أمام الليرة التركية، عقب خطوات اتخذتها هيئة التنظيم والرقابة المصرفية والبنك المركزي التركيين.
وتقدمت تركيا بطلب لدى منظمة التجارة العالمية، لإجراء مشاورات مع الولايات المتحدة الأمريكية، بشأن الضرائب الجمركية الإضافية على واردات الصلب والألمنيوم منها. وبذلك أطلقت تركيا مسيرة التحكيم ضد واشنطن بخصوص الضرائب الجمركية الإضافية. الإعلان عن الطلب جاء من قبل وزيرة التجارة التركية روهصار بكجان، في تصريحات أدلت بها خلال مأدبة عشاء أقامتها لجنة العلاقات الاقتصادية الخارجية، ومجلس المصدرين الأتراك، على هامش مؤتمر السفراء العاشر بالعاصمة أنقرة. وقالت بكجان، إنه دعونا واشنطن، لمشاورات في منظمة التجارة العالمية، ودعوتنا وصلت للولايات المتحدة. وبذلك نكون أطلقنا المسار القانوني لدى المنظمة.وأضافت أن بلادها استطاعت التقدم بطلبها ، وإلا فإنها كانت ستضطر لتأجيله 15 يوما لكون المنظمة تجتمع مرتين فقط شهريا. لفتت إلى أن، كان آخر يوم للتقدم بالطلب. وشددت بكجان، أن أنقرة أعلنت ، في رد مماثل لواشنطن، فرض ضرائب بلغت قيمتها 533 مليون دولار للمنتجات المستوردة من الولايات المتحدة.
ووفقا للمادة الرابعة من التفاهم المعني بتسوية النزاعات في منظمة التجارة العالمية، فإن الدول تتقدم رسميا بـ”طلب إجراء مشاورات” مع الدول المعنية، وهي الخطوة الأولى في نزاع تجاري، قبل اللجوء إلى دعوى قضائية في منظمة التجارة.
من جانبه، قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، إن تركيا منفتحة لإجراء محادثات لحل جميع المشاكل العالقة مع الولايات المتحدة كشركاء على قدم المساواة، رغم كل ما جرى، بشرط عدول واشنطن عن لغة التهديد. جاء ذلك في كلمة ألقاها جاويش أوغلو، خلال مأدبة عشاء أقامتها لجنة العلاقات الاقتصادية الخارجية، ومجلس المصدرين الأتراك، على هامش المؤتمر العاشر للسفراء في العاصمة التركية أنقرة. وأضاف أن المشاكل التي شهدتها العلاقات التركية مع بعض دول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، نتيجة طبيعية لنظرة التعالي وأسلوب الإملاء الذي تمتلكه هذه الدول. وتابع: إن علاقاتنا مع الاتحاد الأوروبي تتطور مرة أخرى على أسس أكثر صلابة.
وأشار إلى أن المشاكل التي تواجه العلاقات التركية الأمريكية تسري أيضًا على علاقات واشنطن مع البلدان الأوروبية. ولفت جاويش أوغلو، إلى أن واشنطن تستخدم أسلوب الهجوم، وأن الجميع رأى ذلك بوضوح في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، حيث لم تحترم الولايات المتحدة الآخرين، ولم تفكر إلا بمصالحها الخاصة. وشدد الوزير التركي، على أن بلاده تريد للدبلوماسية أن تضطلع بدور أكثر فعالية في هذه الأزمة، إلا أن الجانب الآخر لا يمتلك شخصيات قادرة على إدراك جوهر هذا الفهم بشكل صحيح.
وفي غضون ذلك، انتقد كبير مستشاري مركز جنيف للسياسات الأمنية مارك فينود، سياسات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الأخيرة تجاه تركيا، وقراراته ضد اقتصادها. وشغل فينورد، سابقا، منصب رئيس دائرة المعلومات في وزارة الخارجية الفرنسية، ومتحدثا باسم الوزارة ذاتها.وقال فينود، للأناضول، لا يمكن اتخاذ تدابير أحادية وفرض عقوبات وضغوطات على حليف مهم للغاية ومحوري في حلف الناتو.
وأكد على ضرورة تحرك كل من تركيا، وروسيا، والصين، والقوى الرئيسية في أوروبا سويا ضد إدارة ترامب وبخصوص تغريدات الأخير، على “تويتر”حول الاقتصاد التركي، قال فينود،هذه تصريحات مؤسفة للغاية للتصعيد في المنطقة، وليس هناك حاجة لتصعيد التوتر بهذه الطريقة.وأشار إلى أن أساس سياسات الرئيس الأمريكي، هو استخدام سياسة وقوة أحادية، بدل العمل سويا من أجل إيجاد حل للمشاكل. وشدد فينود، على ضرورة اتباع قواعد المنافسة في التجارة، وأن الطريق الذي يسلكه ترامب خاطئ بشكل قطعي. ولفت إلى أن الحل الأفضل هو إجراء مفاوضات في إطار متعدد الأطراف وقال إن منظمة التجارة العالمية، المكان (المناسب) لحل المشاكل حول التجارة.
ومركز جنيف للسياسات الأمنية (GCSP)، مؤسسة دولية تأسست في مدينة جنيف السويسرية في 1995، وتنشط في مجال التعاون في دعم السلام والأمن والتعاون الدولي.وفي السياق، انعكس الخلاف التجاري التي بدأه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ضد تركيا، بشكل سلبي على مؤشرات سوق الأوراق المالية (بورصة) في نيويورك، مما زاد من حجم الخسائر التي شهدها السوق في الأيام القليلة الماضية.
وبدأت سوق الأوراق المالية في نيويورك، تعاني من الخسائر بعد إصدار ترامب، قرارًا بمضاعفة الرسوم الجمركية على المواد (الصلب والألمنيوم) التي تستوردها الولايات المتحدة من تركيا. وأكملت المؤشرات في بورصة نيويورك، خسارة 3 أيام من آخر 4 أيام تداول، بانخفاض وصل إلى حوالي 0.7 بالمائة ووفقًا للبيانات التي جمعها مراسل الأناضول، أغلق مؤشر داو جونز الصناعي، الأربعاء، تمام الساعة 22:00 بتوقيت غرينتش على 25.038 نقطة بانخفاض وصل إلى 260 نقطة (1 في المائة)، وهو أدنى مستوى له منذ 6 يونيو الماضي. وفي الوقت نفسه، أغلق مؤشر ستاندرد اند بورز، على 2.813 نقطة بخسارة بلغت 26 نقطة (0.9 في المائة)، فيما خسر مؤشر ناسداك 103 نقاط (1.3 بالمائة). وهكذا، انخفض كلا المؤشرين إلى أدنى مستوياتهما منذ 2 أغسطس الماضي. وأشار مراقبون اقتصاديون إلى أن خطوة ترامب الأخيرة ضد تركيا الحليفة للولايات المتحدة في الناتو (حلف شمال الأطلسي) يثير قلقا كبيرا لدى المستثمرين الأمريكيين في بورصة نيويورك.
من جهتها، نددت جمعية خريجي الجامعات التركية، في فلسطين بالعقوبات الأمريكية المفروضة على تركيا، معربة عن دعمها لها. وقالت الجمعية في بيان صادر عنها أمس الخميس، “ندين الهجوم الظالم على الاقتصاد التركي في الأيام الأخيرة”. وأكدت الجمعية وقفها إلى جانب تركيا شعبا وحكومة، وإلى جانب اقتصادها أيضا. وأضافت أن اقتصاد تركيا قوي ويستند إلى أسس متينة، مشددة أن هذا الهجوم الدنيء سيبوء بالفشل، بمساعدة الأمة الإسلامية والعالم الحر.