“لفت نظري وأسعدني المستوى المتقدم وحجم الإنجازات النوعية التي استطاع قطاع الطيران المدني في قطر تحقيقه بزمن قياسي والذي يساهم بالضرورة في النمو الاقتصادي والاجتماعي الذي تشهده البلاد”… بهذه الكلمات لخصت سعادة الدكتورة فانغ ليو، أمين عام منظمة الطيران المدني الدولي (إيكاو) مدى إعجابها بواقع قطاع الطيران المدني بعد زيارتها الرسمية الأولى لدولة قطر منذ تسلمها منصبها.
وأعربت الدكتورة فانغ ليو في حوار مع مجلة “سماء قطر” التي تصدر عن الهيئة العامة للطيران المدني، عن سعادتها لمدى اهتمام الدولة بتنمية وتطوير هذا القطاع الحيوي وإدراجه ضمن الخطة التنموية الشاملة، لما له من تأثير إيجابي في دعم العديد من القطاعات الإنتاجية وتعزيز المنظومة الاقتصادية للدولة.
كما أكدت سعادتها أن الطيران المدني في قطر أمام تحدٍ كبير في السنوات المقبلة، ليثبت جهوزيته في خدمة وإنجاح استضافة الدولة لفعاليات كأس العالم 2022، معربة عن ثقتها بقدرة هذا القطاع على تأمين الخدمات الجوية اللازمة لهذه الفعالية الكبرى التي سترتقي إلى مستوى توقعات الجميع داخليًا وخارجيًا.
وعن أهم ما توصلت إليه اجتماعات الدورة 39 للجمعية العمومية لمنظمة الطيران المدني الدولي (إيكاو) قالت سعادة أمين عام المنظمة إن أهمية هذه الدورة تبلورت في الاتفاق التاريخي لاعتماد الدول الأعضاء مقياسا عالميا جديدا قائما على آليات السوق (GMBM) لتخفيض انبعاثات CO2 الناتج عن الرحلات الدولية، بالإضافة إلى إجماع الدول على القرارات التي من شأنها دعم مستقبل أكثر إستراتيجية، ودينامية وابتكارًا لقطاع الطيران المدني الدولي.
وجاء هذا الإنجاز التاريخي عند موافقة الجمعية العمومية لمنظّمة الطيران المدني التابعة للأمم المتّحدة في الدورة التاسعة والثلاثين لجمعيتها العمومية على التوصية باعتماد نص قرار نهائي للتدابير العالمية القائمة على آليات السوق.
ولفتت سعادتها إلى أن خطّة إيكاو للتعويض عن الكربون وخفضه في مجال الطيران الدولي (CORSIA) صُممت من أجل تنفيذ سلّة من تدابير التخفيف التي تقوم بها أوساط النقل الجوي أصلًا بمتابعة تنفيذها من أجل تخفيض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الناجمة عن الطيران الدولي. وهي تشمل التحسينات الفنية والتشغيلية والتطورات في إنتاج واستخدام أنواع وقود الطيران البديلة والمستدامة.
وفيما يلي نص الحوار مع سعادة الدكتورة فانغ ليو،الأمين العام لمنظمة الطيران المدني الدولي (إيكاو):
ما هي أهم القرارات التي صدرت عن اجتماعات الجمعية العمومية لإيكاو؟ وما هي آلية تنفيذها؟
توصل ممثّلو الحكومات وقطاع الطيران والمجتمع المدني خلال الدورة 39 للجمعية العمومية لإيكاو التي انعقدت في مونتريال في سبتمبر-أكتوبر 2016، إلى الاتفاق على تدبير عالمي جديد قائم على آليات السوق من أجل مكافحة انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الناجمة عن الطيران الدولي. وسيُتيح ذلك إستخدام خطّة التعويض عن الكربون وخفضه في مجال الطيران الدولي كمساهمة إيجابية ومستدامة من أجل تخفيض انبعاثات الغازات الدفيئة في العالم”.
وستبدأ عملية تنفيذ خطّة التعويض عن الكربون وخفضه في مجال الطيران الدولي بواسطة مرحلةٍ تجريبية من عام 2021 حتّى نهاية عام 2023، ثمّ مرحلة أولى من عام 2024 حتّى نهاية عام 2026. وستكون المشاركة في هاتين المرحلتين المبكّرتين على أساس طوعي وستشهد المرحلة المقبلة من عام 2027 إلى عام 2035 انضمام جميع الدول. وقد قُبلت بعض الإعفاءات بالنسبة للبلدان الأقل نموًا والدول الجزرية الصغيرة النامية والبلدان النامية غير الساحلية والدول ذات المستوى المنخفض جدًا من نشاط الطيران الدولي.