سلة إجراءات متكاملة تُعيد تعبيد الطرق وتختصر المسافات
قطاع السياحة يدخل العام الجديد من بوابة عريضة
بزنس كلاس ترصد 7 عوامل ترسم مستقبل القطاع
السياحة ممر إجباري لتنويع مصادر الدخل القوي
بزنس كلاس ـ أنس سليمان
ظهراً جلياً خلال الآونة الأخيرة الخطوات الجادة التي تتخذها دولة قطر لتطوير وتنمية القطاع السياحي بهدف تحقيق التنوع الاقتصادي وتقليص الاعتماد على موارد النفط والغاز والتي مازالت تشكل العمود الفقري لإيرادات الدولة. وترصد مجلة “بزنس كلاس” عبر تقرير شامل سبعة عوامل من المتوقع أن تساهم في دعم وتحفيز القطاع السياحي خلال عام 2017.
(أولا) مسافرو الترانزيت نقطة بدء
أعلنت دولة قطر عن تطبيق نظام جديد في التأشيرات السياحية التي تمنح للمسافرين العابرين “الترانزيت” من الدوحة والذي يسمح للركاب الذين يقضون خمس ساعات على الأقل كوقت عبور في مطار حمد الدولي، بالبقاء في قطر لمدة تصل إلى 96 ساعة دون حاجة للتقدم بطلب مسبق للحصول على تأشيرة دخول.
هذه الخطوة تنطوي على زيادة كبيرة في مدة تأشيرة العبور مقارنة بالنظام السابق، الذي كان يسمح للمسافرين الذين يقضون ثماني ساعات كحد أدنى في مطار حمد الدولي بالبقاء لمدة أقصاها 48 ساعة.
وتجعل هذه التأشيرة التوقف في قطر أسهل وأكثر جاذبية لدى المسافرين الدوليين على متن الخطوط القطرية، فضلا عن كونها تستهدف تحقيق قيمة مضافة للاقتصاد الوطني وتعزيز مكانة قطر كوجهة سياحية جاذبة.
ويتم إصدار تأشيرة عبور قطر مجانا وتصبح متاحة للمسافرين من جميع الجنسيات لدى وصولهم إلى مطار حمد الدولي، وذلك بمجرد تأكيد رحلات المتابعة الخاصة بهم والانتهاء من إجراءات مراجعة الجوازات.
(ثانيا) إعادة النظر بالتأشيرات السياحية
وقعت الخطوط الجوية القطرية والهيئة العامة للسياحة اتفاقا مع شركة “VFS Global”، يمهد الطريق لتطبيق نظام جديد للتقديم على التأشيرات السياحية يتسم بالكفاءة والشفافية ويلبي احتياجات المسافرين الذين يتطلعون لزيارة قطر من حول العالم.
وسيتيح الاتفاق اختيار وتنفيذ حلول التأشيرات السياحية المثلى لزوارها، مع الاستفادة من الخبرات التي توفرها “VFS Global” في تطوير خدمات متعددة لطلب التأشيرات، وكذلك من الحضور الدولي الواسع الذي تحظى به الخطوط الجوية القطرية.
وبموجب الاتفاق الجديد ستعمل كل من الخطوط الجوية القطرية والهيئة العامة للسياحة مع شركة “VFS Global” ووزارة الداخلية خلال الأشهر المقبلة على إنشاء النظام الجديد لإصدار التأشيرات السياحية، حيث يتم بعد ذلك الإعلان عن التفاصيل الكاملة للنظام الجديد. ومن المتوقع أن تعزز هذه الخطوات ترتيب قطر في مؤشر الانفتاح المستند إلى مؤشر التنافسية في قطاع السياحة والسفر.
(ثالثا) تحويل مركز المعارض إلى مدينة ترفيهية
طرحت اللجنة الفنية لتحفيز ومشاركة القطاع الخاص في مشروعات التنمية الاقتصادية بوزارة الاقتصاد والتجارة، بالتنسيق مع الهيئة العامة للسياحة فرصة استثمارية من خلال مشروع تحويل مركز الدوحة للمعارض “القديم” إلى مدينة ترفيهية حديثة ومتكاملة، يتحقق فيها تنوع وتعدد الخدمات المقدمة، وذلك عبر مزايدة عامة.
ويأتي ذلك في إطار التزام الدولة بدعم وتحفيز القطاع الخاص للمشاركة في مشروعات التنمية الاقتصادية، خاصة تشجيع الاستثمار في مجال المشروعات السياحية، والحرص على استغلال كافة الإمكانات لإقامة مشاريع سياحية متكاملة ومتنوعة تعمل على استقطاب جميع شرائح المجتمع وإقامة معلم سياحي ترفيهي متكامل.
ومن المتوقع أن يساهم مشروع تحويل مركز الدوحة للمعارض إلى مدينة ترفيهية متكاملة في دعم وتحفيز القطاع السياحي خاصة أن دولة قطر مازالت تعاني من نقص المدن الترفيهية.
(رابعاً) إطلاق مهرجان قطر للتسوق
تستقبل دولة قطر خلال يناير الجاري مهرجان قطر للتسوق والذي يُنظم خلال الفترة من 7 يناير وحتي 7 فبراير، وذلك تحت شعار “الأصالة بأسلوب عصري”، ويتخلله عروض تسوق كبيرة على أشهر العلامات التجارية، وجوائز نقدية تصل قيمتها إلى 4 ملايين ريال ، بالإضافة إلى عروض خاصة على رحلات الطيران وحجوزات الفنادق، فضلاً عن باقة متنوعة من الأنشطة الترفيهية التي تتضمن مسرحية برودواي الموسيقية الشهيرة “القطط”، وغيرها من الحفلات الموسيقية الحية و15 فصلاً من فصول الكوميديا المعروفة باسم كوميديا الـ “ستاند آب”.
وسوف تتيح مراكز التسوق خلال المهرجان خصومات تصل إلى 50% على مجموعة متنوعة من السلع الاستهلاكية بما في ذلك الملابس والأجهزة الإلكترونية ومستحضرات التجميل، وتشمل مراكز التسوق المشاركة في المهرجان، قطر مول، وإزدان مول، وحياة بلازا، ومول الخور، ولاجونا مول، ومول الخليج، ولاند مارك، ومول دار السلام، وذا جيت، وجزيرة اللؤلؤة قطر.
(خامساً) نشاط مزدهر للبواخر السياحية
تستقبل دولة قطر خلال موسم السياحة البحرية والذي يستمر حتي نهاية أبريل من العام الجاري 32 باخرة سياحية تحمل على متنها أكثر من 50 ألف سائح.
وتصنف دولة قطر ضمن أفضل وجهات السياحة البحرية الشتوية في المنطقة، حيث تتمتع بشمس ساطعة وجو معتدل وصحراء خلابة ومشهد عمراني عصري قل نظيره في العالم، كما تتميز دولة قطر بموقعها الاستراتيجي الذي يوفر للمسافرين نقطة انطلاق سلسلة إلى جميع دول العالم ، وتتميز الدوحة ببنية تحتية متطورة وفنادق ذات مستوى عالمي ومتاجر راقية، وكلّها عوامل تجعل منها وجهة سياحية فريدة ومقصداً رائعاً للرحلات البحرية.
ويساهم بقاء البواخر العملاقة في قطر يومين أو أكثر بصورة واضحة في تحفيز نتائج جميع المرافق السياحية من فنادق ومطاعم ومجمعات تسوق، وتتواصل هذه الجهود بما يتماشى مع رؤية 2030 في خلق اقتصاد ديناميكي ومتنوع وقادر على مجابهة التحديات عبر النهوض بالمصادر الاقتصادية المستدامة والمتجددة ولعل أبرزها القطاع السياحي.
(سادساً) تواصل التوسعات الفندقية
تتواصل توسعات القطاع الفندقي في قطر والذي يعتبر أحد أبرز ركائز التطوير السياحي، حيث لا تستطيع أي دولة في العالم أن تحقق نمواً في القطاع السياحي دون الاهتمام بالقطاع الفندقي وإعطائه الأولوية من الاهتمام والتطوير، ومن المتوقع تدشين 15 منشأة فندقية خلال عام 2017 .
وتدعم التوسعات الفندقية الكبيرة التي يشهدها السوق المحلي القطاع السياحي وتقدم خيارات متنوعة أمام زوار دولة قطر. وتحرص أشهر العلامات الفندقية حول العالم على دخول السوق القطري للاستفادة من الطفرة التنموية الكبيرة التي تعيشها دولة قطر.و قد صدر موافقات من الجهات المختصة لإنشاء أكثر من 120 منشأة فندقية في قطر توفر 35 ألف غرفة فندقية، كما أنه خلال السنوات الثلاث المقبلة سيتم تدشين 30 مشروع تطوير عقاري فندقي جديد وسيؤدي ذلك إلى زيادة المعروض في السوق بما يقارب من 10 ألاف غرفة، وستؤدي هذه الخطط إلى زيادة كبيرة في أعداد الغرف الفندقية.
(سابعاً) استضافة أبرز البطولات الرياضية
استطاعت دولة قطر ان تحقق قفزة بقطاع السياحة الرياضية في ظل احتضان وتنظيم أبرز الفعاليات الرياضية الإقليمية والقارية والعالمية، وقد هيأت البنية اللازمة والإمكانات الكبيرة من منشآت متميزة اجتذبت العديد من نجوم العالم وأعطت الدولة بريقا عالميا كأكاديمية اسباير ومدينة خليفة الأولمبية ومجمع التنس والاسكواش وصالات التنس الدولية ومضامير سباق الخيل والهجن.
وتعتبر السياحة الرياضية إحدى اهم استراتيجيات التنمية في قطر بما يعود بفوائد عديدة على الرياضة والاقتصاد، وقد ساهمت السياحة الرياضية في جعل قطر قبلة وعاصمة الرياضة في الشرق الأوسط حيث استضافت أهم وأكبر بطولات العالم، ولم يتوقف الأمر عن كرة القدم فحسب بل امتدت إلى جميع الالعاب.
وتلعب البطولات الرياضية التي تستضيفها دولة قطر دوراً محورياً في تعزيز نتائج القطاع الفندقي، حيث تساهم بأكثر من 20% من أجمالي نزلاء القطاع الفندقي، وتستضيف الدوحة عدد كبير من المسابقات في جميع الألعاب على مدار العام والتي تستقطب أعداد كبيرة من الفرق الرياضية والجماهير.