الدوحة – قنا – بزنس كلاس:
أكد خبراء ومسؤولون مشاركون في معرض قطر الزراعي الدولي السادس أن دولة قطر نجحت في اتخاذ الخطوات والإجراءات المناسبة لتأمين أمنها الغذائي وتحقيق نسب عالية من الاكتفاء الذاتي في ظل الظروف والتحديات الراهنة.. وأنها تعتبر من أوائل الدول على مستوى العالم والمنطقة العربية التي واجهت تحدي الأمن الغذائي.
ووصف الدكتور نوفل رشيد مستشار الاستثمار والسياسات الزراعية بسلطنة عمان، في تصريح لوكالة الأنباء القطرية “قنا”، الإجراءات التي اتخذتها دولة قطر لتأمين أمنها الغذائي بالسليمة والسديدة والحكيمة، مشيراً في هذا الصدد إلى أن كل المرافق الأساسية بالدولة اضطلعت بدور فاعل في خدمة الأمن الغذائي القطري حالياً ومستقبلاً ما جعل الدولة آمنة حاليا من النواحي الغذائية.
وشدد على ضرورة أن تكون هناك موازنة بين المياه المتاحة ونظم الإنتاج وعمليات ما بعد الحصاد، من خلال استراتيجيات تتضمن خططا تنفيذية ولسنوات محددة تؤمن استدامة هذا النشاط سواء من الموارد الزراعية الطبيعية وغيرها من العناصر والخطط ذات العلاقة، متضمنة كذلك عمليات التصنيع والتسويق والاستهلاك في إطار رؤية مركزية تحترم الزمن وتعالج أي اختلالات لكي تتحقق الأهداف والاستدامة ورفاهية المجتمع القطري في الأمن الغذائي.
وحول مؤشرات تحدي قطر لموضوع الأمن الغذائي، أوضح الدكتور نوفل أن قطر بدأت منظومة الأمن الغذائي منذ وقت مبكر قبل الأزمة الحالية، وقال إن كل الإجراءات التي اتخذتها قطر تصب في تعزيز هذه المنظومة، ومنها إنشاء ميناء حمد الذي قام بدور كبير في مسألة الأمن الغذائي، وكذلك تأسيس شركة “حصاد” التي أصبحت رائدة في مجال الاستثمار في الأمن الغذائي، وغيرها من الإجراءات التي جرى اتخاذها لدعم وتعزيز مكانة القطاع الخاص وتفعيل دوره في العملية الإنتاجية وتوفير الغذاء.
وحول أهم المجالات الإنتاجية التي يتعين التركيز عليها لتأمين الغذاء، رأى أنه يجب على قطر أن تركز على إنتاج الأسماك والتمور والخضروات والمنتجات النباتية أو الحيوانية المختلفة، بما فيها الحليب والدواجن واللحوم الحمراء والبيض مع مشاريع أخرى تقام في قطر ومشاريع لمدخلات الإنتاج خاصة الأعلاف يتم زراعتها بالخارج بحيث يكون هناك تكامل في الاستثمارات الداخلية والخارجية لاستدامة هذه الأنشطة وبشكل آمن.
من جهته، قال الدكتور محمد عبدالوهاب أحمد ممثل منظمة الأمم المتحدة للزراعة “الفاو” في تصريحه لـ “قنا” إن دولة قطر وحسب تصنيف “The Economist Intelligence Unit” المتخصصة في توفير خدمات التنبؤ والاستشارات من خلال البحث والتحليل والتقارير والتوقعات الاقتصادية، تحتل مرتبة متقدمة في موضوع الأمن الغذائي وذلك باحتلالها المرتبة 29 في آخر تصنيف لهذه الوحدة، فضلاً عن احتلالها المرتبة الثالثة عربياً.
وأضاف قائلاً: استطاعت قطر وبنجاح في ظل الظروف الحالية أن تفكر جدياً في إستراتيجية شاملة للأمن الغذائي والتوسع الزراعي، لكنه رأى بأن ذلك يجب ألا يؤدي إلى زيادة في استهلاك المياه الجوفية، موضحاً أن قطر ومن خلال علاقاتها الدولية بإمكانها الاستثمار في العديد من الدول لإنتاج الغذاء وفي نفس الوقت المحافظة على ثروتها المائية بالداخل.
وأضاف قائلاً “نعتبر كل الإجراءات التي اتخذتها قطر لتأمين الغذاء وحسب المعلومات المتوفرة لدينا في منظمة الفاو، خطوة ممتازة جداً نجت إلى حد كبير في تحقيق نسب عالية من الاكتفاء الذاتي من الخضر والفواكه وزيادة إنتاجية الألبان، إضافة إلى الشراكات القطرية الخارجية في قطاعات الأمن الغذائي.
وتابع قائلاً “نثمن عالياً كذلك جهود دولة قطر للحصول على التكنولوجيا الحديثة لزيادة الإنتاجية ودعم المنتج الزراعي الوطني”.
وفي ندوة ضمن فعاليات معرض الدوحة الزراعي الدولي السادس عقدت اليوم بعنوان “الأمن الغذائي من وجهة نظر خبراء من دولة قطر”، ناقش المشاركون جهود قطر لتعزيز الاكتفاء من المواد الغذائية، والإجراءات التي اتخذتها الدولة في هذا الخصوص.
وقال المهندس جاسم محمد الشيراوي المدير التنفيذي لمشروع ميناء حمد، إن الدولة عملت على تأمين احتياجاتها الأساسية من المواد الغذائية وغيرها، وحققت إنجازات عديدة خلال الفترة الماضية جراء الحصار الجائر، مشيداً بتدخل جهاز قطر للاستثمار في تعزيز الاستثمارات الزراعية والصناعية والحيوانية لتحقيق المصلحة العامة.
ولدى حديثه عن مرافق التخزين بالميناء، قال الشيراوي إن مرافق الأرز مصممة لتخزين 386 ألف طن منه لمدة عامين والسكر لأكثر من 191 ألف طن والزيوت لما يعادل 120 ألف طن لمدة عامين أيضاً.
أما السيد بيتر ويلتيفريدن، الرئيس التنفيذي لشركة “بلدنا”، فقال إن قطر كانت تستورد قبل الحصار ما يتراوح بين 80 و85 بالمائة من احتياجاتها لمنتجات الألبان من الدول المجاورة، غير أن الشركة استطاعت تعزيز قدراتها الإنتاجية وشراء العديد من الأبقار لتغطية السوق المحلي في أقل من عام.
وحول المستقبل أوضح أن الشركة تعمل على توسيع وزيادة مزارعها وتركز على النمو وتعمل بهذا الصدد حالياً في بناء أكثر من 40 مزرعة جديدة بكامل مرافقها، فضلاً عن بناء مرفقين لمعالجة المياه وكذا مصانع لتخزين العلف لمدة 6 شهور بعد شرائه من الخارج.
وأضاف أن شركة بلدنا يومياً تقدم منتجات جديدة وتعمل على بناء 40 مزرعة جديدة حالياً وكاملة المرافق لتزويد كمية الإنتاج والتصدير إلى الخارج مع إنتاج مليون من الزجاجات البلاستكية لتعبئة الحليب يومياً، كما تخطط للدخول مستقبلاً في ميدان إنتاج الدواجن والدخول في سوق البوصة.
وأكد الشيخ الدكتور فالح بن ناصر آل ثاني الوكيل المساعد لشئون الزراعة والثروة السمكية بوزارة البلدية والبيئة، أن لدى الوزارة خططاً لتلبية احتياجات السوق من جميع المواد الغذائية التي تنتج في الدولة بشكل سريع واقتصادي، لافتاً إلى أنه تم تحقيق نسب عالية من الاكتفاء الذاتي من المواد الغذائية الأساسية وخاصة الطازجة التي تنتج بالداخل.
من جهته، استعرض السيد فرهود الهاجري مدير إدارة الثروة الحيوانية بوزارة البلية والبيئة الأهمية التي توليها الوزارة للقطاع الزراعي باعتباره القطاع المنوط به تحقيق الأمن الغذائي بالدولة، مشيراً إلى أن إستراتيجية القطاع الزراعي ( نباتي حيواني سمكي) تهدف بشكل رئيسي إلى تحقيق الأمن الغذائي من خلال برامج التنمية الرأسية والأفقية.
وذكر المحاور الرئيسية لإستراتيجية تنمية الثروة الحيوانية المتمثلة في تحقيق الاستغلال الأمثل للعزب الموجودة بالدولة بهدف تحقيق الأمن الغذائي للمنتجات الغذائية الحيوانية وزيادة دخل مربي الثروة الحيوانية والتفاعل مع المشاريع والشركات العاملة بقطاع الإنتاج الحيواني والداجني وتطوير منظومة الإرشاد الحيواني ومنظومة العلاج والتحصينات بالدولة.
وقال إن وزارة البلدية والبيئة فد أطلقت برنامجاً جديداً يهدف إلى تكوين مخزون استراتيجي من الأغنام والماعز بالعزب والمزارع القطرية (برنامج تسمين للأغنام والماعز)، لافتاً في سياق ذي صلة إلى أن نسبة الاكتفاء الذاتي المستهدفة من اللحوم الحمراء خلال 24 شهراً ستصل إلى 65 بالمائة.. المستهدف للبرنامج تسمين عدد من 200 إلى 250 ألف رأس من الأغنام البلدية بالمزارع والعزب القطرية.
إلى ذلك أكد عدد من المتحدثين في الندوة على أن قطر اتخذت استراتيجيات واضحة وناجحة لتعزيز أمنها الغذائي ووضعت من الخطط ما يكفي لتلبية احتياجات السوق المحلي، فيما تطرق متحدثون آخرون في جلسة أخرى من قطر وخارجها، للعديد من التجارب المحلية والعالمية في مجال الأمن الغذائي.