الدوحة – بزنس كلاس:
أعلن مركز الدراسات البيئية والبلدية، التابع لوزارة البلدية والبيئة اليوم عن انطلاق البحث العالمي بعنوان ” صياغة إستراتيجية مستدامة لموارد الغذاء والمياه والطاقة (FWE) في المناطق الحضرية عن طريق تحسين أوجه التعاون بين نظم الغذاء والمياه والطاقة”. والذي تشارك فيه دولة قطر ضمن فريق بحثي يضم الولايات المتحدة وانجلترا وألمانيا والنمسا على مدى 3 سنوات مقبلة، تبدأ في يناير 2018 وتنتهي في ديسمبر 2020، وتقوم بعض الجهات المانحة العالمية ومنها الصندوق القطري للبحث العلمي بتمويل هذا البحث بمبلغ وقدره 1,500,000 يورو.
ويرأس فريق قطر في هذا البحث الدكتور محمد بن سيف الكواري مدير مركز الدراسات البيئية والبلدية ممثلا عن وزارة البلدية والبيئة والباحث محمد الحشري، ويمثل معهد قطر لبحوث البيئة والطاقة جامعة حمد بن خليفة الأستاذ الدكتور عبدالكريم أمحمد.
وقد منح منتدى بلمونت الدولي للبحوث العلمية والاتحاد الأوروبي الدولي للمدن الحضرية الإجازة العلمية والفنية لوزارة البلدية والبيئة ومعهد قطر لبحوث البيئة والطاقة بجامعة حمد بن خليفة ومعاهد علمية بحثية من أوروبا وأمريكا بإجراء البحث. جاء ذلك خلال ندوة حوارية نظمها مركز الدراسات البيئية اليوم على هامش معرض قطر الزراعي الدولي السادس.
وأوضح الدكتور محمد سيف الكواري مدير مركز الدراسات البيئية والبلدية، أن البحث يهدف إلى صياغة إستراتيجية دولية توضح العلاقة بين الغذاء والمياه والطاقة، مبينا أن إطلاق البحث العالمي سبقه العديد من المؤتمرات الدولية خلال السنوات الــ 5 الماضية. ولفت إلى إن هذا المشروع العالمي سيجمع حوالي 60 باحثا وعالما من دولة قطر والدول الأخرى المذكورة لإيجاد حلول جديدة ومبتكرة لتحدي الصعاب بشأن فهم العلاقة بين الغذاء والمياه والطاقة المستدامة.
ناقوس الخطر
وأضاف” وقد دقت تلك المؤتمرات ناقوس الخطر حول الوضع العالمي في مجالات الغذاء والماء والطاقة، وأكدت أن استمرار الوضع الحالي ينبئ بكارثة خلال العقود المقبلة وهو ما سيدفع الدول نتيجة لذلك إلى توزيع الغذاء والماء والطاقة طبقا لنظام الكوتة وهو تطور خطير”.
وبين الدكتور الكواري أن توصيات مماثلة بشأن الوضع البيئي قد صدرت عن مؤتمرات عالمية مماثلة قبل 50 عاما، مشيرا إلى أن ما حذر منه العلماء قبل 5 عقود يحدث اليوم في عالمنا على شكل كوارث بيئية تعاني منها البشرية.
وقال الدكتور الكواري” وقد أطلقت شعوب العالم نداء عالميا بضرورة البدء في تنفيذ بحث عالمي يهدف لصياغة إستراتيجية عالمية توضح طرق التعامل مع قضايا الغذاء والماء والطاقة، ويمكن التعويل عليها في وضع سياسات وتشريعات دولية ووطنية تهدف لترشيد استخدام هذه الموارد.
ونوه الدكتور الكواري بأن البشرية تواجه العديد من المخاطر المحدقة بها والتي تتمثل في الجفاف وشح المياه وتدهور البيئة بشكل عام مما ترتب عليه قلة المحاصيل الزراعية، مبينا أن تسبب ذلك في ظهور المجاعات في أنحاء مختلفة من الكوكب، في الوقت الذي يزاد فيه الطلب العالمي على الغذاء والمياه والطاقة.
وذكر أن النداءات الدولية دفعت الأمم المتحدة إلى إنشاء منظمة “بلمونت فورم” الدولية التي دعت دول العالم للمشاركة في بحث عالمي لصياغة الإستراتيجية المشار إليها سابقا.
استجابة عالمية
وقال” وقد استجابت دول العالم لذلك النداء وتقدمت بــ 88 بحثا للمنظمة الدولية تم اختيار 40 بحثا ثم تصفيتها لتصل إلى 15 بحثا، وهي التي سيتم تنفيذها ومن بينها البحث الذي تشارك فيه دولة قطر”.
وأضاف” وهذا يعني وجود 15 مجموعة بحثية على مستوى العالم تعمل لأجل وضع نماذج وتصورات وخطط تمكن من صياغة الإستراتيجية العالمية التي قد تمثل بارقة أمل للعالم أجمع”.
وذكر الدكتور الكواري أن المجموعة التي تضم دولة قطر تتميز بأنها تضم 4 مدن هي: بويستول بإنجلترا، وفيينا في النمسا، وبرلين الألمانية، والدوحة، وهي مدن تمتلك كميات كبيرة من المياه والمناخ المناسب للزراعة وإنتاج الغذاء، عدا الدوحة التي تتميز بالمناخ الجاف وقلة الأمطار وشح المياه والجو الحار وهي نموذج للبلدان العربية جميعها.
وأضاف قائلا” وهذه العوامل تجعل من الدوحة محط أنظار العالم لأن فريق البحث القطري يعمل في ظروف مختلفة وسط العديد من التحديات ونجاحه سيعطي دفعة قوية للعالم، حيث إن التغلب على تلك الظروف والتحديات وإنتاج الغذاء يعني الكثير للعالم”.
الدولة العربية الوحيدة
نبه الكواري إلى أن قطر هي الدولة العربية الوحيدة المشاركة في هذا المشروع البحثي العالمي، مشيرا إلى أن الغياب العربي عن هذا المشروع كان محل تساؤل من الكثير من الخبراء والجهات الدولية المعنية.
وشدد على أن البحث جاء استجابة لمناشدة أممية لإطلاق هذه المبادرة الهامة، موضحا أن البحث سيقدم إلى منظمة “بلمونت فورم” بحلول نهاية عام 2020 من جميع المجموعات المشاركة في البحث.
ونوه الدكتور الكواري الى أن فريق قطر يشترك مع مراكز بحوث علمية أوروبية وهي: المعهد التكنولوجي بالنمسا AIT ومركز ليبنز لأبحاث الزراعة والمناظر الطبيعية ZALF بجمهورية ألمانيا وجامعة غرب إنجلترا بمدينة بريستول UWE – بالمملكة المتحدة ومؤسسة روك كونكت ROC-Connect بالولايات المتحدة الأمريكية، مضيفا” كما سيقوم فريق قطر بالتعاون مع الجامعات والمؤسسات والهيئات الوطنية ومراكز البحوث المتخصصة في تنفيذ هذا البحث العلمي الهام بما يخدم رؤية قطر 2030 واستراتيجية التنمية الوطنية 2017 – 2022، ويحقق الاستراتيجية المستدامة لموارد الغذاء والمياه والطاقة في قطر” .