“أشغال” تستعد لافتتاح تقاطع المزروعة

تستعد هيئة الأشغال العامة “أشغال” إلى افتتاح مشروع تطوير تقاطع المزروعة بطريق الشمال خلال الأشهر القليلة المقبلة، وذلك بعد انتهاء أعمال تطوير هذا التقاطع وتحويله إلى تقاطع متعدد المستويات ضمن أعمال مشروع الطريق المداري الجديد وطريق الشاحنات. وقد اطلعت الشرق على مستجدات المشروع خلال جولة ميدانية أجرتها للوقوف على الأعمال الإنشائية الجارية حاليا في موقع العمل.

وقد تمت زيادة عدد المسارات التي يوفرها التقاطع الجديد – الذي بدأت أشغال في تنفيذه خلال مارس 2017 – من 3 مسارات إلى 7 مسارات في كل اتجاه منها 5 مسارات للسيارات الخفيفة ومساران للشاحنات، وهو ما سيساهم في تعزيز الحركة المرورية من وإلى مناطق الشمال والرويس ولوسيل وطريق سلوى.
ويشكل التقاطع الجديد نقطة وصل رئيسية بين الطريق المداري وطريق الشمال ويعمل إلى جانب تقاطع أم أسميرة على الربط بين مناطق أم صلال والخيسة ولوسيل والخور ومسيعيد والوكرة وجنوب الدوحة.

ونفذت “أشغال” تحويلة مرورية محدودة أسفل جسر تقاطع المزروعة بطريق الشمال الرئيسي منذ يناير الماضي بهدف استكمال الأعمال الإنشائية للتقاطع متعدد المستويات، ساهمت في إزاحة الحركة المرورية بأحد المسارات القادمة من الشمال في اتجاه الدوحة إلى أحد المسارات المؤدية من الدوحة في اتجاه الشمال لمسافة واحد كيلومتر فقط.

ويعد التقاطع أحد التقاطعات التي يتضمنها مشروع الطريق المداري الجديد وطريق الشاحنات والبالغ عددها 21 تقاطعا جميعها متعددة المستويات وتعمل عند افتتاحها كمنظومة مرورية متكاملة تضمن انسيابية الحركة المرورية على طول الطريق المداري وطريق الشاحنات بداية من مدينة مسيعيد في أقصى جنوب شرق البلاد حتى مدينة الخور في شمال شرق البلاد ووصولا إلى مدينة رأس لفان وبطول 195 كيلو مترا.

* عصب مروري

ويرتبط الطريق المداري مع شبكة الطرق السريعة التي تغطي طول البلاد وعرضها ومن أبرزها الدائري السابع والوكرة الموازي وطريق لوسيل وطريق سلوى وطريق دخان السريع وطريق الشمال مما يضمن حرية الحركة للبضائع والأفراد بين مدن ومناطق الشمال والجنون والوسط.

وهو ما يجعل من الطريق المداري عصبا رئيسيا وحيويا ضمن شبكة الطرق في دولة قطر، ويعزز ذلك أنه يتصل بالدائري السابع عند تقاطع أبو اليوابي الذي يربط مناطق الدوحة والوكرة والوكير والخور ولوسيل ودخان، بينما يرتبط بطريق سلوى عند تقاطع 24 المعروف بتقاطع مسيعيد والذي يربط المنطقة الصناعية وعين خالد وأم السنيم والوعب والمرة ومسيعيد والخور ودخان، في حين يرتبط بطريق دخان من خلال تقاطع أم الجواشن الذي يربط مناطق الريان والوجبة والشحانية والجميلية ودخان ومسيعيد والخور ولوسيل.

ويشكل تخفيف الزحام المروري عن الدوحة وفصل حركة الشاحنات الثقيلة عن حركة المرور العام وتقليل الحوادث جزءا من الفوائد المتعددة التي يوفرها المداري، حيث تبلغ الطاقة الاستيعابية للطريق حد 14 ألف سيارة في الساعة منها 10 آلاف مركبة خفيفة، وهو ما سيظهر أثره على المدى البعيد على زيادة الأنشطة التجارية وتقليل تكلفة النقل نتيجة لخفض زمن الرحلة إلى النصف تقريبا وبالتالي زيادة الرحلات مما يفضي في النهاية إلى جذب مزيد من الاستثمارات وخلق مزيد من الوظائف الجديدة.

وقد تم افتتاح 125 كيلو مترا من الطريق المداري حتى نهاية يونيو من العام الماضي ومن المخطط له افتتاح الــ 70 كيلو مترا المتبقية خلال العام الجاري والمقبل طبقا للخطة الزمنية التي أعلنتها هيئة أشغال وأكدت الالتزام بها. وقد أنجزت أشغال أجزاء جديدة من هذه المسافة المتبقية من المشروع، حيث تستعد أشغال لافتتاح أجزاء جديدة خلال العام الجاري.

* الاقتصاد والرياضة

وكما يعزز الطريق المداري الجديد الحركة الاقتصادية في البلاد يقدم خدمة واسعة أيضا لقطاع الرياضة حيث يعزز الانتهاء من أعمال البنية التحتية الخاصة باستعدادات كأس العالم في موعدها، كما يعمل في نفس الوقت على توفير الربط المباشر بين العديد من الاستادات والمنشآت الرياضية واللوجستية المشاركة في كأس العام 2022 والتي من بينها استادات الريان والخور ولوسيل واستاد البيت، كما يسهل الوصول عبر ارتباطه بشبكة الطرق السريعة إلى استادات الوكرة والثمامة ورأس بوعبود ومؤسسة قطر فضلا عن استاد خليفة وغيرها من المرافق الرياضية.

ويمثل الطريق المداري أحد أضخم مشاريع الطرق السريعة التي تنفذها هيئة أشغال حيث يبلغ الطول الكلي للمشروع بعقوده الأربعة حوالي 195 كيلومترا، وتقترب تكلفة المشروع الإجمالية من 17 مليار ريال.
ويساهم الطريق الجديد عند اكتماله في تخفيف الضغط عن الطرق الرئيسية والسريعة الأخرى في البلاد وعلى رأسها طريق 22 فبراير، وذلك من خلال التكامل مع شبكة الطرق الجديدة والقائمة فعليا بهدف تقليص زمن الرحلات والقضاء على الزحام والاختناقات المرورية داخل مناطق العاصمة.