“أشغال” تبطل مفعول القطيعة وبدائل مواد البناء في متناول اليد القطرية

بورصة الثقة ترتفع في الدوحة وبها والوقائع دليل مباشر

حالة إجماع دولي على أهمية السوق القطرية وتميزها وكل التحليلات المشبوهة قبض ريح 

15 سنة قادمة من العمل في المشروعات الإنشائية الكبرى وخريطة التنمية مفتوحة الحدود

 

بزنس كلاس – باسل لحام

إذا كانت “البورصة” إحدى أهم المساطر التي يقاس عليها الأداء التخصصي للشركات المدرجة حيث يرتفع منسوب التفاؤل مع انتعاش التداول، فإن المواصيل التي انسحبت على مجالات الاستثمار الإنشائي والعقاري والمقولات عبر قائمة طويلة عريضة من المشاريع الضخمة والعملاقة أفسحت الرؤية واضحة لمزيد من الثقة بقطاعات يرى المختصون فيها آمالاً مشرعة تطال سنوات قادمة، مع ولادة مشروعات ضخمة مثل مطار الدوحة الدولي الجديد الذي سيكون الأكبر من نوعه في المنطقة وجبهات أخرى (لا تقل شأناً) من مترو الدوحة إلى المنشآت الرياضية وميناء حمد وغيرها الكثير، في وقت تسيل لعابات الشركات العالمية القادمة إلى قطر على نية البناء والتشييد وتوثيق بصمة مع الشريك القطري الذي يصنف من العيار الممتاز.

ورشة إنجازات

وأمام دولة تعرف كيف تواجه التحديات وتحول البلاد إلى ورشة لا تكل ولا تمل والمجتمع إلى خلية نحل ناشطة وعاملة، يحق لأهل الخبرة أن يقرأوا طالع القادمات من الأيام بأن أمام قطر خمس عشرة سنة قادمة من العمل في المشروعات العقارية الكبرى على أقل تقدير، لاسيما أن هناك حاجة كبيرة لمزيد من الوحدات السكنية لمواءمة الحاجة المتزايدة عليها من المواطنين والمقيمين، بالتزامن مع مشروعات البنية التحتية الضخمة التي تنفذها الدولة في شتى المدن القطرية وما تتيحه من فرص كبيرة لشركات المقاولات.

هنا يجمع أهل الكار بأن الشركات الإنشائية الوطنية قد وطنت كفاءة عريقة وعالمية من حيث الخبرات الهندسية والفنية والتجهيزات العملاقة التي تقف وراء تشغيلها أدمغة قطرية قادرة ومقتدرة لتنحصر المنافسة مع شركات المقاولات العالمية في الأسعار التي تقدمها كل الأطراف في ظل ضمان الجودة الكامل في العمل، في حين تقدم  الشركات المحلية عطاءات جيدة للمشروعات التي تنفذ وبنفس الجودة التي تنفذها “الأجنبية” ومن هذا المنطلق فإن الشركات الوطنية والوافدة قادرة على المنافسة طالما تنفذ المشروعات بنفس مستوي الجودة وفي الفترة الزمنية المطلوبة.

تعكس الأرباح الجيدة التي حققتها الشركات خلال النصف الأول من العام الجاري، قوة الاقتصاد القطري وعدم تأثره بمنعكسات الحصار، وتؤكد متانة المراكز المالية لهذه الشركات، ما أدى إلى نشر التفاؤل بين المستثمرين، حيث شهدت السوق القطرية خلال الفترة الماضية ولا تزال توافداً كبيراً من الشركات العالمية التي تتسابق للتواجد فيها في مختلف المجالات في حين تعمد الشركات المحلية إلى التوسع في عملها وتطويره للحفاظ على مكانتها أمام المنافسة القوية التي تفرضها الشركات الجديدة التي اغتنمت الفرصة لأخذ حصتها من هذه السوق القوية لاسيما مع قدوم العام 2022 والمشاريع ذات الصلة.

جاذبية واثقة

ويؤكد مديرون في شركات محلية وعالمية أن قطر سوق جاذبة وأرض خصبة للاستثمار والعمل في مختلف المجالات كما أن معارضها الكبيرة تعتبر فرصة لتسويق المنتجات والأفكار وهي فرصة للتعريف بالشركات الجديدة وعقد الاتفاقات مع كبرى الشركات القطرية، ويفيد معظم من التقيناهم أن قرب استحقاق بطولة العالم في العام 2022 دفع الشركات من مختلف القطاعات للتسابق لأخذ مكان لها في السوق القطرية التي تتسع لكل المستثمرين نظراً لتنوع مشاريعها، مشيرين إلى أن المنافسة قوية بين الشركات المحلية والأجنبية لتقديم خدماتها و الحصول على الحصة الأكبر من تلك المشاريع.

ولهذه الأسباب تقتنع الشركات الأجنبية أنه من الطبيعي أن تتسابق الشركات على التواجد في قطر لأنها دولة تنمو وتتطور بصورة متسارعة جداً و من مصلحة تلك الشركات الاستفادة من هذه النهضة الحاصلة في مختلف المجالات، ورغم أن المنافسة موجودة بين الشركات المحلية والأجنبية لكن الجودة هي الفيصل و هي الأساس لأن البقاء للأفضل، ويقول أحد مدراء الشركات الإنشائية أن ثمة حرص على تمتين التواجد في قطر و على توسيع عملها وزيادة فروعها فيها. وتؤكد المهندسة رولا من مكتب استشارات هندسية أن الشركات المحلية تعمد إلى تطوير أدائها ليتوافق مع التطور الحاصل في قطر في مختلف المجالات ولمواجهة المنافسة التي تفرضها الشركات و المكاتب الأجنبية التي تدخل السوق بشكل دوري، لافتة إلى أن جودة الخدمات المقدمة هي الأساس للبقاء والاستمرار.

حالة إجماع

ويقيِم عادل قدري مدير مبيعات السوق القطرية بأنها سوق نشطة وواعدة وأنهم متواجدون فيها منذ سنوات حتى قبل الحصول على استحقاق كأس العالم الذي خلق طفرة وحقق إزدهاراً اقتصادياً في السوق ومجالاً تنافسياً كبيراً بين الشركات التي تتصارع لتدخل إليها وتثبت مكانتها فيها. في حين اعتبر هنري من شركة غلف إيكو للإنشاءات أن قطر دولة رائدة في مختلف المجالات وأرض خصبة للمشاريع والتركيز عليها كبير من كل دول العالم لذلك فالشركة تحرص على تقديم كل ما هو جديد للسوق القطرية بما يضمن أفضل تنفيذ للمشاريع في قطر. وأمل في عقد عدد من الاتفاقات لاسيما مع الفرص الكبيرة التي تقدمها السوق القطرية التي تنفذ مشاريع كبيرة خاصة بكاس العالم.

بدائل في اليد

من جانبها ترجع هيئة أشغال عدم تأثر كافة مشروعات الطرق والبنية التحتية رغم مرور أشهر على الحصار الجائر المفروض على قطر، للتعامل الجادّ والإدارة الذكية التي قامت بها كافة القطاعات بالهيئة مع الأزمة بهدف توفير مصادر بديلة لمواد البناء واحتياجات المشاريع من المواد الخام. فمنذ الأيام الأولى لفرض الحصار انتهت هيئة أشغال من توفير بدائل لمواد البناء الأوليّة من أكثر من مصدر ومطابقة للمواصفات الفنية القطرية، حيث تم الاتفاق على عدد كميات كبيرة من الجابرو والبوتامين من سلطنة عمان، علاوة على توفير أكثر من مصدر لمستلزمات مشروعات الصرف الصحي كالأنابيب وغيرها من أكثر من دولة وبجودة وأسعار أفضل بكثير من مثيلاتها في دول الحصار أو التي كانت ترد عبر المنفذ البري.

وتؤكد المصادر أن كافة المشروعات التي تنفذها أشغال يتم تنفيذها وفقاً للجدول الزمني لها، فضلاً عن أن هناك مشروعات تمّ تسريع وتيرة العمل بها مثل الطريق الرابط بين ميناء حمد الجديد والدوحة مروراً بالطريق الدائري السابع والمنطقة الصناعية وذلك بهدف افتتاح شريان مروري يسهل عمليات نقل البضائع الواردة عبر ميناء حمد للدوحة في هذه الفترة. كما توثق التقارير الميدانية إن العمل بكافة المشاريع يسير وفقاً للخطط الموضوعة سلفاً وللجدول الزمني الخاص بتنفيذها نتيجة توافر المواد الأولية بكميات كافية نتيجة تنويع مصادر الحصول على تلك المواد بالتنسيق مع شركة قطر للمواد الأولية، علاوة على أن الهيئة تعمل على تسريع وتيرة العمل بالمشروعات الجاري تنفيذها حالياً.

وذكر المصدر أن حجم الإنجاز الذي يتمّ في كافة مشروعات الطرق والبنية التحتية خير دليل على عدم التأثر بالحصار، ففي مشروعات الطرق افتتحت أشغال مؤخراً المرحلة الأولى من الطريق المداري الجديد وطريق الشاحنات الذي سيعمل على تعزيز الحركة المرورية من جنوب البلاد إلى شمالها من مسيعيد وميناء حمد وحتى الخور والوسيل، مروراً بالدائري السابع والمنطقة الصناعية وطريق سلوى وطريق دخان السريع وطريق الشمال.

 

 

السابق
علي آل خليفة الرئيس التنفيذي للشركة لـ “بزنس كلاس”: “استاد” تعبر جسر الزمن وترسخ معالم المكان
التالي
هيئة الأشغال في حالة انشغال حقيقية والنتائج تؤكدها الوقائع