أسواق قطر الشعبية.. رحلة استعادة الألق ومشاهد الازدحام النابضة بالحياة

عادت أسواق قطر الشعبية لتستعيد بريقها حيث قال مواطنون إنه رغم ما تمر به قطر من نهضة تنموية في شتى المجالات ومنها انتشار الأسواق الكبرى المغلقة (المولات) والتي تعرض فيها أشهر ما تنتجه الأسواق العالمية من ماركات متميزة إلى جانب ما يقدم فيها من أماكن ترفيه ومطاعم ومقاه، إلا أن الأسواق الشعبية ما زالت لها روادها وخصوصاً من كبار السن من الجنسين الذين اعتادوا شراء بضائع معينة قد لا يجدونها مجتمعة سوى في هذه الأسواق، فتجد من هؤلاء المتسوقين من يشتري القهوة وملحقاتها أو البهارات أو مستلزمات الملابس على سبيل المثال من هذه الأسواق التي تعج ببضائع متنوعة من ملابس رجالية ونسائية وأوان منزلية وألعاب أطفال وجميع المأكولات، أو لكونها مكاناً شعبياً يتلاءم مع ما هو موجود في بيئته، وهذا مناسب لجميع مواطنى قطر، كما أن كثيرا من هذة الأسواق ليست سوقاً يقضي منها الناس حوائجهم فقط بل تعد معلماً سياحياً وتراثاً يميز دولة قطر مثل «سوق واقف».

القحطاني: رواج مبيعات «واقف» و«الحراج» و«العلي»
قال راشد القحطاني: تعتبر الأسواق الشعبية مثل سوق واقف منذ القدم وجهة الباحثين عن التسوق في جو متنوع البضائع حيث يقوم كل بائع بعرض ما لديه من سلع على الأرض مما يتيح للمتسوقين حرية الحركة بين السلع واستعراضها بيسر وسهولة، وتمتاز الأسواق الشعبية بأنها سهلة البيع والشراء دون تشديد الرقابة عليها حيث تبقى السوق مفتوحة أمام الجميع لعرض ما لديهم من بضاعة.
وأضاف: هناك أسواق شعبية معروفة ما زالت صامدة تقاوم رياح التغيير التي شملت شتى مناحي الحياة مثل سوق واقف وسوق الحراج وسوق العلي وكلها أسواق لها روادها وعشاقها رغم التوسع في افتتاح الأسواق الكبرى والمتخصصة، فبعد أن كانت هذه الأسواق تعرض البضائع البسيطة في بداية إنشائها مثل ما تنتجه أراضيهم الزراعية من حبوب وثمار وبعض من المنتجات الحيوانية أو السلع التي ينتجها الحرفيون من خشبية ونحاسية بدائية.. باتت تعرض أرقى ما تنتجه المصانع العالمية وتنافس غيرها من الأسواق بأسعار زهيدة في متناول كل متسوق وذلك لعدم وجود إيجارات باهظة يدفعها الباعة المتواجدون في الأسواق الدائمة، وقد صار لهذه الأسواق اهتمام خاص وبات الأمر أكثر تنظيماً من ذي قبل، مشيرا إلى أن الأسواق الشعبية لها أهميتها الخاصة وروادها ومحبوها، إذ يباع فيها جميع ما يحتاجه الناس في حياتهم اليومية.

فهد: السلع متاحة.. والزحام عرض مستمر
قال فهد حسين إن سوق واقف ليست مجرد سوق يشتري منها الناس حوائجهم فقط بل تعد معلماً سياحياً وتراثاً يميز دولة قطر، حيث تشهد السوق عادة ازدحاماً كل أسبوع حيث يرتادها الأهالي والمقيمون ومع الصباح الباكر يبدؤون التوافد عليها لاقتناء ما يحتاجونه منها، في الوقت نفسه تفتح السوق أبوابها منذ الثامنة صباحا وحتى الساعة الثانية ظهرا ثم تغلق ويعاد الافتتاح بعد الرابعة عصراً وحتى العاشرة مساء، والسوق لا يقتصر ارتيادها على المواطنين بل إن الأجانب أيضاً ومواطني دول مجلس التعاون لدول الخليج العربي، يرتادونها ويشترون ما يحتاجونه منها، فيما يجد مرتادو السوق ارتياحاً عند الذهاب للسوق نظراً لتوفر حاجياتهم فيها.
وعن المبيعات قال: يباع في السوق الخضار والفواكه والملابس الرجالية والنسائية وملابس الأطفال والعطور والبخور والمفروشات والسجاد والأواني المنزلية والإلكترونيات والأحذية والحلويات والمكسرات والمأكولات الشعبية، بما في ذلك الأشياء التراثية القديمة وغيرها، مضيفاً أن سوق واقف من أقدم الأسواق وأشهرها فى قطر، وتتوافر فيها كل احتياجات المواطنين، مبيناً أن الكثير من الزبائن يفضلون التسوق في الأسواق الشعبية لغرضين، أولهما شراء احتياجاتهم، وثانيهما الاستمتاع بقضاء وقت في التجول داخل السوق.

اليماني: أكثر جاذبية..وخيارات الشراء متنوعة
قال محمد اليمانى إن تعامل الباعة في الأسواق الشعبية يعد مصدر جذب ففيها أرخص الأسعار وتتيح فرصة التفاوض في الثمن وحرية التبديل في أي وقت، إضافة إلى إمكانية البيع بالآجل لزبائن السوق، وما زالت تلك الأسواق تحتفظ بجاذبية كبيرة للزبائن الذين يجدون بين أروقتها عبق الزمان والمكان، حيث باتت وجهة سياحية ومقصداً للزوار، وما زال العديد من تلك الأسواق بحاجة إلى التطوير والاهتمام من قبل البلديات التي تشرف عليها والكشف على ما يعرض فيها من منتجات استهلاكية وغذائية لضمان صحة ما يقدم فيها ومتابعة الباعة الأجانب الذين تضيق بهم تلك الأسواق وخاصة غير النظاميين، وذلك من أجل ضمان استمرارها حتى تكون واجهة مشرقة.
وأضاف: يرتاد بعض مواطني مجلس التعاون الخليجي إضافة إلى المواطنين السوق ويدخلها من يأتي منهم إما لرخص السعر مقارنة بالأسواق الحديثة مثل المولات أو لكونها مكاناً شعبياً يتلاءم مع ما هو موجود في بيئتهم وتراثهم.

Previous post
قطر قدمت 300 مليون دولار العام الماضي.. الدعم العربي للتنمية الإفريقية بلغ 35 مليار دولار
Next post
ترمب يتوعد “داعش”: سأقتلعكم من جذوركم!!