أسعار النفط تتأرجح بين تناقضات السوق وبيانات المخزونات المحسّنة

ترقب وتوقعات في انتظار حدث ما

ضعف الامتثال لقواعد أوبك يكسر إيقاع الإنتاج

منصات صخرية جديدة تزيد تعقيد المشهد

 

الدوحة- بزنس كلاس

قالت وكالة الطاقة الدولية أن شيئاً جديداً يحدث كل شهر في سوق النفط العالمية  يؤدي إلى زيادة الشكوك حول وتيرة عملية إعادة التوازن. وتبدو في هذا الشهر عقبتان: الانتعاش الدراماتيكي لحجم إنتاج النفط من ليبيا ونيجيريا، وانخفاض معدل التزام أوبك باتفاق الإنتاج الخاص بها.

وأكدت وكالة الطاقة الدولية انخفاض معدل امتثال أوبك إلى أدنى مستوياته منذ ستة أشهر الشهر الماضي ليصل إلى 78% من 95% في شهر مايو الماضي. وترتفع حدة المخاوف جرّاء ازدياد معدل الإنتاج الإجمالي إلى 700 ألف برميل يومياً من ليبيا ونيجيريا – وكلاهما مستثنى من اتفاق أوبك لتخفيض الإنتاج – مما يبقي جهود اتحاد المنتجين خاضعة لثقل التحديات.

أول التوقعات

وكان من الواضح أن تظهر مشكلة أوبك في أول توقعاتها لحجم الطلب في عام 2018. وتمت تلبية الارتفاع المرتقب في الطلب العالمي بمقدار 1.26 مليون برميل يومياً بإجراء زيادة طفيفة جداً على حجم إنتاج الدول غير الأعضاء في أوبك بمقدار 1.14 مليون برميل يومياً. وبناء على هذه الافتراضات، سيكون من الصعب على أوبك التوقف عن سياستها في تخفيض الإنتاج بعد 31 مارس لأنها ستخاطر مرة أخرى بإغراق السوق بكميات غير ضرورية من النفط.

وأدى الارتفاع الكبير والمستمر لحجم العرض العالمي، إلى جانب تباطؤ الامتثال بسياسة خفض الإنتاج التي نشهدها حالياً، إلى زيادة التركيز على الحاجة لأسعار أقل ولفترة أطول. وتبدو أهمية ذلك في التأثير على قدرة منتجي النفط الصخري مرتفع التكلفة في الولايات المتحدة الأمريكية أو استعدادهم لمواصلة إضافة الحفارات وزيادة الإنتاج.

منصات صخرية جديدة

ومع ذلك، وبعد أن حافظ النفط الأمريكي على ثبات معدلات إنتاجه خلال الأسابيع الخمسة الماضية، قفز حجم الإنتاج بمقدار 59 ألف برميل يومياً الأسبوع الماضي ليصل إلى 9.39 مليون برميل يومياً، وهو أعلى مستوى له منذ يوليو 2015؛ وأقل بمقدار 213 ألف برميل فقط عن الرقم القياسي المسجل في تلك الفترة. وفي الوقت نفسه، واصل منتجو النفط الصخري الأمريكي إضافة ثماني منصات حفر جديدة على أساس أسبوعي منذ أن وصل إلى نقطة منخفضة في شهر مايو الماضي، ولا تظهر هذه الوتيرة أي مؤشرات على التباطؤ.

وما زالت توقعات النفط صعبة على المدى القصير، بحيث تظهر أفضل فرص الانتعاش عبارة عن أحداث غير متوقعة تدفع نحو انخفاض مكانة المركز القصير القريب من الرقم القياسي، والتي يتبوؤها خام غرب تكساس الوسيط وبرنت. وسيتطلب الانتعاش المطرد نحو الطرف الأعلى للنطاق المحدد إجراء العديد من الأمور التالية:إبطاء منصات الحفر الأمريكية ونمو الإنتاج رداً على انخفاض الأسعار ،انخفاض موسمي كبير في مخزونات النفط الخام الأمريكية (يستمر عادة حتى نهاية شهر سبتمبر) ،سعي أوبك للحفاظ على انضباط أعضائها، وخاصة العراق وإيران ،قيام أعضاء أوبك البارزين بتخفيض صادراتهم في الربع الثالث لتلبية الاستهلاك المحلي المتزايد، تباطؤ أو تجديد العقبات الكفيلة بعرقلة نمو الإنتاج من ليبيا ونيجيريا

اختلاط المؤشرات

وما زال المراقبون يراهنون  على ارتفاع الأسعار في هذا الربع بناء على الاعتقاد بأن العديد مما سبق ذكره قد يتكشف خلال الأسابيع المقبلة. وحتى ذلك الوقت، من المرجح أن تظل السيطرة بيد دببة النفط إلى أن يتم اختراق موجة الارتفاعات المنخفضة على النحو الذي شهدناه في فبراير.

وتم تداول النفط الخام بأسعار أعلى بعد أسبوع من المؤشرات المختلطة، حيث لمست وكالة الطاقة الدولية نمواً متزايداً في حجم الطلب، فضلاً عن ارتفاع إنتاج أوبك وانخفاض مستوى الالتزام بقيود الإنتاج المتفق عليها. وفي الولايات المتحدة الأمريكية، تم تعويض السحب غير المتوقع من المخزونات عبر زيادة الإنتاج، وذلك بعد خمسة أسابيع من استقرار حجم الإنتاج.

السابق
مقتنيات الأميرة ديانا للعرض في قصر باكينغهام بالذكرى الـ 20 لوفاتها
التالي
رجال الأعمال يعيدون كرة الأزمة إلى مرمى المحاصرين