أسباير زون.. قصة نجاح مستمر

الدوحة – بزنس كلاس:

تعتبر أسباير زون واحدة من أهم المشاريع الناجحة على الإطلاق في دولة قطر نظراً لشمولية مشروعها الطموح والمستوى العالمي الذي وصلت له ما أهلها لاستقبال كبرى المؤسسات والأندية الرياضية العالمية إضافة لجملة متكاملة من الخدمات الرفيعة المستوى التي تقدمها لتبز فيها أفضل منشآت العالم في إطار تخصصها. فقد أصبح اسم قطر في الأعوام القليلة الماضية مقرونًا بالرياضة، فلا يكاد يُشار إلى الرياضة في منطقة الشرق الأوسط وآسيا دون ذكر لدولة قطر ومؤسسة أسباير زون بعد أن فرضت نفسها ورسّخت مكانتها كقبلة للرياضة والرياضيين من مختلف أرجاء العالم ومرجعًا في التميز الرياضي حتى أضحت الدوحة في غضون سنوات قليلة عاصمة للرياضة العالمية.
وتحتفل مؤسسة أسباير زون هذه الايام بمناسبة مرور 10 سنوات على تأسيسها، فقد صدر في السابع من يناير من عام 2008 المرسوم الأميري رقم (1) بإنشاء مؤسسة أسباير زون للمساهمة في توفير بيئة رياضية عالمية المستوى والارتقاء بمستوى الرياضة، وإعداد كوادر رياضية مدربة تدريبًا بدنيًا وعلميًا وتربويًا في مختلف التخصصات بما يفي باحتياجات المجتمع القطري ويحقق طموحاته في المنافسات الرياضية إقليميًا وعالميًا، والترويج لأسلوب حياة صحي بين أبناء المجتمع سعيا لتحقيق ركيزة التنمية البشرية لرؤية قطر الوطنية 2030.
وقد وضع حجر الأساس لمشروع المدينة الرياضية لبناء أكاديمية وملاعب رياضية عالية المستوى تكون قادرة على استضافة الأحداث والمسابقات والمنافسات على الصعيد الدولي في عام 2003.
وفي عام 2004، فتحت أكاديمية أسباير أبوابها لاستقبال أول دفعة من الطلاب تكونت من 90 طالباً رياضيًا تم اختيارهم من بين أكثر من 8000 طفل من مختلف الجنسيات المقيمة في دولة قطر.
وافتتح صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، أكاديمية أسباير رسمياً في عام 2004، وحضر حفل الافتتاح حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدّى،ولي عهد دولة قطر آنذاك، وصاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر، وسمو الشيخ جاسم بن حمد آل ثاني، وذلك بمشاركة نخبة من أساطير الرياضة العالمية.
واحتفاء بمرور عشر سنوات على تأسيس مؤسسة أسباير زون ككيان رياضي عملاق وشامل، قال السيد محمد خليفة السويدي الرئيس التنفيذي للمؤسسة :” لم تكن لتلك الطفرة الرياضية أن تتحقق لدولة قطر في عقد واحد من الزمن، لولا الاستثمار الرياضي المدروس بعناية، والإيمان العميق للقيادة الرشيدة بأهمية الرياضة ودعمها، والتوسع المستمر في الصناعات المرتبطة بالرياضة، حتى صارت النهضة الرياضية واقعًا ملموسًا ومصدرًا للفخر الوطني”.
وأضاف السويدي:” في قلب هذه النهضة الرياضية، تتربع مؤسسة أسباير زون كإحدى أبرز الوجهات الرياضية والمدينة الرياضية الأكثر تكاملاً، ليس في قطر ولا المنطقة فحسب، بل في العالم أجمع. وتتضح القيمة الحقيقية للمؤسسة لكل متابع لخريطة الرياضة العالمية من خلال عقد مقارنة بسيطة للرياضة في قطر والمنطقة قبل إنشاء أسباير زون كمدينة رياضية متكاملة وبعدها.”
وتابع “فبعد إنشاء أسباير زون فقط استطاعت المنطقة استقبال وتنظيم كبرى الفعاليات الدولية الضخمة، وساهمت أسباير زون في صناعة نجوم وأبطال أولمبيين ومنتخبات تحصد مراكز متقدمة في شتّى الرياضات، وبعد أسباير زون فقط أصبح مشاهير الرياضية يقصدوننا للعلاج والتأهيل الرياضي، وأصبحت الدوحة قبلةً لفرق ومنتخبات النخبة لعقد معسكراتها التدريبية والاستعداد لكبرى البطولات الدولية. فمنذ تأسيس مؤسسة أسباير زون وهي تحمل رسالة واضحة تهدف إلى المساهمة بقوة في دفع المشهد الرياضي في قطر، ودعم الاقتصاد الوطني عبر الرياضة، والاستثمار في العنصر البشري، وكلها أهداف تتماشى مع رؤية قطر الوطنية 2030”.
ويمكن لمتابعي التطورات على الساحة الرياضية القطرية في العقد الأخير، أن يلحظوا وبكل وضوح الفارق الشاسع بين المشهد الرياضي في قطر مع بداية الألفية والنهضة الرياضية التي لا تخطئها العين، فقد تحولت منطقة أسباير زون في ظرف سنوات قليلة من أرض صحراء قاحلة إلى مدينة رياضية شاملة بمساحاتها الخضراء الشاسعة ومنشآتها الرياضية التي أهلتها لاستضافة كبرى الفعاليات الرياضية لتصبح نقطة تحول في حياة الدوحة لتصبح عاصمة للرياضة في الشرق الأوسط وآسيا، فضلا عن تغيير ثقافة المجتمع المحلي لجعل الرياضة جزءًا لا يتجزأ من حياتهم اليومية.
ولو أردنا أن نختار تاريخًا لبداية انطلاق قطار الرياضة القطري نحو العالمية، فلن يكون هناك تاريخ أفضل من استضافة دولة قطر في مدينتها الرياضية أسباير زون لدورة الألعاب الآسيوية في عام 2006 التي تعد أكبر ثاني بطولة للألعاب المتنوعة على مستوى العالم بعد الأولمبياد.
ولم تكن تلك البطولة مجرد حدث عابر في تاريخ الرياضة القطرية، بل كانت شرارة البدء لتحول الدوحة على مدار العقد التالي إلى وجهة عالمية لاستضافة أبرز البطولات الدولية والتي تبلغ في مجملها ما يزيد عن 80 بطولة رياضية في كل عام تثري المشهد الرياضي الحيوي في الدولة.
وكانت البطولة بمثابة البذرة لرؤية عظيمة تحققت خطوة بخطوة بداية بإنشاء أكاديمية لإعداد الجيل القادم من الرياضيين ومستشفى رياضي متكامل يوفر للرياضيين من كافة أنحاء العالم وخدمات علاجية رفيعة المستوى ومنظمة لإدارة المنشآت الرياضية والفعاليات وفقًا لأعلى المعايير العالمية.
وظهرت حينها الحاجة لإيجاد مظلة لتلك المؤسسات الرياضية كافة لتعمل جميعها في إطار جماعي قائم على الخدمات المتكاملة ليصدر في السابع من يناير من عام 2008 المرسوم الأميري رقم (1) بإنشاء مؤسسة أسباير زون للمساهمة في توفير بيئة رياضية عالمية المستوى والارتقاء بمستوى الرياضة، وإعداد كوادر رياضية مدربة تدريبًا بدنيًا وعلميًا وتربويًا في مختلف التخصصات بما يفي باحتياجات المجتمع القطري ويحقق طموحاته في المنافسات الرياضية إقليميًا وعالميًا، والترويج لأسلوب حياة صحي بين أبناء المجتمع سعيا لتحقيق ركيزة التنمية البشرية لرؤية قطر الوطنية 2030.
وقد وضعت أسباير زون منذ تأسيسها رؤيةً طموحةً بأن تصبح المرجعٍ للتميّز الرياضي في العالم بحلول عام 2020. والمبهر أنها استطاعت بالفعل تحقيق هذا الهدف قبل موعده ببضعة أعوام بفضل التكامل بين الثلاثية العالمية الفريدة أكاديمية أسباير، وسبيتار، وأسباير لوجستيكس. فما بذلته تلك المنظمات الثلاث من جهود على مدار العقد الماضي سيسطره تاريخ الرياضة القطري بأحرف من نور.
واستطاعت المؤسسة تغيير المشهد الرياضي في قطر لتؤرخ بذلك لمرحلة ما قبل مؤسسة أسباير زون وما بعدها، لتفتح الصفحة الأولى في كتاب العصر الذهبي للرياضة في قطر باستضافة وتنظيم كبرى الفعاليات الإقليمية والعالمية.
وتنوعت هذه الفعاليات لتشمل جميع أنواع الأنشطة الرياضية في كرة القدم والسباحة والاسكواش وألعاب القوى والمبارزة والجمباز والركض ومسابقات التسلق وركوب الدراجات وغيرها مرورًا بمؤتمرات الطب الرياضي وعلوم الرياضة والأداء والتعليم، ناهيك عن الفعاليات الترفيهية التي تستضيفها المؤسسة بين الفينة والأخرى.
ولا يمكن هنا إغفال الدور المحوري الذي تؤديه أسباير زون في خدمة أهم حدث رياضي في العالم على الإطلاق وهو كأس العالم لكرة القدم الذي ستستضيفه دولة قطر عام 2022 وذلك من خلال وسائل عديدة منها أكاديمية أسباير التي تعمل على صقل المواهب القطرية وتنمية مهاراتهم في كرة القدم، فهم نجوم المستقبل الذين سيشكلون عماد الفريق القطري خلال كأس العالم 2022.
ولا تقتصر مساندة أسباير زون لحلم كأس العالم على هذا فحسب، بل تسعى أيضًا لصناعة إرث رياضي يبقى للأجيال المتعاقبة في دولة قطر من خلال المساهمة في بناء الاستادات مثل استاد خليفة الدولي، واستاد الخور اللذين سيتركان إرثًا مجتمعيًا مستدامًا يستفيد منه كل أفراد المجتمع بفضل مرافقهم الرياضية العالمية التي تعزز النشاط والحياة الصحية.
وهذا إلى جانب المجال التخطيطي والإداري لفعاليات بارزة ومرافق على هذا المستوى من التطور الفائق، وكلها فعاليات تؤدي أسباير من خلالها دورًا محوريًا في تطوير وتنويع الثروات الاقتصادية للدولة.

السابق
داو جونز يسر حاجز 26 ألف نقطة لأول مرة بتاريخه
التالي
أرباح QNB في 2017 تبلغ 13.1 مليار ريال