رؤية صاحب خماسية البالون دور يدافع عن غير قيمص البلاوجرانا، كان أقرب الى الخيال حتى زمنٍ قريب، لكن تريّث البرغوث في مسألة تجديد عقده الحالي مع البارسا و الذي ينتهي صيف 2018، أشعل التكهنات أكثر من أي وقتٍ مضى بقرب مغادرته لأسوار كتلونيا، و شدّ الرحال الى الدوري الإنجليزي الممتاز، فأصبحت قضية بقاءه مع الكتلان الشغل الشاغل للإعلام الرياضي و شبكات التواصل الاجتماعي، و أعطى ميسي الانطباع للجميع بأنه بصدد بحث خيارات مسقبليّة أخرى بعيداً عن الكامب نو.
فيما يلي مجموعة من الأسباب المنطقيّة لهذا التأخير:
أولاً: قضية التهرب الضريبي المتهم فيها ميسي و والده “خورخي”، إذ يمكن اعتبارها العامل الأكثر حسماً لتحويل ليونيل وجهة بوصلته خارج اسبانيا، أضف الى ذلك انزعاجه و غضبه الشديدين من الإدارة التي أظهرت موقفاً ضغيفاً للدفاع عنه قضائياً و إعلامياً.
جدير بالذكر أنه في تموز يوليو 2016، أصدر القضاء الاسباني حكماً بالسجن على ميسي و والده لمدة 21 شهر مع وقف التنفيذ، على خلفية إخفاء أرباح الحقوق التجارية لصورة ميسي الإعلامية، بمبلغ يناهز 4 مليون جنيه استرليني تم إيداعه في مصارف في الاوروجواي و بيليزي.
ثانياً: الأجر الفلكي الذي يطالب به ميسي للتجديد، و الذي يبدو أن نادي برشلونة غير قادر على تحمّله، بعد أن صرّح أحد الإداريين مؤخراً أن الأجور المرتفعة تستنزف 70% من الميزانية السنوية، و بالتالي عملية تجديد العقود بشكل عام و من ضمنها عقد ميسي، قد تستغرق زمناً ليس بالقصير، لكن في الوقت عينه، تجد إدارة برشلونة نفسها محرجةً محلياً بسبب عدم قدرتها على مكافأة صانع أمجاد الفريق بأجر مرتفع من جهة، و من جهة أخرى زيادة ريال مدريد لراتب أيقونته كريستيانو الى 25 مليون يورو سنوياً، أمّا خارجياً فنجد أن هناك ضغطاً رهيباً على الإدارة بسبب وجود أندية أوروبية ثريّة قادرة على الإنفاق بشكل ضخم لاصطياد ميسي، و هي باريس سان جرمان الفرنسي، إضافةً الى تشيلسي اللّندني و قطبي مدينة مانشستر في الدوري الإنجليزي الممتاز.
ثالثاً: رغبة ميسي في خوض تجرية كروية جديدة خارج الدوري الاسباني، و لن يكون الأمر معقّداً مع وجود بيب جوارديولا على رأس الإدارة الفنية لمانشستر سيتي، اذاً تبدو فكرة الانتقال الى البريمير ليج و السيتي تحديداً مقبولة لدى ميسي.
رابعاً: أسباب اجتماعية يمكن تلخيضها برغبة شخصية لميسي تعليم أطفاله اللغة الإنجليزية، و الانخراط في مجتمع جديد و ثقافة مختلفة، عدا ذلك لايمكن إغفال العلاقة المتينة التي تربط زوجة ميسي “انتونيلا” بزوجة لاعب تشيلسي سيسك فابريجاس، دانييلا سمعان، عوامل يمكنها أن تدفع ميسي لاتخاذ قرار بالخروج من اسبانيا و التوجه لخوض التحدي الإنجليزي.
خامساً و أخيراً: أسباب تقنية يمكن اختصارها بافتقار وكيل أعمال ميسي، أي والده خورخي، الى مهارات النفاوض و إغلاق الصفقات، الأمر الذي يؤدي قطعاً الى تأخير أي تجديد عقد محتمل.