أبوظبي والرياض لا تعرفان كيف تنزلان عن شجرة الحصار!!

وكالات -بزنس كلاس:

أشادت صحف عالمية بصمود قطر ضد الحصار الجائر واعترف عدد من الصحافيين والخبراء العالميين بدور الإمارات المسموم في المنطقة ووقوفها وراء قرصنة وكالة الأنباء القطرية لاستخدامها كذريعة لمهاجمة الدوحة والإساءة إليها وإن كان الإجماع العالمي على المظلمة التي تتعرض لها قطر أمرا واقعا وملموسا تصدر عناوين الصحف العالمية، وتناولته أهم الأقلام، إلا أن عدالة القضية وظلم الحصار جعل أحد أشد منتقدي الدوحة، وهو الصحفي والكاتب الفرنسي جورج مالبرونو يعترف بأن الدوحة خرجت منتصرة وتعرضت لقرصنة دبرتها الإمارات، حيث أكد مالبورنو المختص في شؤون الشرق الأوسط، والذي ألّف كتابا ضد قطر أن الإمارات والسعودية خسرتا الحرب ضد قطر ولم تحصلا على الاستسلام الذي كانت تروجه وتنتظره. وتعتبر هذه الشهادة تاريخية في حق قطر.

قال جورج مالبرونو أنه في ليلة-24 مايو، بعد منتصف الليل بقليل، نُقل بيان عن حضرة صاحب السمو الشيخ تميم آل ثاني من وكالة الأنباء القطرية عن انتقاده دونالد ترامب ومدح إيران وحزب الله وحماس. وبعد خمس عشرة دقيقة، كان عدد من الخبراء مستعدين حسب الأصول يحققون في تجربة قطر في القنوات التلفزيونية السعودية والإماراتية.

وأضاف الكاتب في دراسة له بعنوان “مستقبل الأزمة الخليجية بين قطر وجيرانها” المنشورة من قبل معهد ديدرو الفرنسي، أن المشكلة هي أن وكالة الأنباء القطرية تم اختراقها في الواقع، حيث يشير البيان إلى تصريحات لم يدل بها سمو الأمير.

وأكد مالبرونو “اعتقدت على الفور أن الإمارات وراء هذه القرصنة. فهي لديها قدرات كبيرة في الأمن السيبراني، بالإضافة إلى حملة الضغط الشديدة التي تمارسها في الولايات المتحدة، ضد قطر، تحت قيادة سفيرها النشط جدا يوسف العتيبة. وبعد بضعة أسابيع، أكدت الصحافة الأمريكية هذه الشكوك من خلال نقلها عن أجهزة الاستخبارات الأمريكية تورط الإمارات في القرصنة.

القرصنة والأزمة

وبين مالبرونو أن الامارات قامت بعد القرصنة باطلاق هجوم دﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻲ ﺳﻴﺎﺳﻲ كامل المعالم في محاولة لتفعيل أزمة الاختراق . وكانت النتيجة الأزمة الحالية التي وصلت إليها المنطقة، حيث إن السعوديين والإماراتيين هم الآن عالقون في منتصف الطريق، بسبب مقاومة قطر لهجومهم، أما الخطيئة الأصلية للقرصنة فلم يفشل القطريون في استغلالها لصالحهم.

وذكر الصحفي الفرنسي أن زيارة دونالد ترامب إلى الرياض، كانت الفتيل الذي أشعل النار. كما أن جميع الأعمال التحضيرية لهذه الأزمة أجريت تحت قيادة وبتدبير من القيادة السياسية في أبوظبي، المستعدة لفعل أي شيء للتغلب على خصومها. حيث تملك أبوظبي نفوذا قويا في الولايات المتحدة ويعمل سفيرها في واشنطن على عقد صداقات وعلاقات هامة مع مستشاري البيت الأبيض وعدد من الشخصيات النافذة.

وواصل مالبرونو: أن اندلاع الأزمة الخليجية و قع فجأة لكنه ليس أمرا مستغربا، لانه منذ خمسة عشر عاماً لم تتمكن الإمارات و السعودية اللتان تتفاخران بقدرتهما على التدخل في أي مكان في العالم من وقف فرط النشاط الذي تعرفه قطر، حيث تمكنت الدوحة من الفوز بتنظيم كأس العالم، وقدمت صورة مستنيرة للعالم. وأضاف لهذه الأسباب كان من الملح إعادة الدوحة إلى السرب، غالباً ما ألتقيت مع أنور قرقاش، وزير الخارجية الإماراتي، وزعم أن قطر تعمل ضد مصالح الإمارات. والأكيد أنه منذ وقت طويل يستعد جيران قطر للمواجهة واعتبروا وجود شخص مثل ترامب في سدة الحكم في الولايات المتحدة فرصة لإطلاق الحصار.

تجاوز الأزمة

واعتبر الصحفي المختص في الشرق الأوسط، أن السعودية والإمارات فرضتا الحصار على جارتهم. غير أن قطر لم تعانِ من العزلة ، وتمكنت من تسجيل نقاط هامة في هذه الأزمة، وعرفت كيف تستغل بشكل جيد للغاية قوتها الناعمة. من خلال التوقيع، على سبيل المثال، اتفاقيات تسليح مع عدة دول. كما فازت الدوحة بشكل خاص في معركة الاتصال، حيث نجحت في إبراز أنها ضحية لحصار غير إنساني من جيرانها أدى إلى تشتيت 1700 أسرة، إلى جانب منع الطلبة من مواصلة دراستهم.

كما أضاف مالبرونو أن السعوديين والإماراتيين كانوا متفائلين بشكل مفرط. أولاً، كان هناك هذا الخطأ المتعلق بالقرصنة. ثم سعوا للحصول على استسلام تام وسريع من خلال تقديم قائمة من ثلاثة عشر طلبا، كان من المستحيل قبولها من قبل قطر. منها على سبيل المثال، إغلاق قناة الجزيرة، التي أنشئت في عام 1996، والتي كانت منصة إعلامية لعدد من الأحداث الهامة في الشرق الأوسط. ثانيا ، نجحت الدوحة في تحركاتها الدبلوماسية، حيث لم يتوقف وزير الخارجية عن الاتصالات والعمل في كل الاتجاهات للتعريف بالقضية القطرية، مما جعل موقف قطر قويا للغاية، حيث يستطيع القطريون أن يقولوا إنهم مستعدون للتفاوض، لكن مع احترام سيادتهم.

وفي المقابل، تدرك السعودية والإمارات جيداً أن العملية لم تنجح. حتى أن الإماراتيين يعترفون في الخارج بأن التحالف مع السعودية لاتهام دولة غيرها بتمويل الإرهاب ليس أمراً ذا مصداقية، حتى لو بذلت السعودية جهوداً كبيرة في السنوات الأخيرة في السيطرة على تمويل الإرهاب.

وأكد مالبرونو أن الإمارات والسعودية لا تعرفان ماذا تفعلان، حيث في البداية كانوا يأملون في حل الأزمة داخليا – وبعبارة أخرى، استسلام قطر.

وعندما وجدوا أن الدوحة لم تفسح لهم المجال، كان هناك حديث عن تدخل خارجي لحل الأزمة. ثم ظهرت الوساطة الكويتية المستمرة ، لكن بدون تقدم يذكر.

وأضاف مالبرونو: “أخبرني أنور قرقاش أن الأزمة قد تستمر لسنوات لأن الإماراتيين والسعوديين سيتركون الأمور تسير حتى تدفع قطر الثمن في وقت ما”.

لكن في الوقت الحالي، تجاوزت قطر الحصار، حيث إنها اقتصاديا نجحت في عقد اتفاقيات مع عدد من البلدان على غرار. إيران، تركيا، عُمان. كما أن الضغوط التي فرضتها الإمارات على الشركات الأجنبية في دبي كانت غير فعالة نسبياً.

ولم تتأثر الدوحة اقتصاديا لامتلاكها احتياطيا ماليا مهما يمكنها من المقاومة المالية.

حل الأزمة

وذكر مالبرونو أنه في نهاية المطاف يجب أن تحل هذه الأزمة. وسيتم ذلك عن طريق الحوار الداخلي، وبمشاركة أكبر من جانب الولايات المتحدة. ورغم موقف ترامب المتذبذب، إلا أن موقف وزارتي الخارجية والدفاع، كان أكثر توازنا، بما أن قطر تستضيف أكبر قاعدة أمريكية في الشرق الأوسط، وخاضت أمريكا حربها على داعش منها. مما جعل رسائل الولايات المتحدة تبدو مختلطة، كما أن الوساطة الكويتية متواصلة، وقطر تبدو مرحبة بالتفاوض.

السابق
نحو 150 انتهاك جديد لحقوق الإنسان في 2018 من قبل دول الحصار
التالي
طقس حار وفرصة لهطول أمطار