ترغبين وشريك حياتك في رحلة رومانسية بعيدًا عن مدن «الكليشيه»! تريدين الاحتفال بذكرى لقائكما في مكان بعيد تزورانه للمرة الأولى، تجدّدان فيه عهودكما التي قطعتماها عندما قلتما نعم! من الطبيعي طلب الراحة والاسترخاء في هذا النوع من الإجازات التي تشكّل لنا مهربًا من صخب الحياة وتنسينا عند مفترقاتها، أننا في حاجة إلى هدوء رومانسي يشحننا بالطاقة التي تعيدنا إلى الواقع ممتلئين بالحب نبثّه في أبنائنا وفي كل من حولنا.
وتحقيق هذه الأمنية ليس بعيد المنال، بل كل ما عليك هو تحضير حقائبك، والانطلاق نحو العالم الأوروبي لتكتشفي أمكنة جديدة تحضن الكثير من التاريخ المتناثر في طبيعة خلابة تثري روحك وذاكرتك معًا بالكثير من الذكريات الجميلة.
لوكسمبورغ مدينة الجسور
اللوكسمبورغ هي عاصمة الدولة الأوروبية الصغيرة التي تحمل الاسم نفسه. يقال عنها إنها مدينة الجسور، إذ تضم 110 جسور تخترق أودية وأخوارًا تنساب مياهها بين أحياء المدينة. يدعوك وسطها إلى اكتشاف وجوه المدينة الثقافية التي تزيّنها مساحات خضراء تمتد من وادي بيتروس والمتنزهات العامة لتوفّر أوقاتًا من الاسترخاء الطبيعي والثقافي. فهذه المدينة رغم أنها عاصمة، فإن أكثر من 50 في المئة من مساحتها خضراء.
يسمح صغر مساحة لوكسمبورغ بالتجوال فيها سيرًا على القدمين وكأنها ترغب في أن تجعل حواسك متأهبة لإدراك كل ما تحتضنه من سحر طبيعي. فمن وسط المدينة تتابعين مسارك في شارع فينزل Wenzel لتصلي إلى سفح رام حيث يوجد برج جاكوب الذي كان بوابة المدينة عام 1590 تجاوره ثكنات عسكرية تعود إلى عهد فوبان، ترميك فجأة وسط عالم العصور الوسطى في حي غروند الفريد من نوعه ببيوته التي تعكس نمط الهندسة المعمارية لتلك العصور وهي تستريح عند حدود وادي آلزيت.
تعكس لوكسمبورغ ملتقى الثقافتين الفرنسية والألمانية بكل وجوهها، حتى المطبخ اللوكسمبورغي يجمع بين هاتين الثقافتين بطريقة فريدة.
فمقاهي لوكسمبورغ، لا سيما تلك المنتشرة في المناطق العتيقة، غنية بما لذّ وطاب من الأطباق التي يقول عنها اللوكسمبورغيون: «النوعية فرنسية… والكمية ألمانية».
تشتهر لوكسمبورغ بأنها من أغنى المدن الأوروبية. فنمط الحياة فيها واحتضانها لنخبة المجتمع الأوروبي بكل أعراقه جعلاها مدينة التسوّق بامتياز، فلمَ لا تخوضين مغامرة تسوّق، ثمينة بعض الشيء! في النهاية إنها إجازة رومانسية.
ففي المدينة العتيقة حيث يمكن أن تصولي وتجولي فيها على قدميك من دون أن تشعري بالتعب، تدعوك البوتيكات إلى إشباع نهمك في التسوق من أشهر دور الأزياء العالمية بأسعار مقبولة مقارنة بغيرها من المدن الأوروبية المشهورة بأنها عواصم الموضة، فضلاً عن متاجر التذكارات والتحف وأكسسوارات البيوت.
لا تكتفي لوكسمبورغ بإشباع المعدة ونهم التسوّق، بل تأخذك إلى عالم فني فريد، فهي مدينة تشتهر بالحفلات الموسيقية والمسارح والفن التشكيلي. كل هذا يجعل زائرة العاصمة الصغيرة تشعر بأنها في مدينة افتراضية لا تجد لها مثيلاً إلا في عالم الخيال.
أوباتيا في كرواتيا… بلدة إجازة أرستقراطيي عائلة الهابسبورغ الملكية
في عمق خليج كفارنير تقع أوباتيا، هذه الوجهة السياحية الأنيقة التي تنعم بأعرق التقاليد السياحية في كراوتيا. شيّدت في بدايات القرن العشرين ولا تزال في وئام مع الطبيعة التي تعيش في أحضانها.
هنا الحدائق العامة الجميلة، ونزهة طويلة على الساحل الذي يمتدّ على 12 كيلومترًا… «لونغامور» حيث الشواطئ نظيفة جدًا، ونوافير غير عادية توفّر خلفية مذهلة للفيلات والبيوت التي يمكن استئجارها فتلبّي حاجاتك خلال الإجازة. والفيلات الجميلة ليست إلا جزءًا من جاذبية أوباتيا.
أما المحيط الجغرافي لهذه البلدة، فلا ينبغي تفويت التجوال في أروقته التي يحتشد فيها التاريخ. لذا عندما تكونين في أوباتيا، خذي استراحة من الشاطئ وجولي بين معالم المدينة التاريخية، التي اجتمعت فيها فنون عصر النهضة، ونمط البندقية، والقوطي، والباروكي، والكلاسيكي… وقد شيّدت المباني من أنماط مختلفة تمامًا في المدينة التي تعتبر المنتجع السياحي الأشهر في كرواتيا على مر التاريخ.
واكتشفي بنفسك سرّها، لماذا كانت أوباتيا واحدة من الوجهات الأكثر شعبية في كرواتيا منذ القرن التاسع عشر عندما كانت العائلة الملكية الهابسبورغ ونبلاء أوروبا وأرستقراطيوها يمضون إجازاتهم فيها بعيدًا عن القصور ويومياتهم السياسية.
لوكارنو رومانسية سويسرية بنكهة إيطالية
غالبًا عندما نفكر في سويسرا، تقع ذاكرتنا على صور جبال الألب والتزلج والشوكولا وطبق الفوندو، ومدن تتكلم الإيطالية والفرنسية والإنكليزية والألمانية.
وغالبًا تغرينا المقاطعة التي يتكلم سكانها الإيطالية، لما في لا وعينا من صور الأناقة الإيطالية في الأزياء والمطبخ اللذيذ.
ولوكارنو مدينة سويسرية تقع في الجنوب وتمتد على الساحل الشمالي لبحيرة ماجيوري في الطرف الشمالي الشرقي في كانتون تيتشينو عند السفح الجنوبي من جبال الألب السويسرية.
نالت هذه المدينة شهرتها بسبب مهرجان السينما الدولي، وهو الحدث الثقافي الأكبر في سويسرا وأوروبا، الذي يقام في آب/ أغسطس كل عام، والمعروفة أيضًا بمناخها المشمس.
كما أن لها علاقة قوية مع الزهور، تجتذب عشاق الطبيعة من خلال المناظر الطبيعية الجميلة المزيّنة بأزهار الكاميليا، الميموزا والماغنوليا. ما يجعل إجازتك فيها الكثير من الترف السويسري بنكهة إيطالية.
رغم أن حرارة الطقس في شهر شباط/ فبراير تكون متدنية، فإن هذا لن يمنعك من السير على الواجهة البحرية للمدينة، فتستمتعين بخلفية الجبال الجميلة التي من شأنها أن تترك ذكرى دائمة.
أجمل ما في لوكارنو أنه يمكنك استكشافها سيرًا على القدمين… فأين يمكنك التجوال؟
ساحة غراندي قلب المدينة، وكذلك منطقة التسوّق الرئيسة. وسيتا فيكيا المدينة القديمة الساحرة بشوارعها الضيقة المرصوفة بالحصى، والمحلات التجارية الصغيرة والمطاعم والمقاهي والمباني والكنائس القديمة الجميلة.
سانتواريو ديلا مادونا ديل ساسو، أحد المعالم الرئيسة في لوكارنو، بُنيت هذه الكنيسة والدير الفرنسيسكاني على قمة صخرة، ويتيحان إطلالة جميلة على المنطقة.
أما إذا كنت من هواة الفن المعاصر فكازا روسكا غاليري سيكون ملاذك إذ يستضيف المعارض الفنية المعاصرة في مكان قديم جميل بجانب الكنيسة الرئيسة سانت أنتوني. وفي معرض «غيسلا» مجموعة الفن الدولي المعاصر مثيرة جدًا للاهتمام، ويتميز المبنى بشكله المكعّب الأحمر بالقرب من ساحة غراندي، ولا يمكن تفويته.
من قال إن الرومانسية هي فقط هدوء وتفاصيل شديدة الأناقة، بل يمكن أن تتضمن منسوب أدرينالين مرتفع جدًا، فتتخلصين من خلاله من كل هواجس الحياة وأعبائها.
هذا ما قد ينتظرك في وادي Verzasca المذهل حيث المياه الفيروزية وسط التكوينات الصخرية المدهشة. كما يمكنك أن تخوضي مغامرة هوليوودية إذا كنت شجاعة… فهنا جيمس بوند (بيرس برونسون) في فيلم «العين الذهبية» James Bond GoldenEye ، قفز من سد Verzasca في سويسرا الذي يعرف أيضًا باسم سد كونترا، ويبلغ ارتفاعه 220 مترًا.
يمكنك القيام بقفزة البنجي من على السد، فهناك فريق محترف يرافقك في هذه القفزة الأكثر شهرة في جميع أنحاء العالم بسبب جيمس بوند. كل ما عليك أن تحضري معك الشجاعة للقفز! فهل ستجرؤين على القفز في إجازتك الرومانسية؟
الأماكن التي يجدر بك زيارتها
فيلا أنجيولينا
عام 1844 شيّد إجينيو سكاربا فيلا أنجيولينا، وهو تاجر غني من رييكا، وكانت الفيلا من أوائل المنتجعات السياحية في أوباتيا. تم تجديدها بالكامل عام 2000. وتعتبر متحف السياحة الكرواتية، فقاعتها الرئيسة زُخرف سقفها بشكل رائع لتُقام فيها الحفلات الموسيقية وحفلات الزفاف الرومانسية… سوف تكون مكانًا رائعًا لعشاء رومانسي.
حديقة سانت جاكوب بارك وأنجيولينا
بُنيت حديقة سانت جاكوب بارك وأنجيولينا بين 1845 و 1860. تمتلئ هذه الحدائق المشهورة جدًا بالحياة النباتية من جميع أنحاء العالم. وتمثل فن هندسة الحدائق في أوباتيا. لسنوات عديدة على التوالي، مُنحت هذه الحدائق لقب أجمل الحدائق في كرواتيا.
نوافير هيليوس وسيلينا سلاتينا
يقع ينبوع هيليوس وسيلينا بين الشارع الممتد من فندق أمبيريال وكنيسة القديس يعقوب. وهي من أعمال النحّات هنس رازوسكي.
أما نافورة سلاتينا فتقف في موقع مركزي في الشارع الرئيس في أوباتيا في حديقة ساحرة بجوار فندق قصر-بلفيو.
سان- تروبيه إجازة بأسلوب المشاهير
«هنا كل ما هو موجود النظام والجمال والفخامة والهدوء والإثارة»، عبارة للأديب الفرنسي شارل بودلير من ديوانه «أزهار الشر» Les Fleurs du Mal من قصيدة «دعوة للسفر» L’Invitatioon au voyage استعار منها الرسام الفرنسي هنري ماتيس عنوان لوحته التي أنجزها في سان تروبيه «ترف وهدوء وإثارة»، ويبدو أن سان- تروبيه كانت ولا تزال تستقطب كل من يبحث عن هذه الثلاثية، أي الترف والهدوء والإثارة، من بينهم مشاهير هوليوود والرياضة مثل ريانا وكريستيانو رونالدو وغيرهما، يمضون إجازتهم في سان- تروبيه الواقعة في الريفييرا الفرنسية في منطقة بروفانس الألب في الكوت دازور في جنوب شرقي فرنسا.
فلمَ لا تكون إجازتك الرومانسية مترفة! فلهذه المدينة الساحلية شعبية بين مشاهير العالم وأغنيائه والباحثين عن إجازة مترفة ولو مرة في العمر. فمنذ عام 1960، وهي مشهورة بشواطئها اللؤلؤية والحياة الليلية، ويستحضر شارع لا بونش المرصوف بالحجارة ماضي المدينة كقرية الصيادين، رغم عدد اليخوت الفخمة الذي يفوق قوارب الصيد في الميناء القديم.
ماذا يمكن أن تفعلي في سان- تروبيه؟
خوضي مغامرة المساومة على السعر في ساحة «دي ليس» des Lices يومي الثلاثاء والسبت، فهنا تحتشد الأكشاك التي تعرض الهدايا التذكارية، والأكسسوارات المنزلية ذات الجودة العالية مثل التحف والمرايا واللوحات والفنون والحرف… أو يمكنك تسوّق القمصان والحقائب النموذجية الفرنسية بطراز الريفييرا في الأزياء والأكسسوارات.
الأسعار جيدة جدًا هنا، وهو أمر نادر في الكوت دازور، وبالتأكيد في سان- تروبيه. بعد التسوق، استمتعي بغداء أو عشاء رومانسي في مطعم Rivea في فندق بيبلوس الذي افتُتح حديثًا، ودلّلي معدتك بحلوى الماكارون في «لادوريه» الموجود على الواجهة البحرية في سان- تروبيه. ثم جولي في أروقة قلعة ميناء الحصن القديم، واستمتعي بالمناظر الرائعة للريفييرا الفرنسية.
وإذا كنت من هواة الفن التشكيلي، لا تفوّتي زيارة متحف L’Annonciade، الذي يضم لوحات لفنانين مثل ماتيس، الذي كانت سان- تروبيه مصدر وحي لوحاته. وأخيرًا لا تتردّدي في حجز رحلة على متن قارب على طول الكوت دازور.