حتى الرز تعدون حباته.. يا جبير!!

نشرت صحيفة “الراية” القطرية مقالاً قوياً ردت فيه على تصريحات وزر خارجية السعودية عادل الجبير الذي عرض تقديم “مساعدات إغاثية” للشعب القطري. واستنكر كاتب المقال، رئيس التحرير، صالح بن عفصان العفصان الكواري، على الجبير اللجوء لهكذا نوع من اللغة في التعاطي مع “الأشقاء” حيث كتب:

لم يستح وزير الخارجية السعودي عادل الجبير عندما صرح بأن المملكة على استعداد لإرسال مساعدات إغاثية لقطر وأن مركز الملك سلمان للإغاثة على استعداد للقيام بهذه المهمة.

معروف عن الجبير أنه سيئ اللسان بذيء القول، فمنذ أن افتعل ثالوث حصار قطر هذه الأزمة مع قطر المجد والشموخ، ظل الجبير يطلق مثل هذه التصريحات المستفزة متناسياً وبشهادة الإحصاءات الدولية إن المواطن القطري يعيش مرفّهاً أكثر من المواطن السعودي وأن دخل القطري يعد من أعلى المداخيل على مستوى العالم.

قطر يا جبير لا تحتاج لمساعدات، هي بلد صغير في نظركم لكنها، أمة من حيث العطاء الإنساني، ومن حيث تأثيرها المحوري في الإقليم والمنطقة والعالم كله.

لكن الجبير أراد أن يستفز شعب قطر ويشمت به في أزمة الحصار الثالوثي التي تحولت إلى منحة بعد أن انكشف غطاء السوء وقبح مردة الشياطين الذين لم يلجم بذيء قولهم الشهر الفضيل، فتمادوا ومنهم الجبير في الإساءة لقطر.

نعم المملكة العربية السعودية دولة شقيقة وكبيرة، وميسورة الحال، لكن للأسف لا تزال شريحة كبيرة من مواطنيها تعاني في صمت من شظف العيش وقسوة الحياة من كافة الجوانب لدرجة أن بعض مواطنيها يعيشون في بيوت الصفيح وفي أكواخ ! لا أحد بالطبع يصدق، لكنها الحقيقة المرة التي لا يعرفها الجبير، لأنه عاش غائباً ومغيباً عن الداخل، بعد أن قضى جل عمره بالخارج.

إن تصريح الجبير باستعداد المملكة إغاثة أهل قطر اعتراف فاضح بمسؤولية المملكة عن حصار أهل قطر، اعتراف بهذا الجرم الإنساني بحق قطر من دولة شقيقة، إنه عمل غير صالح يا جبير أن تحاصر مملكتك أختها الصغيرة قطر، وتسعى للانتقام والتشفي منها دون سبب واضح ووجيه لمجرد الحسد والغيرة والأنانية المفرطة.

أنت إذن يا جبير تهلل لحصار قطر، وتضفي شرعية على حصاركم لأهلكم في قطر، كيف نطمئن لكم بعد ذلك؟، اعتبرنا المملكة الشقيقة الكبرى، لكن خذلتنا وحاصرتنا مع صويحباتها في سابقة خطيرة، بدون حيثيات وأسباب واضحة وملموسة.

هكذا امتد الحقد والغيرة غير المبررة من قطر بإظهار الفرح والسرور بحصاركم لأهلها وأهلكم، في سعي من المملكة ومن يدور في فلكها لتركيع قطر وسلبها سيادتها وقرارها الوطني.

وذهبتم ياجبير أبعد من ذلك للأسف بتحريضكم دولاً أخرى وشراء ذمم قادتها بالمال الحرام، لتدخلوها بالقوة في زريبة المقاطعين، لتشديد حصاركم على أشقائكم القطريين وخنقهم في هذه الأيام المباركة، قادة للأسف ينقادون ويشحذون الدراهم والريالات، ويمارسون دعارة التسول، هددتموهم بمنع شعوبهم من الحج والعمرة، فهل هذا من الإيمان ومن خلق الإسلام ؟.

خاب سعيكم يا جبير، فقد تجاوزت قطر هذا المكر السيئ الذي حاق بكم وانقلب السحر على الساحر.

شعب قطر يا جبير، شعب أصيل، له عراقة وحضارة ومكانة راقية بين الأمم، وهبه الله قيادة حكيمة رشيدة، تعرف ماذا يريده منها، لذلك لم ولن تتوانى في تحقيق رغباته وطموحاته في الحياة الحرة الكريمة حتى في أوقات الشدة والحصار!.

وضعتم قطر بين خيارين، إما أن تسير في ركبكم وتفرضوا عليها وصايتكم، أو أن تحاصروها وتحاولوا تركيعها، لكن قطر تميم المجد يا جبير، اختارت نفسها، واختارت سيادتها، فكسبت احترام الشعوب الحرة، وكسبتم أنتم كره الناس ونلتم وحلفاؤكم مذلة وهواناً.

هل هذه أخلاق أرض الحرمين الشريفين يا جبير، كلا والله، لقد تغربت كثيراً يا جبير كما ذكرت أعلاه في بلاد الفرنجة، فانسلخت عن أخلاق أمتك ودينك ومارست مثل هذه التصريحات الشائنة وهذا اللؤم الذميم، الأيام بيننا يا جبير وعلى الباغي تدور الدوائر .

إن ما تفعلونه يا جبير عبث سياسي يورث أجيالنا الكراهية والبغضاء، حاولتم لي ذراع قطر من قبل ولم تفلحوا، فأدمنتم الفشل، أوقفوا حصار قطر وارفعوا أيديكم عنها، فشعب قطر الأبي والجسور يا جبير ومن خلفه شعوب العالم الحر والمتحضر وأشقاؤه في الأمة العربية والإسلامية وفي دول مجلس التعاون، واع لما تحيكونه من دسائس ومكايدات ضده وضد وطنه، ولن ينصاع لكم مهما تجنيتم وتكالبتم عليه.

قطر يا جبير لم تطلب إغاثة منكم ولا من أحد، قطر تغيث الملايين حول العالم بلا منّ ولا أذى، عكس ما تفعلون عندما تختلفون مع أحد تمنّون عليه وتنشرون كشوفات المساعدات على الملأ، حتى الرز تعدون حباته، هل هذا من الدين في شيء ياجبير؟، لكم باع طويل في هذا بكل أسف ولن ينصلح الحال حتى تغيروا أنفسكم وتتصالحوا معها، فقد فهم الناس واستوعبوا هدف هذه المكايد والدسائس ضد قطر وأصبحوا على قناعة تامة ببراءة قطر من اتهاماتكم التي خلطت أوراقكم وأربكت حساباتكم.

السابق
أوريدو تطلق حملة “شهر رمضان” الإعلانية
التالي
الشيخ حمد بن جاسم: هاتوا دليلكم.. أي إرهاب هذا الذي ندعمه؟!!!