تقول صفاء التي شاركت في عمل فني جداري مع فنانات أخريات منهن مولي كرابابل: “لقد أوشكت على البكاء”.
جرى تشويه رسمة جدارية تنتمي إلى فن الشوارع في ملبورن تُظهر احتجاجاً نسوياً مسلماً، نفذته الفنانة الشهيرة والناشطة صفاء، التي وصفت التشويه بـ”الهجوم الشخصي على النساء المسلمات”، بحسب ما ذكرت صحيفة الغارديان البريطانية.
تشويه اللوحة، التي تُظهر رسوماً لناشطات وفنانات سعوديات معروفات ترتدين الحجاب، وشِعراً سعودياً وكذلك رسماً باللون الوردي لكلمات “مسلم متطرف”، وقع ليلة السبت عن طريق إخفاء وجوه النساء باللون الأسود وطمس الكلمات.
شاركت صفاء في اللوحة مع مجموعة من الفنانات الناشئات المعروفات ومنهن الكاتبة والفنانة الأميركية مولي كرابابل. وصرحت صفاء باعتقادها أن هذا العمل التخريبي كان بدافع من المناخ السياسي ومشاعر كراهية المسلمين المتصاعدة.
وصرحت صفاء، وهي فنانة أسترالية من أصل سعودي، قائلة: “لقد أوشكت على البكاء.. إنّه أمر مُحبط للغاية”. توقعت أن عملها سينال استحسان فناني الشوارع والكتابة على الجدران، لكنها تقول إن التشويه الزائد كانت له إيحاءات أكثر عدوانية.
وأردفت قائلةً إن العمل الممول ذاتياً، الذي ظهر في ديسمبر/كانون الأول، استغرق أشهراً في التجهيز له وكذلك 8 ساعات يومياً على مدار 10 أيام لإنجازه.
كما أضافت وهي تشير إلى المرأة السعودية التي تظهر في عملها: “أشعر وكأن هذا الهجوم ليس ضدي أنا وحسب بل أيضاً ضدهن. فبماذا أخبر هؤلاء النساء؟ أأخبرهن بأن عليهن مقاومة المعادين للنساء في الوطن وكذلك المتعصبين العنصريين المصابين بفوبيا الإسلام في هذا البلد؟”.
تشكل هذه اللوحة الجدارية جزءاً من حملة #iammyownguardian، وهي حركة تحتج على نظام الولاية السعودي الذي يمنع النساء من السفر أو الزواج أو حتى مغادرة السجن دون إذن من ولي أمرٍ ذكر. إن تصوير صفاء – الذي يُظهر وجهاً موشحاً بالشماغ السعودي – أصبح رمزاً لهذه الحركة.
وصرحت كرابابل بأن هذا العمل كان انعكاساً للتعقيدات التي تواجه التجربة الغربية للمسلمين التي تحدّت المحافظين على طرفي الطيف.
وأضافت: “لا يمكنني الإقرار بأن مرتكبي هذا العمل كانوا من الإسلاميين المُعادين للمرأة الذين أثارت حفيظتهم اللوحة الجدارية التي تحتج على نظام الولاية الذكوري في السعودية، أو العنصريين المصابين بالإسلاموفوبيا ممن أغضبهم تصوير اللوحة لنساءٍ فخورات من الشرق الأوسط وكذلك التأكيد على الهوية متعددة الأوجه للمسلمين”.
“بغض النظر عن الفاعل، أولئك الذين يريدون طمس الفن يكشفون فقط عن عجزهم الشخصي. فدائماً ما يخسر المراقبون”.
وتظهر اللوحة أحد جدران مقهى ديليكاسي المغربي الذي تديره هناء عصافيري الناشطة النسوية.
وتقول هناء، المعروفة باستضافتها حواراتٍ على طراز الصالونات الثقافية في مطاعم ملبورن، أنها اكتشفت العمل التخريبي أثناء فتحها للمقهى صباح الأحد.
كما أضافت: “هذا عملٌ عدائي يستهدف بالتحديد الرسالة التي تبثها اللوحة الجدارية”.
وصرّحت هناء، التي توظّف النساء فقط، بأن أعمال التخريب في الأماكن المحيطة التقدّمية وسط مدينة ملبورن أثارت مخاوفها بخصوص الأمن في المطعم.
كما أعربت عن قلقها حيال التأثير المتنامي لانتخاب الرئيس دونالد ترامب في الولايات المتحدة على الفنانين والجاليات المحلية، خاصة القرار التنفيذي الأخير الذي يمنع المهاجرين واللاجئين المسلمين لدول معينة من دخول الولايات المتحدة.
“إن هذا النوع من الأمور القذرة والتعبير عن الكراهية يمكن أن يحدث في مدينة إيست برونزويك.. فهو إظهار لموقف التعصب المستمر والكراهية اللذين ترعرعا في كافة المناخات السياسية”.
وقالت صفاء إنها شعرت “بانكسار القلب والاستنزاف” من احتمالية إصلاح الجدار.
“لقد تأثرت كثيراً من جراء هذا (ولكن) بالتأكيد سأقوم بالأمر مجدداً بشكل أكبر وأفضل”.