دينمو إضافي يشغل ماكينة الإبداع ويرفع رصيد التنمية
السياحة الرياضية في قطر تحديث نوعي للفكر الاقتصادي
عوامل موضوعية متراكمة تجعل الدوحة عاصمة الرياضة العالمية
معسكرات للفرق الكبرى تجري بروفات مبكرة على مونديال ٢٠٢٢
نجوم الرياضة الأوروبية في جولات على المرافق الرياضية والإدهاش سيد الموقف
طلبات الانضمام تتراكم والمشاركات شهادات معتمدة
من باريس وبرلين إلى بكين.. الدوحة محطة وقوف أساسية للتزود بوقود التميز
يوب هاينكس: المعسكر فرصة نادرة لكسر الراحة السلبية واستعادة الطاقة
الدوحة- بزنس كلاس
بدأت السياحة الرياضية في دولة قطر تأخذ بعداً اقتصادياً هاماً مع تحول الدوحة إلى وجهة رئيسية على قائمة المعسكرات الشتوية لكبرى أندية كرة القدم في العالم مثل العملاق الفرنسي باريس سان جريمان والعملاق البافاري بايرن ميونخ اللذين أقاما منذ فترة بسيطة معسكريهما الشتويين في دولة قطر.
عوامل موضوعية
هناك أسباب عدة لوقوع اختيار أندية كرة قدم من الصف الأول عالمياً على دولة قطر كوجهة لإقامة المعسكر الشتوي نظراً لحالة الطقس المعتدلة شتاءاً في البلاد والتي تمنح قطر ميزة عن دول كثيرة حول العالم يمكن للأندية الكبرى أن تختارها، إضافة إلى توفر بنية تحتية متقدمة موجودة مسبقاً في قطر ومناسبة تماماً لتلبية احتياجات مثل تلك الفرق الرياضية من صالات مجهزة بأحدث وارقى التجهيزات وملاعب كبيرة تحاكي بل وتتفوق على نظيراتها في كثير من البلدان نظراً لتركيز الجهود القطرية على تأمين البنية التحتية اللازمة لمونديال قطر لكرة القدم 2022. وهذا السبب الأخير ايضاً يلعب ودوراً في عملية اختيار الأندية الرياضية العالمية للدوحة كوجهة مفضلة لإقامة المعسكر الشتوي فيها، حيث تقوم تلك الفرق التي غالباً ما تكون العمود الفقري لمنتخبات بلادها باختبار اللعب في طقس الدوحة في فصل الشتاء تحديداً لأن كأس العالم لكرة القدم سوف يقام في هذا الفصل عندما تستضيف قطر النهائيات في 2022.
محرك احتياطي
وبطبيعة الحال يؤدي نمو هذا النشاط فيما بات يعرف اصطلاحاً بالسياحة الرياضية إلى نمو موارد القطاع الناشئ في قطر مع تقديم الخدمات اللوجستية للفرق القادمة إلى قطر ويرفع نسبة الإشغال في فنادق قطر ويزيد مبيعات أسواقها المختلفة بما يشكل محركاً إضافياً للموسم السياحي الشتوي في البلاد يسهم في تطوير الاقتصاد المحلي ورفع نسبة إسهام القطاع السياحي في الدخل المحلي الإجمالي لدولة قطر وبالتالي المضي قدما بخطوات إضافية نحو رؤية قطر الوطنية 2030 للوصول إلى اقتصاد متنوع الموارد.
إضافة إلى أن هذا الأمر يعتبر بمثابة بروفة أو تمرين لمختلف المؤسسات القطرية سواء المدن الرياضية أو الفنادق أو المطاعم أو سواها من منشآت للارتقاء بأدائها وصولاً لتقديم خدمات نموذجية خلال فترة تنظيم نهائيات كأس العالم لكرة القدم في 2022 بما يتناسب مع أهمية الحدث الكروي الأهم على الإطلاق عالمياً وأيضاً بما يتناسب مع المكانة المرموقة التي تحتلها دولة قطر بنوعية الخدمات والمنتجات التي تقدمها للعالم.
لذلك من المفترض التركيز على تنشيط هذا القطاع بوسائل مختلفة وتشجيع مزيد من الأندية الرياضية من مختلف بلدان العالم للقدوم إلى قطر وإقامة معسكراتها الشتوية في بروع البلاد، وذلك من خلال تقديم أفضل خدمة وبأسعار منافسة بشكل حقيقي.
مورد إضافي
وإذا استعرضنا تجربة آخر ناديين أقاما معسكرا شتويا في الدوحة نجد أن هذه التجربة تستحق أن نعممها ونروج لها لاستقطاب مزيد من الأندية العالمية وبالتالي إضافة مورد ممتاز لرفد القطاع السياحي في قطر من البوابة الرياضية.
فقد اختتم فريق باريس سان جيرمان الفرنسي معسكره الشتوي بالدوحة، الذي امتد على مدى يومين على ملاعب أكاديمية التفوق الرياضي في أسباير التي أصبحت الوجهة الأمثل لبطل الشتاء الفرنسي الذي اختار الدوحة للمرة الخامسة منذ 2011.
وشهد المعسكر برنامجا حافلا بالأنشطة التي شارك فيها لاعبو الباريسي منذ قدومهم إلى أرض الدوحة والذي اختتمه بالمشاركة في مباراة مع أطفال المدارس وأطفال مؤسسة دريما لرعاية الأيتام في لفتة إنسانية برعاية بنك قطر الوطني QNB الذي يعد أكبر مؤسسة مالية في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا وبالتعاون مع وزارة التعليم والتعليم العالي حيث جمعت بين نجوم الفريق الفرنسي وأكثر من 20 طالبا من طلاب المدارس الحكومية من المراحل الابتدائية والإعدادية والثانوية، وعدد من أطفال المؤسسة القطرية لرعاية الأيتام (دريما) وسط حضور المئات من مشجعي النادي العريق وعشاق كرة القدم جاءوا من كافة أنحاء قطر لمشاهدة نجومهم المفضلين.
وشمل برنامج زيارة ومعسكر النادي الباريسي تدريبا مفتوحا أمام الجمهور على ملاعب مدينة أسباير الرياضية التي تعتبر من أفضل مواقع التدريب العالمية نظراً لما تقدمه من خدمات على أعلى درجة من التطور وتحاكي أفضل الدن الرياضية بالعالم،. كما تضمن برنامج باريس سان جيرمان لقاء مع المشجعين في مركز تسوق، إضافة الى حصة لتوقيع اللاعبين على قمصان النادي.
وكان المعسكر قد انطلق بإجراء عدد من الزيارات للمواقع السياحية والاقتصادية الحيوية في الدوحة قبل إجراء سلسلة من اللقاءات الإعلامية في مقر إقامة الفريق الباريسي في فندق الموفنبيك بمنطقة أسباير زون، والتدرب على ملاعب المنطقة.
عن الضيوف النجوم
وزار عدد من نجوم الفريق خلال المعسكر قنوات بي أن سبورتس، ومحل الفريق في مجمع فيلاجيو، وأجرى نجوم آخرون سلسلة من اللقاءات الإعلامية المتنوعة للصحافة الأجنبية والمحلية في مقر إقامته بالنزل. وخاض الفريق تدريباً وحيداً على الملعب القريب من مقر إقامته، بمشاركة جميع لاعبي الفريق وسط حضور جماهيري كبير. كما زار عدد من نجوم الفريق الفضاء السياحي باللؤلؤة، و”قطر مول” وقاموا بجولة في الصحراء القطرية، قبل أن يحضروا فعالية ترويجية لملاعب كرة القدم المائية على كورنيش الدوحة.
كل هذا النشاط الذي شارك فيه نجوم باريس سان جيرمان أسهم بشكل ملحوظ في إنعاش كل الأماكن التي حل فيها الفريق من الفندق إلى الملعب وصولاً إلى أماكن الترفيه المتنوعة التي قصدها لاعبوه، ما عاد بالمنفعة الاقتصادية على المنشآت التي زاروها من جانب، واعتبر ترويجاً إعلامياً ممتازاً لتلك الأماكن والفعاليات من جانب آخر آخذين بعين الاعتبار التغطية الإعلامية الكثيفة لنشاطات لاعبي الفريق من قبل وسائل الإعلام العالمية. وهذا بحد ذاته يعتبر مكسباً ثميناً بدون تكلفة للقطاع السياحي برمته في دولة قطر، حيث لم تفوت وسائل الإعلام الفرنسية الرسمية الفرصة لنقل آخر أخبار المعسكر الباريسي بالدوحة. فقد قامت صحيفة ليكيب الفرنسية المختصة في الرياضة بتقديم تقرير مفصل عن برنامج الفريق الفرنسي مبرزة الأماكن التي زراها والنشاطات التي قام بها في ترويج مباشر لقطاع الضيافة في قطر. من جانبها أشارت الصحيفة الأكثر انتشارا في فرنسا لوباريسيان إلى الأنشطة الدعائية التي قام بها نجوم الفريق أثناء تواجدهم في الدوحة، وهو ما من شأنه أن يوفر موارد مالية كبيرة للفريق لتغطية مصاريف التعاقدات التي قام بها خلال الميركاتو الصيفي خاصة جلب النجم البرازيلي نيمار في أكبر صفقة في تاريخ كرة القدم، إلا أن الأمر يخدم بنفس الوقت الدعاية الصحيحة للدوحة كوجهة مثالية للمعسكرات الشتوية للأندية الرياضية من مختلف دول العالم ليس أوروبا وحدها.
إذ لطالما نجحت مؤسسة أسباير في جلب أكبر الأندية الأوروبية من أجل القيام بمعسكراتها على أرض الدوحة، وهو ما جعلها إحدى العلامات الفارقة في سماء المنشآت الرياضية العالمية التي توفر أفضل الخدمات للأندية والاتحادات من ملاعب متطورة ومراكز استشفائية عالمية، و شهدت منشآت أسباير زون إقامة معسكر الباريسي للمرة الخامسة بعدما استضافته في 4 مناسبات سابقة في سنوات 2011 و2012 و2013 و2015.
شهادات معتمدة
في المقابل اختتم فريق بايرن ميونيخ اليوم معسكره الشتوي الثامن بالدوحة حيث أمضى خمسة أيام أجرى خلالها أكثر من حصة تدريبية على ملاعب أكاديمية التفوق الرياضي “أسباير” وذلك تحت إشراف مدربه يوب هاينكس. وقد تزامن معسكر الفريق البافاري مع المعسكر التدريبي للمنتخب التونسي في رحلة الاعداد لكأس العالم لكرة القدم بروسيا 2018.
وأشاد المدرب الالماني بالاجواء المنعشة في الدوحة والتي تساعد الفريق على اجراء معسكره الشتوي في افضل الظروف الممكنة، آملا في تحقيق الغاية والاهداف المرجوة من هذا المعسكر.. وقال هاينكس أن التواجد بالدوحة فرصة رائعة لإعادة الفريق الى اجواء التدريبات بعد الراحة السلبية التي دامت 12 يوما، مضيفاً بأنه يمتلك ذكريات رائعة عن الدوحة حيث كان مع الفريق في المعسكر الشتوي خلال موسم 2012 — 2013. وقال هاينكس أن أسباير توفر أجواء رائعة للنادي الألماني في الدوحة وبأن المناخ رائع ومهم من أجل إعادة تأهيل وتجهيز اللاعبين لما تبقى من الموسم، حيث تنتظر بايرن ميونخ مرحلة بالغة الأهمية سواء على الصعيد المحلي أو في دوري أبطال أوروبا. لكن التصريح الأهم لمدرب بايرن ميونخ حين وصف قطر تنظيم كأس العالم لكرة القدم شتاء عام 2022، بـ”الذكي للغاية”، ممتدحاً في الوقت ذاته معسكر فريقه المقام حالياً بالدوحة. وقال هاينكس في مؤتمر صحفي: “لقد كان قراراً ذكياً أن تنظَّم البطولة في ديسمبر، ونحن هنا في شهر يناير والجو رائع بالدوحة، لقد عاينّا بأنفسنا الأجواء المعتدلة وخاصة في الصباح، وهو مناسب للغاية”.
وأثنى هاينكس على معسكر فريقه، الذي يقام للمرة الثامنة على ملاعب “أسباير زون” القطرية، وتطرق إلى التطورات اللافتة التي شهدتها قطر، بعدما قارن بين زيارته السابقة منذ سنوات، وزيارته الحالية، واصفاً أجواء المعسكر بأنها إيجابية للغاية. كما عبر هاينكس عن سعادة الفريق بعودته إلى قطر، وخاصة في ظل ما لمسه من ترحاب وضيافة ودعم للفريق بكل احترافية؛ وقال: “نحن نمضي أياماً رائعة، ليس مع الفريق فحسب، ولكن مع طاقم العمل هنا ككل”.
وأتى معسكر الفريق الالماني ليؤكد مرة اخرى بأن الدوحة اصبحت عاصمة الرياضة العالمية وليست العربية فقط بعد ان باتت الوجهة المفضلة لأكبر الاندية والمنتخبات في العالم الذين وضعوا ثقتهم في الإمكانات العالمية المتوفرة بالدوحة سواء من حيث جودة الملاعب أو المرافق الرياضية والاجواء المناخية الملائمة، ويعد البايرن من اكثر الفرق الاوروبية تواجدا بالدوحة التي تعتبر فأل خير عليه من أجل مواصلة حصد الألقاب المحلية والاوروبية.
طلبات انضمام
تحتل أسباير زون في سياق حصة قطر من السياحة الرياضية العالمية مركزاً مهماً بعد أن أصبحت محط انظار الاندية العالمية من مختلف الرياضات وليس فقط كرة القدم، حيث أكد إبراهيم الهلال رئيس فعاليات الاتحادات والأندية الى ان هناك عدة طلبات لاندية اوروبية لخوض معسكراتها بالدوحة خلال الموسم القادم وهي مازالت تحت الدراسة، مضيفاً بأن الاندية الاوروبية الكبرى اصبحت تفضل اسباير بفضل منشآتها التي تعد مدينة رياضية متكاملة تحتوي على كافة المرافق الرياضية والاستشفائية اللازمة لاجراء المعسكرات على الوجه الافضل. وقال أن أسباير سوف تعلن قريباً عن اجراء معسكرين لمنتخبي كرة القدم مترشحين لكأس العالم 2018، بالاضافة الى استقبال جوانجو الصيني احد المنافسين على لقب الدوري. أي أن الدوحة باتت محطة اساسية على خارطة السياحة الرياضية ليس في أوروبا فقط بل امتد هذا الأثر ليصل إلى الصين حيث تسير مؤسسة اسباير زون تسير بخطى ثابتة نحو تحقيق رؤيتها بان تكون مرجع التفوق الرياضي العالمي لعام 2020.