الدوحة – بزنس كلاس:
أطلق مجلس موارد المكتبات والمعلومات، اليوم الأربعاء، الموقع التجريبي لمكتبة الشرق الأوسط الرقمية، بالتعاون مع كل من تحالف الآثار، ومكتبة قطر الوطنية، عضو مؤسسة قطر، ومكتبات ستانفورد، وذلك لخدمة العديد من الجهات من الأفراد والمؤسسات في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وبالتعاون معها.
يحتوي الموقع التجريبي الحالي لمكتبة الشرق الأوسط الرقمية، الذي تم تطويره بتمويل من مؤسسة “وايتينج”، على ما يقرب من 135 ألف مادة ثقافية.
وفي صورتها النهائية، ستحوي هذه المكتبة الرقمية نصوصا ومقاطع فيديو وصورا فوتوغرافية وسجلات ووثائق أرشيفية ومخطوطات وصورا ثلاثية الأبعاد وخرائط تحكي تاريخ المنطقة خلال 12 ألف عام.
وذكرت مؤسسة قطر في بيان اليوم، أن نخبة من العلماء والمتخصصين وخبراء من الثقافات التي تمثلها هذه المكتبة، يعملون على جمع وإعداد مواد المكتبة وتنظيمها، ويتيح الموقع الذي صممته ونفذته مكتبات “ستانفورد” عرض المعلومات بالحروف العربية واللاتينية.
ويتعاون في تنفيذ مكتبة الشرق الأوسط الرقمية مجموعة كبيرة من الشركاء ومؤسسات التراث الثقافي من جميع أنحاء العالم، بهدف المساهمة في إنشاء مصدر معرفي، متاح على مستوى العالم، يحتوي على أوصاف وصور تفصيلية للقطع الأثرية والمواد التراثية، بالإضافة إلى معلومات ثقافية حول تاريخ هذه الآثار ومنشأها.
ومن المرتقب أن يستفيد من مكتبة الشرق الأوسط الرقمية طيف واسع من المستخدمين، من علماء الآثار، وطلاب المدارس في كاليفورنيا وأنقرة، والمسافرين من بوينس آيرس، فضلا عن موظفي الجمارك الذين يكافحون تهريب الآثار في سنغافورة، وفئات أخرى عديدة.
وقال تشارلز هنري، رئيس مجلس موارد المكتبات والمعلومات في تصريح اليوم، إن النموذج التجريبي الناجح لمكتبة الشرق الأوسط الرقمية، سيغدو جسرا رقميا أو مظلة متعددة الأبعاد ينضوي تحتها العديد من الدول والشعوب ووجهات النظر، التي تتكامل فيما بينها من أجل الاحتفاء بالتراث الثقافي وروعته والحفاظ عليه لضمان استدامته وتسهيل الوصول إليه.
من جهته، أوضح دانيال ريد، المدير التنفيذي لمؤسسة وايتينج، أنه من خلال التعاون الوثيق مع رعاة وخبراء التراث الثقافي للشرق الأوسط، فإن مكتبة الشرق الأوسط الرقمية تتطلع إلى إتاحة هذا التاريخ العريق بالكامل للطلاب والمعلمين والعلماء والمواطنين في المنطقة وحول العالم، لافتا إلى أن هذا الموقع التجريبي، هو بمثابة الخطوة الأولى المهمة في إنشاء البنية التحتية التقنية والبدء في تأسيس العديد من الشراكات الضرورية لتحقيق هذا الطموح.
بدوره، أكد بيتر هيردريش، المؤسس المشارك في تحالف الآثار والباحث الرئيسي في المشروع، أن الجهود القيادية الفكرية للشركاء الإقليميين، هي ركيزة أساسية لنجاح المشروع، منوها بأن الأمم المتحدة تعتبر إنشاء موقعٍ لحصر المواد التراثية ورقمنتها وتسهيل الوصول إليها، الخطوة الأولى في حماية مجموعات التراث الثقافي من النهب والاتجار غير المشروع.. مشددا في الآن ذاته، على أن هذا هو المقصد من التعاون المشترك على وجه التحديد.
وفي ذات الساق، أشارت الدكتورة سهير وسطاوي، المدير التنفيذي لمكتبة قطر الوطنية، إلى “أننا نعيش عصرا أصبحت فيه الحاجة إلى الحفاظ على الثقافة من خلال الرقمنة وتسهيل الوصول للمعلومات عن الشرق الأوسط على نطاق واسع أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى”.
وأكدت وسطاوي، أن مكتبة الشرق الأوسط الرقمية، ستنهض بمهمة رئيسية في زيادة الوعي بالتراث الثقافي لمنطقة الشرق الأوسط وتعزيز فهمه.
جدير بالذكر، أن مجلس موارد المكتبات والمعلومات، منظمة مستقلة غير ربحية تصوغ الاستراتيجيات لتعزيز بيئات الأبحاث والتعليم والتعلم بالتعاون مع المكتبات والمؤسسات الثقافية ومؤسسات التعليم العالي.
ويعمل المجلس على تعزيز مبادرات التعاون ذات التوجه المستقبلي التي تتجاوز الحدود الفاصلة بين التخصصات والمؤسسات والمهن والتقسيمات الجغرافية من أجل نفع الجمهور العام.
ومن بين برامج المجلس وأحد المساهمين في مكتبة الشرق الأوسط الرقمية اتحاد المكتبات الرقمية، وهو شبكة دولية من المؤسسات الأعضاء وينضوي تحت مظلتها عدد كبير من الخبراء والمتخصصين، وتهدف إلى تطوير الأبحاث وتعزيز التعلم ودعم العدالة الاجتماعية وخدمة النفع العام من خلال تقنيات المكتبات الرقمية.