الموصل – وكالات – بزنس كلاس:
بعد أن وضعت معارك المدينة الشرسة أوزارها وانجلى غبار معارك لم تشهدها في تاريخها الحديث، كانت النساء والأطفال أكثر من دفع الثمن الباهظ لخروج “داعش” من ثاني أكبر مدن العراق، الموصل. فقد تشتت شمل عائلات وأضحى الأطفال بين إما يتيم بموت والديه أو اختفاءهما تحت بند العبارة الشهيرة “في ظروف غامضة”. لقد فرقت معركة الموصل التي استمرت تسعة أشهر وما سبقها من سيطرة لتنظيم “داعش” في شمال العراق على مدى سنوات آلاف الأطفال عن ذويهم.
وعُثر على بعض الأطفال هائمين على وجوههم بين الأنقاض فيما انضم آخرون لأعداد اللاجئين الفارين من المدينة المدمرة.
هذا وتفرقت عائلات أثناء فرارها من حروب الشوارع والضربات الجوية وقمع الإسلاميين المتشددين. وفي أحد أيام شهر أكتوبر/ تشرين الأول تركت مريم البالغة من العمر تسع سنوات أسرتها لتزور جدتها في غرب الموصل التي كانت تحت سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية لكن معركة الحكومة العراقية لاستعادة السيطرة على المدينة كانت قد بدأت فظلت هناك.
وقال والدها حسن لرويترز إنه كان يعتقد أنه لن يرى ابنته أو والديه مرة أخرى وخصوصا أنه كان يسمع دوي الضربات الجوية يوميا كما كان يسمع أن الدولة الإسلامية تقتل العائلات هناك.
وقال “بقت هناك يمب (بجانب) أهلي… الجسور تقطعت وما كنت أقدر أروح أجيبها… ما كنت أصدق أشوفها مو بس هي وحتى أهلي كلهم… كل يوم يخابرون طيارة ضاربة مكان. دواعش قاتلين عوايل. يعني ما كنا نصدق.. يعني نقول دوله ما رح يجون… بس الحمد لله جم (جاءوا)”.
بعد أن حررت قوات الحكومية حيهم في الموصل في يونيو/ حزيران توجهت مريم مع جدتها إلى مخيم الخازر. وطلب والدها المساعدة من منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) التي نجحت في لم شمل مريم مع والدها في مخيم حسن شام الشهر الماضي.
وذكرت مريم أن إحدى العاملات في مجال المساعدات جاءت إليها. وقالت “سألتني وين أبوكي؟ وين مخيمه؟ (ردت) مخيم الخازر. (سألتها) أنت عايزة أودي على أبوكي (ردت بنعم فقالت لها المسؤولة)… باكر الساعة تسعة راح أوديكي”.
وتحدث عامل من يونيسيف إلى رويترز في أربيل قائلا إن عدد الأطفال النازحين من الموصل زاد على مدى الشهور القليلة الماضية مع وصول معركة الموصل إلى أوجها.
وقال “لدينا عدد كبير من الأطفال. من الصعب للغاية توفير أرقام دقيقة” مضيفا أن الوكالات المعنية بحماية الأطفال سجلت أكثر من 3800 طفل دون ذويهم.