من أكبر مميزات المدرب الإيطالي أليجري مدرب نادي يوفنتوس أنه يلعب بطرق لعب مختلفة تناسب المنافس دائما ، يلعب علي نقاط ضعف المنافس و يضع الخطة المناسبة للاستغلالها و ما يساعده علي ذلك هو إمتلاكه لفريق يكاد يكون متاكمل في كل الخطوط يعمل هو مع إداره البيانكونيري علي تدعيم الفريق موسم بعد موسم ليكملوا هذا المشروع الناجح و يتوجوه بلقب دوري أبطال اوروبا الذي طال إنتظار السيدة العجوز لتحقيقه و يبدو أنه أقرب هذا الموسم من أي وقت مضي ، فها هو يسير بخطوات ثابتة نحو نهائي كارديف بتحقيقه فوز غالي علي أرض منافسه نادي موناكو الفرنسي في ذهاب دور النصف نهائي من البطولة الاغلي للاندية الاوروبية ، دعونا نلقي نظرة تحليلة علي أداء فريق أليجري و كيف حقق الفوز و جعل ثاني أقوي هجوم في اوروبا هذا الموسم يفشل في تسجيل و لو هدف في شباك بطل الدوري الإيطالي .
لعب يوفنتوس بطريقة لعب ٣-٤-٢-١ التي يجيدها أمام الفرق التي تلعب علي الإندفاع الهجومي كموناكو خصوصا ان المباراة علي ملعب الفريق الفرنسي و يريد تحقيق الفوز في مباراة الذهاب و التسجيل في شباك فريق السيدة العجوز.
و لأن أليجري يعلم جيدا أن موناكو يعتمد أسلوب لعب هجومي ، يتميز بالسرعة و يفضل ان يصنع الهجمات من العمق عن طريق ، لذلك اعتمد المدرب الايطالي علي عمل الزيادة العددية في وسط الملعب علي أن يلعب يوفنتوس علي تكسير هجمات موناكو و أرتكاب اخطاء في عمق الملعب عن طريق بيانيتش و ماركيزيو لتكسير اللعب و هدم بناء الهجمات لموناكو مما أجبر الفريق الفرنسي علي التحول للاطراف و لعب العرضيات و هذا تماما ما كان يتمناه أليجري و دفاعات يوفنتوس .
حتي ان موناكو نفذ ٣٥ عرضية و نجح الدفاع الحديدي للبيانكونيري في قطع ٣٠ عرضية و الخمس عرضيات الاخري التي وصلت لمهاجموا الف يق الفرنسي تكفل الحارس العملاق بوفون بالتعامل معهم و الزود عن مرماه ، ليثب دفاع السيدة العجوز و حراس مرماه مباراة بعد مباراة ان دفاع صلب مثل هذا و حارس عملاق كبوفون لا يمكن ان تسجل في مرماهم بسهولة و لو حتي بعد ٣٥ عرضية و خمس تسديدات علي المرمي .
حتي عندما حاول فريق الإمارة الفرنسية موناكو تنفيذ الضغط الهجومي و تنويع الهجمات من العمق نجح ثلاثي الدفاع الاقوي في البطولة بونوتشي و كيليني و برزالي من قطع ٢٥ تمريرة من داخل و علي حدود منطقة جزاء اليوفنتوس ( ١٢ كرة بالرأس و ١٣ كرة بالقدم )
و لعب أليجري هو هجوميا علي الاطراف بإشراكه الثنائي البرازيلي ساندرو و داني ألفيش اللذان أوكل لهما أليجري واجبات هجومية و دفاعية كبيرة و كانا من أهم مفاتيح لعب اليوفنتوس في المباراة ، حيث ان كلاهما معا ارسلوا ٩ عرضيات و صنعوا ٤ فرص تمكن المهاجم الارجنتيني هيجوايين من تحويل أثنين منهم إلي أهداف.
بينانيتش ايضا أدي دورا كبيرا و كان مثالا للاعب الوسط (box to box ) ، لاحظ الخريطة الحرارية لتحركات نجم وسط يوفنتوس ، دوره في قطع الكرات و بناء الهجمات كان مميزا و وصلت دقة تمريراته في المباراة الي ٨٦%
لم تأتي هذه الصلابة الدفاعية للفريق الإيطالي علي حساب الفاعلية الهجومية فقد سدد البيانكونيري علي المرمي ٤ تسديدات ، أحرز منهم هدفين وضع بهما قدما في نهائي دوري ابطال اوروبا هذا الموسم .
بفوز يوفنتوس بهدفين نظيفين ، يكون فريق السيدة العجوز هذا الموسم في دوري أبطال اوروبا لعب ١١ مباراة ،لم يهزم في أي منهم ، أحرز ١١ هدف و أستقبل مرماه هدفين فقط و حافظ بوفون علي نظافة شباكه في ٩ مباريات .
أرقام إن كان لها دلالة فهي تدل علي مدي القوة الدفاعية للفريق مع واقعية و فاعلية هجومية تجعله يقترب من تتويج مشروعه الذي بدأ منذ سنوات بتحقيق البطولة الأغلي للاندية الاوروبية و لما لا تحقيق الثلاثية هذا الموسم و هو الذي أقترب من حسم لقب الدوري الإيطالي و وصل لنهائي الكأس .