الدوحة – بزنس كلاس:
أكد وزير المالية علي شريف العمادي متانة الاقتصاد القطري ومرونته مشدداً على انفتاح اقتصاد قطر على الأعمال فيما اعتبر الحصار المفروض على قطر فرصة لاقتصادها كي يحقق نمواً بالاتجاه الصحيح. وقال العمادي: “خلال الحصار توقع كثير من الناس أن نصمد لبضعة أسابيع فقط”، مشدداً على سلامة النظام المصرفي القطري قائلاً: «النظام المصرفي سليم جداً، وإذا رأينا أي خطر منهجي سنتدخل». وبيَّنَ سعادة وزير المالية في مقابلة مع شبكة (سي إن إن) الأمريكية أن قطر منفتحة على الدوام ليس فقط على دول مجلس التعاون الخليجي وإنما على بقية دول العالم، مبينا أن عقود مشاريع كأس العالم الجديدة بلغت 9 مليارات دولار، ومن المتوقع الانتهاء من أغلب مشاريع البنية التحتية بنهاية 2018.
واعتبر وزير المالية أن حصار قطر والتحديات في منطقة دول الخليج فرصة لقطر، وأغلب ما كنا نقوم به في السابق كان يصب في إطار التكامل مع دول مجلس التعاون، باعتبارها كتلة تجارية مكونة من 6 أعضاء مع سوق مشتركة واتحاد جمركي موحد، مؤكداً أن قطر تركز حالياً على الاعتماد على نفسها وتحقيق استقلاليتها واكتفائها الذاتي في العديد من قطاعات الاقتصاد.
وأضاف: «نحن الآن لدينا سلسلة توريد مع أكثر من 80 دولة حول العالم». وشدد وزير المالية أن السياسات المالية ستتغير لتكون أكثر مرونة، والآن وبعد 8 أشهر من الحصار فإن الاقتصاد القطري ما زال ينمو بسرعة.
سوق الطيران
وحول الأثر الذي تركه الحصار على سوق الطيران في قطر خاصة الخطوط الجوية القطرية، قال العمادي إن الخطوط القطرية أضافت في الماضي نحو 10 خطوط جوية جديدة وستضيف ما بين 10 إلى 15 خطاً جوياً جديداً في 2018. واعتبر العمادي أن قطر جزء من الاقتصاد العالمي. وحول الأزمة الخليجية الراهنة قال سعادة وزير المالية: بين الحين والآخر نتوقع أزمة سياسية ولكن التحدي في هذه الأزمة هو القضايا الاجتماعية، حيث تم فصل العديد من العائلات والأطفال، وحول البدائل التجارية مع دول الحصار قال وزير المالية: من السهل الحصول على موردين بديلين، وتحولنا لإيران وتركيا وبلدان أخرى حول العالم.
مشاريع كأس العالم
وأكد العمادي على سير مشروعات كأس العالم قطر 2022، مشيراً إلى أن الاستعدادات جارية لهذه المشروعات منذ البداية وقبل الحصار، مشيراً إلى أن قطر ما زالت تمنح عقودات بقيمة 9 مليارات دولار كعقودات جديدة للاستعداد لهذا الحدث الرياضي الكبير.
وبين وزير المالية أن 2018 سيكون عاماً مهماً لإنجاز العديد من المشاريع، ونتوقع بنهاية 2018 الانتهاء من معظم مشاريع البنية التحتية الرئيسية.
وقال إن صندوق النقد الدولي في ختام زيارة قام بها لقطر أغسطس الماضي أكد أن قطر تكيفت مع الصدمة ولا يزال النظام المصرفي سليماً مع ارتفاع جودة الأصول والرسملة القوية.
وتوقع صندوق النقد الدولي أن ينمو الاقتصاد القطري بنحو 3.1% هذا العام مرتفعاً من 2.5% في العام الماضي.
وساعدت احتياطيات قطر من قطاع الطاقة في امتصاص الصدمة الاقتصادية التي حدثت جراء حصارها، باعتبارها أكبر مصدر للغاز الطبيعي في العالم بما يمثل حوالي 30% من السوق العالمي، وتعد اليابان وكوريا الجنوبية والهند من أكبر زبائنها.
السوق الألماني
وفي سياق آخر، قال سعادة وزير المالية إن قطر مهتمة بتوسيع استثماراتها في ألمانيا، مبيناً أن قطر ترى السوق الألماني «جذاباً» للاستثمارات القطرية، وقطر دائماً ما تبحث عن مواقع جديدة ومتميزة، واعتبر العمادي في مقابلة مع صحيفة «هاندل بلات» الألمانية أن استثمارات قطر في ألمانيا بعيدة المدى.
وفي إجابته عن سؤال عن استثمارات قطر في فولكسفاجن ودويتشه بنك، أكد وزير المالية أن قطر لديها ثقة كاملة في الاقتصاد الألماني ونحن سعداء بذلك.
وتتمتع العلاقات القطرية الألمانية بالتميز في كافة المجالات وعلى أعلى المستويات، وهناك العديد من الاتفاقيات التي وقِّعَت بين البلدين في قطاعات مثل السياسة والاقتصاد والاستثمار والثقافة والتعليم وغيرها.
منتدى استثماري
ومن المتوقع أن يعقد منتدى استثماري قطري ألماني في برلين الربيع المقبل يناقش سبل تعزيز الاستثمارات بين البلدين خلال الفترة الماضية خاصة أن قطر بدأت توسيع محفظتها الاستثمارية في دول ذات ثقل اقتصادي في القارة العجوز.
وكان هانس أودو موتسيل سفير جمهورية ألمانيا الاتحادية بالدوحة، أكد لـ «لوسيل» في حوار سابق، أن قطر تعد شريكا أساسيا لألمانيا خاصة على المستوى الاقتصادي بوجود استثمارات قطرية ضخمة في ألمانيا تصل إلى 30 مليار يورو وهناك مساهمات كبيرة للشركات الألمانية في المشروعات القطرية مثل مشروع مترو الدوحة وبناء الأنفاق اللازمة وتزويده بتكنولوجيا عالية الجودة في أقل وقت ممكن ولدينا شركة ألمانية تحتكر هذه التكنولوجيا على مستوى العالم ودخلت قطر بسبب سرعة بناء أنفاقها عن طريق هذه الشركة الألمانية في موسوعة جينيس للأرقام القياسية لأنه المشروع الوحيد في العالم الذي تم فيه بناء أنفاق للمترو تمتد لمئات الكيلو مترات في أسرع وقت وهو أكبر مشروع للأنفاق في منطقة الخليج ككل.
حل سلمي
وبجانب الملفات الاقتصادية فإن ألمانيا تعد من الدول ذات الموقف القوي المؤيد والداعم لقطر خلال الأزمة الخليجية، حيث دعت برلين منذ البداية لحل سلمي بين الأطراف في دول مجلس التعاون، وقال وزير الخارجية الألماني زيغمار غابرييل إن الدوحة شريك إستراتيجي لبلاده في مجال مكافحة الإرهاب، وأضاف أن فرض الحصار أمر مرفوض وغير مقبول ودعا لضرورة التوصل لحل ورفع الحصار الجوي والبحري والبري عن قطر.
وتمتلك قطر العديد من الاستثمارات المهمة في جمهورية ألمانيا الاتحادية بلغت نحو 30 مليار يورو، من بينها أسهم بنسبة 17% في عملاق السيارات فولكسفاجن وبورش بالإضافة لاستحواذ قطر على نحو 8% من أسهم دويتشه بنك بقيمة تفوق 1.3 مليار دولار.
توربينات الغاز
وحرصت قطر على الاستفادة من التكنولوجيا المتوفرة في ألمانيا، لاسيما في ظل التوجه القطري نحو الإبداع، واستثمرت قطر في هذا القطاع واشترت حصصاً في شركة سيمنس الألمانية عملاق الطاقة والتكنولوجيا، والتي تورد توربينات الغاز للدوحة والعالم، وتمتلك قطر نحو 9% من شركة هوختيف للبناء والحفر.
وفي المنتدى الاقتصادي العربي الثامن عشر الذي عقد ببرلين في 2015، الذي يعد منصة تقارب لوجهات النظر الاقتصادية بين ألمانيا والدول العربية، اختارت فيه ألمانيا قطر لتكون الشريك الإستراتيجي في ذلك العام وذلك لما تتمتع به الدوحة من حضور دولي كبير ونهضة اقتصادية شاملة على كافة المستويات.
وبلغت قيمة التبادل التجاري بين البلدين نحو 4.2 مليار ريال في النصف الأول من العام الماضي، وسجلت قيمة الواردات السلعية من ألمانيا للدوحة في الفترة من 2010 إلى 2015 ارتفاعاً قوياً بنسبة 46%، واستقطبت مشاريع مونديال كأس العالم قطر 2022 العديد من الشركات الألمانية، ويوجد بالدوحة نحو 139 شركة ألمانية تعمل في السوق القطرية، كما تنفذ العديد من الشركات الألمانية مشاريع بقطر من بينها شركة دورشه التي تنفذ مشروع مدينة لوسيل بقيمة 45 مليار دولار، وشركة بيلفينجر بيرجر التي تنفذ مدينة بروة بقيمة 8.2 مليار دولار وشركة لوديجة للنظم والتي نفذت مشاريع بمطار حمد الدولي بقيمة 11 مليار دولار، كما تعمل شركة السكك الحديدية الألمانية (شركة هوختيف) في مشروع مترو الدوحة بعقود تفوق 8.2 مليار دولار.