
الدوحة – وكالات – بزنس كلاس:
كان حرمان السعودية بطرق ملتوية لحجاج دولة قطر من زيارة الشعائر المقدسة أثراً كبيراً في تعميق الجرح نتيجة الأزمة الخليجية. وطالب مواطنون قطريون بفصل السياسة عن الشعائر الدينية المرتبطة بالعمرة والحج، معربين عن حزنهم العميق لتعرض كل من يعيش على ارض قطر للحرمان من اداء العمرة والحج للعام الثاني على التوالي مؤكدين ان هذا المنع غير المسبوق في التاريخ الاسلامى لن يمحى من ذاكرة القطريين لعدة أجيال قادمة.
واعتبروا تصريحات السلطات السعودية، بعدم وجود ما يمنع القطريين من اداء مناسك العمرة والحج، تصريحا للاستهلاك الاعلامي فقط، لأن هناك العديد من العقبات التي تقف في طريق المعتمرين من قطر، إضافة إلى خوف المواطنين على انفسهم، من حالة الشحن التي تتم ضدهم، مما يجعل كل مواطن عرضة للتربص، او القبض عليه او تلفيق التهم له .
وقالوا ان حصار قطر أحدث شرخا عميقا بين الاشقاء في الخليج لا يمكن التئامه بسهولة، حيث إنهم استغلوا الأزمة السياسية الحالية، وقاموا بمنع الحجاج والمعتمرين القطريين من الوصول الى الاراضي المقدسة بسبب الخلافات السياسية وهذا شيء يؤسف له. من جانبه أفتى فضيلة الدكتور علي محيي الدين القره داغي بعدم جواز منع من يريد الحج أو العمرة من أدائهما من أي بلد كان.
الرياض فتحت المسار الإلكتروني للحج مع كل العالم باستثناء قطر
وأوضح أصحاب حملات حج وعمرة قطريون إن وزارة الحج والعمرة في السعودية أغلقت المسار الإلكتروني للتسجيل للحج في ال 30 من شعبان الماضي اي قبل الموعد المحدد ب 3 أشهر.
حيث جرت العادة على فتح المسار حتى الـ 30 من ذي القعدة من كل عام، مشيرين الى ان المسار الالكتروني ظل مفتوحا مع كل العالم باستثناء قطر.
مما يعني استمرار المملكة في وضع العقبات والعراقيل أمام المواطنين القطريين والمقيمين بدولة قطر لأداء المناسك والشعائر الدينية، من خلال رفض التعامل أو التنسيق مع وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بدولة قطر.
وأعرب أصحاب حملات حج وعمرة عن أملهم في أن تفتح السعودية الأبواب لحجاج قطر بعدما حرموا العام الماضي من الحج كما حرموا من جميع مواسم العمرة وأعرب أصحاب الحملات عن جاهزيتهم التامة في أي لحظة لخدمة ضيوف الرحمن من قطر.
من جانبها، رصدت لجنة المطالبة بالتعويضات 163 انتهاكاً للحق في ممارسة الشعائر الدينية، فضلا عن تجاوزات كثيرة وقعت بحق المعتمرين القطريين من بينهم 3 حالات تم طردهم من الفنادق بمدينة مكة المكرمة، بالإضافة إلى 39 حالة لمعتمرين تم منعهم من السفر إلى مكة لأداء العمرة.
وتسبب الحصار الذي شاركت فيه السعودية في حرمان قرابة 1.5 مليون مسلم مقيم في دولة قطر من حقهم في ممارسة شعائرهم الدينية، بما يمثل انتهاكاً جسيماً للحق في العبادة، ولم تقم السلطات السعودية في المقابل باستثناء من يرغب في ممارسة حقه في أداء مناسك الحج والعمرة من إجراءات الحصار الجائر، بل قامت بالزج بالشعائر الدينية في الخلافات السياسية والدبلوماسية واستعملتها كأداة للضغط السياسي في انتهاك صارخ للاتفاقيات الدولية لحقوق الإنسان.
واستقبلت اللجنة أيضا عدداً كبيراً من أصحاب الحملات القطرية وعددها نحو 40 حملة والتي تكبدت خسائر فادحة في موسمي العمرة والحج الماضيين، بسبب تعاقدات مع أصحاب حملات سعودية تستوجب القيام بدفع حجوزات فنادق مسبقا، الى جانب عدد من الترتيبات دفع ثمنها مقدما ولم تحصل في المقابل على حصتها من المعتمرين والحجيج القطريين والمقيمين الذين حصلوا على تأشرات مسبقة بأداء المناسك بسبب إغلاق الحدود البرية، والمجال الجوي السعودي في وجهة رحلات الطيران القطرية.