ربما يكون أسوأ ما في المرض بالنسبة للبعض، هو تناول الدواء في شكل حقن، خصوصاً لهؤلاء الذين يعانون “التريبوفوبيا” أو رُهاب الحقن.
حسناً، لدينا أخبار سارة لهؤلاء؛ لأنَّ العلماء تمكنوا من تطوير لاصقةٍ تعمل مثل الضمادة، وبفاعلية الإبر نفسها في توفيرها للمناعة ضد الأمراض التي تُستخدم لها الحقن.
وتستخدم اللاصقة 100 إبرة صغيرة قابلة للتحلُّل لنقل اللقاح إلى الجلد (توصف ببصيلات مشابهة للشعر)، وهي بسيطة للغاية؛ إذ يمكن للأشخاص أن يلصقوها بأنفسهم؛ ومن ثم فلن يضطروا إلى حجز موعدٍ عند الطبيب.
ولا تُعد اللاصقة مريحةً وغير مؤلمة فقط؛ بل ولا تسبب أي آثار جانبية عكسية أيضاً، فيما عدا قليل من الاحمرار الموضعي أو الحكة في الجلد، والتي اختفت خلال 48 ساعة.
إذ يختبر فريق من معهد جورجيا للتكنولوجيا بالولايات المتحدة اللاصقة في تجارب سلامة على مجموعةٍ من المشاركين تتراوح أعمارهم بين 18 و49 عاماً، والذين لم يحصلوا على تطعيمٍ ضد الإنفلونزا في السنة السابقة للتجارب، منذ يونيو/حزيران 2015.
وفي الواقع، قال أكثر من 70% من المشاركين في الدراسة، التي نشرت نتائجها في دورية The Lancet الطبية، إنَّهم يفضلون استخدام اللاصقة في المستقبل مقارنةً بزيارة الطبيب.
هذا، وقال البروفيسور مارك براوسنيتز، أحد المشاركين في الدراسة: “واحدٌ من الأهداف الرئيسة لتطوير تقنية لاصقة الإبر الصغيرة هو جعل اللقاحات متاحةً للمزيد من الأشخاص، فإذا كنت تريد الحصول على لقاح الإنفلونزا، فعادةً تحتاج إلى زيارة أخصائي رعاية صحية، والذي سيحقنك بالمصل باستخدام إبرةٍ تحت الجلد”.
ويمكن للاصقة أيضاً أن توفر المال؛ لأنَّها سهلة الاستخدام ويمكن نقلها وتخزينها من دون تبريد، كما يمكن التخلص منها بسهولة بعد الاستخدام دون أي نفاياتٍ حادة، ويمكن أيضاً تخزين هذه اللاصقات خارج الثلاجة.
أمَّا لاصقة الإبر الصغيرة، فيمكنك الحصول عليها من المتجر وأخذها إلى المنزل ووضعها على جلدك في دقائق قليلة، ثم تنزعها وتتخلص منها بأمان؛ لأنَّ الإبر الصغيرة تكون قد ذابت.
والأهم من ذلك، أنَّها تعمل بكفاءة؛ فقد كانت استجابات الأجسام المضادة التي أنتجها اللقاح اللاصق مماثلة لما ظهر في مجموعات الأشخاص الذين يحصلون على تطعيم بالحقن العضلي، وظلت موجودة بعد مرور 6 أشهر.
وتدعم هذه النتائج دراسات أُجريت أيضاً في معهد جورجيا للتكنولوجيا عام 2011، والتي اكتشفت أنَّ لقاحاً يصل إلى الجلد باستخدام لاصقة إبر صغيرة يوفر حماية ضد إنفلونزا الخنازير (فيروس H1N1) أفضل من لقاحٍ آخر يُحقن باستخدام الحقن العادية تحت الجلد أو الحقن العضلي.
وحُقِنت فئران بلقاحٍ مضاد لفيروس H1N1 عبر الجلد باستخدام لاصقة إبر معدنية مطلية، فيما لُقحت مجموعة أخرى باستخدام الحقن تحت الجلد، وكانت كلتا المجموعتين محمية ضد فيروس إنفلونزا قاتل لمدة 6 أسابيع بعد التطعيم.
ويمكن أن تصبح هذه اللاصقة عنصراً رئيساً في مقاومة انخفاض معدلات تطعيم الأطفال.
ويعمل الباحثون الآن على تطوير لاصقات إبر صغيرة لاستخدامها مع اللقاحات الأخرى، والتي تشمل لقاحات الحصبة، والحصبة الألمانية، وشلل الأطفال.