هل انتهى عصر برشلونة الذهبي ؟

 

كما كان متوقعاً، عاش برشلونة الساعات الماضية تحت قصف الانتقادات من الجماهير ووسائل الإعلام وبعض النجوم في كرة القدم، وذلك بعد الهزيمة القاسية من باريس سان جيرمان برباعية نظيفة والتي كشفت جميع العيوب الموجودة في الفريق والتي كان يخفيها تألق ليونيل ميسي منذ بداية الموسم.

الصحف الموالية لريال مدريد لم تتوقف عن عناوينها المثيرة مثل “نهاية حقبة برشلونة”، “برشلونة الذهبي انتهى”, كما أدلى بيرند شوستر مدرب ريال مدريد السابق تصريحات مثيرة عندما أكد على أن حقبة برشلونة شارفت بالفعل على النهاية.
وهذا يقودنا لمحاولة الإجابة على هذا السؤال؛ هل انتهى برشلونة حقاً؟ وفي الحقيقة لا يمكننا الإجابة على ذلك دون التطرق لعدة محاور في غاية الأهمية.

برشلونة اجتاز عقبات مشابهة في الماضي

نفس هذه العناوين تم وضعها على غلاف الصحف والمواقع الإسبانية بعد خسارة برشلونة أمام بايرن ميونخ في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا عام 2013، ولكننا جميعاً شاهدنا ما حققه الفريق من إنجازات وألقاب بعد ذلك.

عصر برشلونة الذهبي الذي بدأ عام 2008 مع المدرب العبقري جوسيب جوارديولا مر بمراحل وعقبات عديدة، وعاش الفريق أوقات عصيبة أحياناً، لكنه دائماً ما كان يعود وبشكل مفاجئ ليتربع على القمة مجدداً، فالحكم على نهاية حقبة البرسا بشكل متسرع أمر ليس ذكياً على الإطلاق.
ليونيل ميسي ومدى جاهزية نيمار لقيادة الفريق

طالما أن ميسي ما زال لاعباً في برشلونة فلا شيء سينتهي، فهو لاعب قادر عل قيادة فريقه للفوز بالألقاب وحده بشرط أن يكون زملائه ملتزمين بأدوارهم، وهو ما فعله حقاً بثلاثية 2015 بمساعدة لويس سواريز ونيمار.

قضية أخرى يجب التطرق لها وهي أن نيمار ما زال في سن 25 عام، لكن للأمانة فهو لم يثبت حتى الآن بأنه قادر على حمل الفريق على أكتافه كما يفعل ميسي، فمستواه متذبذب جداً من مباراة لأخرى، لذلك سيلعب مستوى المهاجم البرازيلي دوراً كبيراً في تحديد هوية الفريق خلال الموسمين القادمين.

هوية المدرب القادم

العامل الأهم للإجابة على سؤالنا الرئيسي، فبقاء لويس إنريكي مع الفريق الموسم القادم قد يزيد الأمور تعقيداً، فمن الواضح بأنه فقد ثقة اللاعبين والصحافة والجماهير أيضاً، ومن المتوقع أن يتم التعاقد مع مدرب آخر عقب نهاية الموسم.

هوية المدرب الجديد ستحدد إن كان الفريق قادر على الانتفاض مجدداً أم لا، وهنا تكمن مشكلة سياسة البرسا بالتعاقد مع المدربين، فإدارة النادي الكاتالوني وعلى مر تاريخها لا تفضل التعاقد مع مدربين كبار، ففي الغالب يتم تعيين مدرب لعب في النادي سابقاً، وقرار كهذا أشبه برمي حجر نرد، فلا يمكن توقع نتائجه، ليس كل يوم سيخرج لك مدرب مثل جوارديولا.

أسماء مثل خورخي سامباولي وكومان قد تبدو مطمئنة للجماهير وهي كذلك بالفعل، فهما يعدان من أفضل المدربين في العالم وخصوصاً الأول، لكن مدربين من هذه النوعية سيحدثوا تغييرات جذرية في طريقة لعب الفريق، ولن يقبلوا بوضع لمسات خفيفة مثلما فعل لويس إنريكي أو تاتا وتيتو، فهما يتبعان مدرسة مختلفة في التدريب، وهذا يجعلنا نطرح سؤالاً آخر، هل لاعبي برشلونة قادرون على اللعب بفلسفة جديدة ؟

برشلونة نادٍ كبير جداً .. حقيقة لا يمكن تغييرها الآن

ربما لن يعود برشلونة مرعب كما في السابق، لكن ما هو مؤكد بأنه سيبقى من أقوى الفرق الأوروبية، جميع المعطيات تؤكد ذلك، فنحن في زمن تسيطر فيه لغة الأموال والاقتصاد على الرياضة، ونادي مثل برشلونة يملك الإمكانيات التي تساعده في عملية الإحلال والتجديد.

قيمة برشلونة التجارية وحجم الشعبية التي يملكها على مستوى العالي لا يمكن أن تختفي في هذا العصر، فمن المؤكد أن النادي سيسعى بشتى الطرق للبقاء في القمة وضم أفضل اللاعبين على مستوى العالم.

قرار بارتوميو قد يغير كل شيء

بعض التقارير الصحفية تؤكد أن بارتوميو ينوي التنحي عن منصبه عام 2018 رغم أن فترته الرئاسية تنتهي عام 2021، وهذا القرار أيضاً سيلعب دوراً هاماً في تحديد شكل الفريق خلال الفترة القادمة خصوصاً وأن هناك حديث عن إمكانية عودة لابورتا مجدداً صانع أمجاد البرسا.

الخلاصة

لا يمكننا الإقرار بنهاية حقبة برشلونة من الآن وهو لديه ثلاثي من أعلى مستوى، كما يملك بعض اللاعبين الجيدين أيضاً في الدفاع وخط الوسط، وكل ما يحتاجه هو تعزيز بعض المراكز وتعميق دكة البدلاء خلال الصيف القادم، بالإضافة إلى التعاقد مع مدرب قادر على إعادة الروح للفريق ويكون لديه حنكة كروية.

هذه الأمور ليست صعبة على الإطلاق ويمكن لبرشلونة تحقيقها بسهولة إن تم التخطيط بشكل سليم، إلى الآن ما زال البرسا من أقوى 3 فرق في العالم ولا يمكن لأحد إنكار ذلك، حتى وإن عاش أوقات عصيبة هذا الموسم.

السابق
مانشستر يونايتد يسحق سانت إيتيان في ليلة ساحرة لإبراهيموفيتش
التالي
روما يعود بفوز عريض من ملعب فياريال ويقترب من دور الـ 16