ميدل إيست آي: القطريون صنعوا موجة من الكبرياء الوطني خلف تميم المجد

أكدت أن صاحب السمو رمز للصمود الجماعي وتحدي الحصار ..
الحصار عزز مقومات الهوية الوطنية في قطر
شعب قطر ينخرط في بناء دولة حديثة ومستقلة ومتقدمة
الدوحة وظفت مواردها المالية الضخمة وأجادت القيام بالمناورات السياسية
القطريون صنعوا بطولتهم الخاصة وسموه رمز للصمود الجماعي وتحدي الحصار
الدوحة تحقق الاستدامة الذاتية والأمن الغذائي
الحصار أحدث طفرة في الثقافة القطرية
دول الحصار استخدمت الفنانين والموسيقيين للافتراء علناً على الدوحة
الإنتاج الفني في الدوحة كشف فضائل أهل قطر مقابل قذف الحجارة من دول الحصار

أكد الموقع البريطانى ميدل إيست آي أن الحصار المفروض من السعودية والإمارات والبحرين ومصر فشل على جميع الأصعدة، وأن التطورات التي حدثت في الدوحة فاجأت الجميع، حيث أشار الأكاديميون والمعلقون السياسيون إلى أن الدوحة وظفت مواردها المالية الضخمة وأجادت القيام بالمناورات السياسية لمقاومة تداعيات الحصار والخروج منه بشكل جيد.

وأضاف الموقع البريطاني أنه قبل اثني عشر شهرا، بدأ الحصار المفروض على قطر بنية إجبار الدوحة على الرضوخ، وأثيرت توترات وجدال حول الموضوع وقدمت دول الحصار مجموعة من المطالب، وتم تحديد موعد نهائي لكي تلتزم به قطر، وسرعان ما انتهى هذا الموعد وبدلاً من استعادة مكانتها كشريك صغير في المنطقة تهيمن عليه المصالح السعودية، استمرت قطر في نحت طريق لها، ورغم أن للدوحة رغبة جدية في إنهاء الحصار، وهو أمر أصبح واضحاً بشكل متزايد خلال العام الماضي، إلا أن القطريين أصبحوا مترددين على نحو متزايد في استعادة مكانهم في مجلس التعاون الخليجي الذي فرضته أجندة تقودها السعودية.

الصمود القطري
وقال التقرير: أصبح من الواضح بشكل متزايد أن الحصار الذي كان مصمما للسيطرة على الدوحة و إعادتها إلى الطاعة السعودية، أدى بشكل فعال إلى تشكيل هوية جديدة داخل قطر – وهي ميزة تعززت أكثر عما كان موجودًا قبل يونيو 2017، حيث التف الشعب القطري حول قيادته بشكل استثنائي.

إن أرنست رينان في خطابه بجامعة السوربون في مارس عام 1882، الذي قدم في كتابه “ما هي الأمة؟” ، أكد على أهمية الخبرة المشتركة في تشكيل الشعور بالهوية الوطنية. وجادل بأن الناس الذين لهم “ماضٍ بطولي برجال عظماء ومجد … هو رأس المال الاجتماعي الذي ترتكز عليه الفكرة الوطنية”، وأن الوحدة التي أوجدتها هذه الذاكرة المشتركة تفوق العلامات التقليدية مثل العرق أو اللغة أو الدين أو المصالح التجارية.

واعتبر كاتب المقال روس كريفين أنه خلال الأشهر الـ 12 الماضية، تبنى القطريون بطلهم الخاص  بهم، واعتبروا حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد رمزا للصمود الجماعي و تحدي الحصار، حيث أنه منذ بداية الأزمة، كان سموه وجّه المقاومة القطرية للحصار، صورته المنتشرة في الدوحة في كل مكان كموجة من الكبرياء الوطنية تستمر في اجتياح البلاد.

وفي تحول غير متوقع للأحداث، أصبح سموه شخصية تمثل كل القطريين من خلال رفضه الاستسلام لمطالب دول الحصار التي تقودها السعودية، والإصرار على حق قطر في رسم مسارها الخاص، حيث  أصبح قائد قطر رمزا للأمة التي تريد قطر أن ترى نفسها فيها: حديثة ومستقلة ومتقدمة بما فيه الكفاية للتغلب على أي عقبات.

حلول طويلة الأمد
وبين التقرير أن هذه الرغبة في الاستقلال واضحة في الطريقة التي تكيف بها العديد من القطريين مع التغييرات التي حدثت منذ يونيو 2017. حيث خففت ثروة قطر من هذا النوع من الصعوبات الاقتصادية التي كانت تأملها السعودية وحلفاؤها، وكانت تركيا وعُمان وشركاء تجاريون آخرون أكثر استعداداً لسد الثغرة السعودية في السوق القطري.

ومع ذلك، فبدلاً من مجرد استيراد هذه السلع من بائعين بديلين، كانت النتيجة الأكثر أهمية هي الطريقة التي اختارت بها السلطات القطرية استخدام الحصار لتوفير حل طويل الأمد تعزز رغبة البلاد المعلنة منذ زمن طويل في تحقيق الاستدامة الذاتية والأمن الغذائي. .اليوم، أصبحت الفواكه والخضراوات ومنتجات الألبان متوفرة على رفوف محلات كافة الاسواق في البلاد ، حيث تشير عبارة “صنع في قطر” إلى استدامة ذاتية لم تكن مطروحة في كثير من الأحيان قبل قيام السعودية وحلفائها بقطع العلاقات.

فضائل أهل قطر  
وأشاد التقرير بالمستوى الفني الذي وصلت له الدوحة، حيث مكن الحصار أيضاً من إحداث طفرة في الثقافة القطرية، وفي الوقت الذي استخدمت دول الحصار، الفنانين والموسيقيين والكتاب والمحليين للافتراء علنا على الدوحة والدفاع عن وجهة نظرهم، فإن الإنتاج الثقافي والفني في الدوحة قد كشف فضائل أهل قطر، بدلاً من طرح الحجارة في أماكن أخرى. أما الأغانى والمسرحيات، وعلى الأخص، فإن صورة حضرة صاحب السمو – سيما صورة منتشرة على نطاق واسع للفنان أحمد بن ماجد المعاضيد، تميم المجيد – كانت علامة رائجة لصورة ذاتية إيجابية لقطر وقيادتها التي تحلت بضبط النفس.

وبين التقرير على مدى الاثني عشر شهرا التي مرت بها الدوحة، فشل الحصار في تحقيق أهداف أولئك الذين توقعوا الاستسلام السريع لدولة قطر لم يؤمنوا بقدرة الشعب القطري على الصمود، ظنوا أن أوجه التشابه في العرق والدين والثقافة والمصالح التجارية ستكون عوامل أكثر أهمية في وضع نهاية لهذه القضية لصالحهم. لكن شيئاً ما ظهر وما زال ينمو بينما يتسلل الحصار إلى عامه الثاني. ما هو موجود اليوم هو قطر مصممة على إيجاد مكانة لنفسها. وبدلاً من استعادة مكانتها كشريك صغير في منطقة تهيمن عليها المصالح السعودية، بدأت قطر بتغيير هويتها – من هي وماذا يمكنها أن تقدم. إذا لم يحدث الحصار، فمن غير المحتمل أن تكون قطر موجودة بهذه السهولة.

 

 

السابق
جون أفريك: دبي غسالة للأموال المشبوهة
التالي
نتائج الثانوية العامة الأحد المقبل