مهرجان الرقص الأعظم في اليابان

 

يجتذب مهرجان “أوا أودوري” سنوياً حوالى 1.3 مليون سائح في الفترة من 12 إلى 15 أغسطس/آب، وهو مهرجان شعبي للرقص يقام في محافظة توكوشيما باليابان. ويعد أكبر احتفال راقص في البلاد. تجوب مجموعات الراقصين والراقصات والموسيقيين الشوارع، ويرقصون رقصة تُدعى “رن” نسبة لنوع الموسيقى المعزوفة، ويحمل الموسيقيون آلات العود الياباني المسمى “شاميسين”، وطبول التايكو، وناي الشينوبو، وأجراس كين، ويرتدي الفنانون أزياء “أوبون” التقليدية للرقص، ويحتفل الجميع بالهتاف والغناء حول المواكب وداخلها وهي تجوب الطرقات.

“أوا” هو اسم الإدارة الإقطاعية القديمة لمحافظة توكوشيما، و”أودوري” كلمة تعني الرقص. وتوجد أقدم أصول لأسلوب الرقصات الكهنوتية البوذية اليابانية في تلك المنطقة، وتعود إلى فترة حكم كاماكورا (1185 – 1333) وكذلك رقصة الحصاد الحية التي كانت تشتهر باستمرارها لعدة أيام متواصلة.

بدأ المهرجان بوصفه جزءاً من تقاليد احتفالات أوبون أو مهرجان الموتى، وهو احتفال بوذي ياباني يقام بمناسبة زيارة أرواح الأسلاف الموتى لأقاربهم الأحياء لبضعة أيام كل عام. ولكن منذ القرن السادس عشر أصبح مهرجان أوا أودري مستقلاً بذاته باعتباره حفلاً راقصاً ضخماً على مستوى المدينة. وكانت هذه البداية تحديداً في عام 1586م عندما استضاف اللورد، هاشيسوكا إيماسا، احتفالاً كبيراً بمناسبة افتتاح قلعة توكوشيما.

في ذلك الاحتفال الصاخب شرب الجميعُ الخمرَ ودارت رؤوسهم، وبدأ بعضهم يترنح، فيما التقط بعضهم آلات موسيقية بصورة عشوائية وبدأوا في عزف بعض الأغاني ذات الإيقاعات البسيطة، ثم اخترع العازفون والمحتفلون الكلمات، ورويداً رويداً أصبحت تلك الأغنيات والرقصات هي السمة الأساسية لهذا الاحتفال الذي ابتهج به الناس وجعلوه مهرجاناً سنوياً.
بحلول القرن السابع عشر كان أوا أودوري قد أصبح مهرجاناً راسخاً، يستمر ثلاثة أيام ينقطع فيها الجميع عن العمل، وتتوقف المدينة من أجل الاحتفالات. وينضم محاربو الساموراي المعروفون بجديتهم الشديدة وصرامتهم، إلى جانب الفلاحين والتجار والعمال والصغار والكبار لينخرط الجميع في الرقص والغناء والمرح.

وحفاظاً على سلمية المهرجان وأمن المشاركين والزائرين؛ وضعت منذ البداية القواعد التي تمنع حمل السيوف أيَّاً كان نوعها (حتى الخشبية) أو الخناجر أو الهراوات والعصي، حتى لا يؤذي المحتفلون بعضهم بعضاً، وحتى لا تقع الحوادث السيئة. كذلك كان الرقص بعد منتصف الليل محظوراً على الرهبان، ولا يسمح لأي راقصٍ بتغطية وجهه أو رأسه، حتى لا يثير الخوف في قلوب الحاضرين.

في الفترة بين 1868 – 1912 توقف المهرجان بسبب مشكلات مادية وتجارية، تعرضت لها الجهات التي كانت تمول المهرجان. لكن في عام 1926 بدأ تنشيط المهرجان ثانية، وصاغت سلطات محافظة توكوشيما اسم المهرجان وروّجت له سياحياً، وجعلت في المدينة منطقة سياحية كبيرة قادرة على خدمة الأعداد الغفيرة التي تصل إليها أثناء المهرجان.

الجميع يحضر ليرى ما يسمونه برقص الحمقى “Fool’s Dance” الذي تعود أصوله إلى 400 عام، ويستمعوا لكلمات الأغاني التي ألفها السّكارى. وبرغم أن أحداث المهرجان تبدأ منذ الصباح، فإن المشهد الرئيسي دائماً ما يجري بين السادسة والعاشرة والنصف مساء؛ عندها تسد مجموعات الراقصين والراقصات شوارع وسط المدينة.

Previous post
من حروب الطماطم والوحل لوليمة القردة.. أغرب 5 مهرجانات حول العالم
Next post
على عينك يا تاجر.. “BeoutQ” سرقة موصوفة لحقوق BeIn Sport