رؤية رجل يحمل جمجمة بين يديه ويتوجه نحو المقبرة في يوم غائم يبدو وصفاً لمشهد من فيلم رعب، لكن الحالة هنا مختلفة تماماً فهذا الشخص مبتسم وسعيد لأنه يكرم جمجمة أحد أقاربه في واحد من أغرب مهرجانات العالم!
مهرجان لا فييستا ناتيتاس هو مهرجان يجري سنوياً في الثامن من نوفمبر بعد عيد القديسين، حيث يتوجه الآلاف من البوليفيين حاملين معهم جماجم أقربائهم وأفراد عائلاتهم لتكريمها في المهرجان حسب طقس ديني قديم.
فكرة المهرجان تنتمي إلى الحضارات غابرة القدم في أمريكا اللاتينية حيث كانت هذه التقاليد موجودة وتم إعادة إحيائها في بدايات القرن العشرين وتقوم فكرته على شكر الأموات على خدماتهم التي يقدمونها للأحياء، حيث يعتقد البوليفيون أن الأموات يقدمون خدمات وبركات لأولادهم وأفراد عائلاتهم.
الحدث يتركز في مقبرة لا باز ومقبرة جينيرالو الكبيرة حيث تمتلئ الأرض بآلاف الجماجم، ويقوم كل شخص بتزيين جمجمة قريبه بالزهور والجواهر والحلي المختلفة الألوان، إضافة للتقليد الشهير الذي يتمثل في إشعال سيجارة من أجود أنواع التبغ ووضعها في فم الميت كعربون شكر عن الخدمات التي قدمها لعائلته، وتزيين الجمجمة بأوراق الكاكاو التي تشتهر بها البلاد.
السنة الماضية شهدت مشاركة عشرة آلاف شخص في المهرجان الذي يستقطب كذلك السياح والصحفيين والمصورين الفوتوغرافيين لالتقاط الصور والتحدث مع المشاركين حول المهرجان، الذي يعتبرونه رمزاً لتجدد الحياة واستمراريتها في بلد لا تعتبر ثقافتها الموت نهاية بل بداية لحياة أخرى.