قدمت متاحف قطر مساء اليوم بمتحف: المتحف العربي للفن الحديث العرض الأول في المنطقة العربية لأحدث أفلام الفنان المصري وائل شوقي والموسوم بـ”العرابة المدفونة 3″ والذي أنتج عامي 2015 و2016.
وبعد انتهاء العرض، شارك الفنان المصري في لقاء عام مع الجمهور حاوره فيه الدكتور عبدالله كروم، مدير متحف، ملقيا الضوء على الفيلم وعلى المشروع الفني الحالي لشوقي عن الخليج، والذي يطوره خلال إقامته الفنية في متحف منذ عام 2016.
ويعد الفيلم الذي أنتجه شوقي بتكليف من “متحف: المتحف العربي للفن الحديث”، وهو الجزء الثالث من سلسلة أفلامه “العرابة المدفونة” (2012-2016)، واستوحى مضمونه من زيارته لصعيد مصر ومن المجموعة القصصية للروائي المصري محمد مستجاب بعنوان “ديروط الشريف” (1983)، حيث اعتمد على هذين المصدرين في صُنع تجربة سينمائية تجريبية تستكشف الطريقة التي يكتب بها المجتمعُ التاريخَ والأساطير.
ويستخدم الفنان تقنية الصورة المعكوسة، حيث أشار إلى أنه ركّز على النص أكثر من التمثيل، وهو الأمر الذي اتكأ عليه في ثلاثيته عن الحروب الصليبية.
وبخصوص مشروعه الفني الحالي عن الخليج، والذي يطوره الفنان خلال إقامته الفنية في “متحف”، أوضح أنه حاليا في مرحلة جمع المعلومات، وأن الملامح الكبرى لهذا المشروع لم تتضح بعد، لافتا إلى أنه الآن منكب على البحث والقراءة واللقاء بالباحثين الجامعيين المختصين في تاريخ المنطقة من أجل الاستماع إلى وجهات نظرهم والاستفادة منهم في المصادر والمراجع التي يمكنه العودة إليها.
وفي جوابه على سؤال لوكالة الأنباء القطرية (قنا) حول ما إذا كان سيلجأ إلى تصوير مشاهد من مشروعه المقبل في أماكن إسلامية مقدسة، في دلالة رمزية عن تاريخ المنطقة مثلما فعل في سلسلة أفلام الحروب الصليبية، قال شوقي: “من المبكر الحديث عن هذا الأمر، ولم أقرر المكان بعد ولا الوسيلة التي سأستخدمها ، لكن على المستوى البصري أود أن تكون سريالية، وقد تكون موسيقية أكثر، كما أنني لأول مرة سأتعامل فيها مع ممثلين بالغين غير أنهم ليسوا محترفين. لأنني أتعامل مع قيمة النص أكثر”.
وأضاف: “قررنا أن نبدأ في التركيز على اكتشاف النفط بدايات القرن العشرين والعودة بعد ذلك إلى 400 عام للوراء”.
ويستخدم الفنان شوقي في أعماله الفنية أفلام الفيديو والرسم والأداء، لكي يستكشف بعمق طرق كتابة التاريخ والأساطير، مما يوفر رؤى محورية حول وقائع زمن الريبة والتغيير المعاصر.
يذكر أن المتحف العربي للفن الحديث أقام أضخم معرض منفرد لهذا الفنان تحت عنوان “الحروب الصليبية وقصص أخرى” (2015)، كما أقام الفنان معارض منفردة أخرى في قصر دي ريفولي بتورينو (2016)، ومتحف كونسثاوس بمدينة بريغنز 2016)، ومؤسسة ميرز بتورينو (2016)، و”متحف الفن الحديث” بنيويورك (2015)، ومتحف “كي 20″ بمدينة دوسلدروف (2014)، و”معارض سربنتين” بلندن (2013)، وغيرها من المعارض.