لماذا يسجل راموس أهداف رأسية باستمرار ؟

 

تحول سيرحيو راموس مدافع ريال مدريد لمحور حديث متتبعي كرة القدم سواء من جماهير ريال مدريد أو الفرق الأخرى بسبب مواصلته في تسجيل أهداف حاسمة لفريقه ومعظمها عبر الكرات الرأسية، كان آخرها هدف رائع في شباك ريال بيتيس في الدقيقة 84 أهدى الريال 3 نقاط في غاية الأهمية بحسابات التتويج باللقب.

راموس انفجر في السنوات الأخيرة وأصبح يسجل الأهداف بغزارة، وفي هذا الموسم تحديداً تخطى جميع الحدود وسجل حتى الآن 10 أهداف وهو أكثر ما سجله جميع مهاجمي ريال مدريد باستثناء كريستيانو رونالدو، والمميز بأهدافه أن معظمها كانت حاسمة.
وأثار هذا الأمر العديد من التساؤلات حول سر غزارة راموس التهديفية رغم أنه يلعب في محور الدفاع، خصوصاً وأن الفرق المنافسة من المفترض أنها تفرض رقابة عليه بشكل أكبر من باقي اللاعبين في الكرات الثابتة للريال، لذلك سنحاول توضيح بعض الجوانب التي تميز راموس عن باقي المدافعين وحتى المهاجمين في الكرات الرأسية على أمل أن نجد تفسير لما يقوم به في السنوات الأخيرة.

العقلية والروح

“المسألة ليست مسألة رأس، إنما الإصرار هو الذي يميزه عن باقي اللاعبين”، هذا ما قاله حارس نابولي بيبي رينا بعد تسجيل راموس هدف في شباكه خلال لقاء الإياب قبل بضعة أيام قلب موازين المباراة ثم أحرز هدف آخر لكن تم احتسابه للاعب نابولي بالخطأ في مرماه.

راموس عندما يتمركز في منطقة جزاء الخصم أثناء الكرات الثابتة يكون مصمماً على التسجيل، فهو لا يتقدم لأنه طويل القامة فقط أو ليشكل كثافة عددية لفريقه على عكس معظم لاعبي العالم.

قائد الميرنجي عقليته مختلفة تماماً، هو يريد التسجيل في كل كرة ثابتة محولة إلى منطقة الجزاء، واثق تماماً أنه قادر على ذلك، يملك العزيمة والإصرار لفعلها، الأمر ليس لمجرد المحاولة فقط..

الإمكانيات الجسدية والبدنية

راموس من أفضل اللاعبين في العالم من حيث الرشاقة والقوة البدنية، وما حركاته البهلوانية التي كان يحتفل بها بعد تسجيل الأهداف بالماضي إلى دليل قوي على ذلك، كما تساعده قوته البدنية في القفز بشكل أعلى من الخصوم مستفيداً أيضاً من طوله المرتفع نسبياً.

كذلك يستفيد راموس بشكل كبير من قوة جسده في الالتحام الهوائي، فهو دائماً ما يتفوق في هذا الجانب ولا يفقد توازنه مثلما يحدث مع لاعبين آخرين في الاشتراكات الهوائية.

ذكاء في التحرك وتركيز عالي

من الواضح أن راموس يملك موهبة فطرية في التحرك قبل تنفيذ الكرات الثابتة، فمعظم أهدافه لا يكون فيها بوضع السكون، بل هو دائم الحركة ليتخلص من الرقابة المفروضة عليه، بالإضافة إلى أنه بارع في توقع نزول الكرة، وهذه ميزة عقلية في المقام الأول، وتمكن من تطويرها أيضاً مع الخبرة، والدليل أنه يتطور موسم بعد آخر في هذا المجال.

ومن الأمور التي تجعل راموس يسجل أهداف بغزارة هي تركيزه العالي جداً في الكرات الثابتة، فإذا وصل إلى الكرة ففي الغالب يحولها إلى هدف أو تكون فرصة خطيرة، وهذا يتطلب قوة ذهنية عالية ليست متوفره عند جميع اللاعبين.

جريء جداً

إن أردنا أن نحصر أكثر 10 لاعبين جرأة في العالم، فسيكون راموس واحد منهم بلا شك، فالمدافع الإسباني لا يخشى الالتحامات بجميع أنواعها، ولا مانع لديه بالاندفاع بشكل متهور إن كان هناك فرصة لتسجيل هدف، ورغم أن كرة القدم الحديثة تتطلب من جميع اللاعبين بأن يكونوا كذلك، لكن هناك تفاوت نسبي بين اللاعبين في هذا الجانب.

كروس ومودريتش وغيرهم

لا شك أن راموس بارع في الكرات الرأسية بشكل فطري كما أسلفنا في النقاط السابقة، لكن لا يمكن إرجاع غزارة أهدافه في الفترة الأخيرة إلى ذلك فقط، فهناك عامل خفي لا يتحدث عنه أحد رغم أنه جزء مهم في عملية تسجيل الهدف، ألا وهو صانع الهدف أو محول العرضية.

ريال مدريد يملك العديد من اللاعبين البارعين في تحويل الكرات الثابتة إلى كرات عرضية في الوقت الراهن، فهناك مودريتش، كروس، إيسكو، خاميس، أسينسيو، وهذا ساعد راموس بشكل أو بآخر في أهدافه الماضية.

ونخص بالذكر اثنين من هؤلاء وهما مودريتش وكروس، فهذا الثنائي له الفضل الكبير في ذلك، فمثلاً كروس صنع 5 أهداف لراموس هذا الموسم، في المقابل صنع مودريتش هدف التعادل في الكلاسيكو وهدف العاشرة أمام أتلتيكو مدريد والعديد من الأهداف الأخرى.

الاتفاق المسبق بين اللاعبين

من الواضح أن اللاعبين الذي ينفذون الكرات الثابتة في ريال مدريد يتعمدون إرسال الكرة إلى راموس أو رونالدو كونهما الأبرع في ذلك، وخلال الموسم الحالي كان التركيز أكبر على الكابيتانو، فهناك اتفاق مسبق يتم بين اللاعبين قبل تنفيذ الكرة، تماماً مثلما حدث في هدف الكلاسيكو عندما قال راموس لمودريتش أرسل لي الكرة وسأحولها إلى هدف، وهو ما حدث فعلاً.

عندما تكون معظم الكرات تستهدف لاعب واحد فقط، فمن الطبيعي أن تكون حظوظه بالتسجيل أوفر من باقي اللاعبين المتواجدين داخل منطقة الجزاء، ويبدو أن المسألة لا تتعلق بالاتفاق قبل تنفيذ الكرات الثابتة فقط، بل أنها تبدأ من التدريبات اليومية للفريق.

الخلاصة

لا يمكن أخذ عامل من هذه العوامل ونعتبره السبب وراء براعة راموس في الرأسيات، بل السر يكمن في جميع هذه العوامل التي أراها مترابطة، فقد يملك أحد اللاعبين ميزة القوة البدنية لكنه لا يجيد التحرك الجيد مثل بيبي على سبيل المثال، وقد يكون هناك لاعب يملك الجرأة بالإلتحامات لكنه ينقصه المقومات الجسدية مثل الطول وقوة القفز، وربما هناك لاعبين يملكون جميع الخصائص التي يملكها راموس لكن لا يوجد في فرقهم لاعبين ببراعية كروس ومودريتش في الكرات الثابتة، أو أن محول العرضية لا يستهدفهم مثلما يحدث في ريال مدريد.

السابق
بيبي .. اللاعب الذي لا يخسر في ريال مدريد
التالي
مانشستر سيتي يواصل المعاناة أوروبياً أمام موناكو