منذ افتتاح مكتبها في دبي، عكفت “هيئة السياحة السويسرية” على وضع استراتيجية ذكية لاستقطاب مزيد من السياح العرب الى زيارة معالمها الخلابة.
لم تكتف الهيئة بالتركيز على المدن التي بات السائح العربي يعرفها جيدا منها جنيف وبرن، إذ عملت على الترويج لسلسة من المناطق الجبلية.
فعلى سبيل المثال، أصبحت إنترلاكن المقصد الرئيسي للسياح العرب. وطبقا لأرقام جديدة نُشرت في 17 يوليو (تموز) 2017، اتضح أن عدد الليالي التي امضاها هؤلاء السياح في المنتجع السياحي الكائن في كانتون برن بلغت 124.000 ليلة في العام 2016. وبذلك احتلت هذه المنطقة الواقعة في وسط سويسرا المرتبة الاولى.
كما تقدّر الموارد المالية المتأتية من السياحة الخليجية في كل أنحاء سويسرا بـ 413 مليون فرنك، يتأتى رُبُعها من جهة إنترلاكن وحدها. بهذه النتائج، يجني القائمون على حظوظ هذه المنطقة السياحية الخلابة ثمار استراتيجية تسويقية مُحكمة اعتمدت منذ خمس سنوات.
فما هي أهم التكتيكات التي دخلت ضمن اطار استراتيجية التسويق هذه لجذب مزيد من السياح الخليجيين؟
موظفون يتحدثون العربية.
غُرف مُجهزة بنسخة من القرآن.
سجّادة صلاة ببوْصلة مُدمَجة.
وجبات غذائية باللّحم الحلال على مدار الساعة في شهر رمضان.
خدمة غُرف تقتصِر على الإناث للنزيلات من السيدات العربيات.
سلسلة من الخدمات والعروض المتنوِّعة “المتوافِقة مع العادات الإسلامية”، باتت تتوفر اليوم في مجموعة واسعة من الفنادق السويسرية، في مسعىً لاجتذاب السائِح العربي إلى دولة جبال الألب.
بفضل هذه الاستراتيجية، تمكنت المناطق الجبلية في أرياف كانتون برن ومدن مثل زيورخ ولوتسرن من استقطاب فئة واسعة من السياح العرب وذلك بعدما كان اهتمام هؤلاء ينحصر بمدن مثل جنيف ومونترو والمنطقة المحيطة ببُحيرة ليمان في غرب سويسرا.
في ظلّ تنامي أهمية هذه السوق السياحية الواعِدة، عمدت المكاتب والمنشآت السياحة المختلِفة في هذه المناطق، إلى تكييف خدماتها وتدريب الموظفين المؤهّلين لتلبية حاجات هذه الفئة من السياح، الذين ارتفع عددهم في مُجمل سويسرا بنسبة تزيد عن 300% في الفترة المُمتدّة من يناير (كانون الاول) وحتى أكتوبر (تشرين الاول) للسنوات العشر الأخيرة (2005 – 2014).
لماذا هذا الاهتمام بالسياح الخليجيين؟
الواقع انهم يتوافدون بأعداد كبيرة قد تصِل إلى 60 شخصاً في بعض الأحيان. كما يفضِّلون الفنادق الفاخرة ويمكثون فترات أطول (بمعدل نحو 3 ليالٍ في العام 2014)، وينفقون في المتوسط ما يزيد عن 500 فرنك سويسري في اليوم، مُحتلّين بذلك المركز الأول من حيث الإنفاق السياحي اليومي في سويسرا.
اللغة العربية في هيئة السياحة السويسرية…
هذا التطوّر لم يكن من قبيل الصّدفة، حيث ساهمت مجموعة من العوامل في ازدهار السياحة الوافدة من دول الخليج العربي، أهمّها تعزيز هيئة السياحة السويسرية نشاطاتها في هذه المنطقة من خلال مكتبها الذي أنشأته في دُبي منذ العام 2003، وترويجها الناجِح هناك للمناطق السياحية المهمة في الكنفدرالية.
بالإضافة إلى البرامج الإعلامية والمعارض وورش العمل، التي تنفذها في دول مجلس التعاون الخليجي، عَمِدَت هيئة السياحة السويسرية إلى إطلاق خدماتها المباشرة باللغة العربية على موقعها MySwitzerland رابط خارجي، والمُتَضَمِّن وفرة من المعلومات باللغة العربية. كما امتدّت هذه الخدمات إلى شركاء هيئة السياحة السويسرية (مثل السكك الحديدية السويسرية)، من خلال مجموعة من العروض المتجدّدة التي تستهدِف السوق السياحية الخليجية، مثل العروض العائلية الخاصة وبطاقات السفر المجانية بالقطار للأطفال ما دون سِن 16 عاماً، وغيرها.