الدوحة – بزنس كلاس:
تعول قطر كثيراً على ميناء حمد الدولي الذي يعد ثاني أكبر ميناء بحري في منطقة الشرق الأوسط في تحويل البلاد إلى مركز لإعادة تصدير السلع والبضائع إلى مختلف دول المنطقة والعالم.
وكان حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، قد افتتح ميناء حمد الدولي رسمياً في الخامس من سبتمبر الماضي، أي عقب ثلاثة أشهر فقط على اندلاع الأزمة الخليجية وفرض الحصار الظالم على قطر.
وبتدشين الميناء الأحدث والأكثر تطوراً على مستوى الشرق الأوسط، والذي تكلف نحو 27.5 مليار ريال، يؤكد كثير من المراقبين أن هذا الميناء بدأ يحقق نجاحاً كبيراً في خطف ميزة المركز التجاري الإقليمي للمنطقة من إمارة دبي، التي لطالما حظيت بهذه الميزة طيلة عقود مضت.
ويحظى ميناء حمد الدولي بكافة المؤهلات والمعايير اللازمة التي تؤهله للريادة والقيادة في هذا القطاع الحيوي الهام، ومن أبرز تلك المؤهلات أنه يعد من الموانئ القليلة جداً في المنطقة الذي يستطيع التعامل مع السفن والبواخر العملاقة التي تحتاج إلى «غاطس» عمق كبير في البحر لكي تتمكن من الرسو وتفريغ البضائع التي تنقلها.
التجارة الإقليمية
ويصل حجم «غاطس» ميناء حمد الدولي إلى نحو 17 متراً في عمق البحر، وهو العمق الذي تتطلبه أضخم البواخر لكي تتمكن من الرسو وتفريغ البضائع من خلال الحاويات التي تحملها.
ويحتل الميناء مساحة كبيرة تصل إلى نحو 28.5 كيلو متر مربع، ولديه برج مراقبة ربما يكون الأطول على مستوى موانئ المنطقة بارتفاع 110 أمتار، وهناك 8 رافعات عملاقة لتفريغ الحاويات من السفن إلى الرصيف، فضلاً عن 26 رافعة جسرية مطاطية، و80 رافعة شوكية.
ويستطيع ميناء حمد، وبكل كفاءة واقتدار، أن يلعب دوراً مهماً في الانتقال بتجارة قطر وإعادة التصدير في المنطقة إلى مستويات غير مسبوقة، فالطاقة الاستيعابية للميناء تصل إلى 6 ملايين حاوية سنوياً، علاوة على 1.7 مليون طن سنوياً طاقة استيعاب محطة البضائع العامة، ومليون طن سنوياً طاقة استيعاب محطة الحبوب، إضافة إلى مقدرة الميناء على استقبال نحو نصف مليون سيارة سنوياً من خلال محطة خاصة لاستقبال السيارات.
ويستحوذ ميناء حمد الدولي في الوقت الراهن على حوالي 27 % من حجم التجارة الإقليمية في منطقة الشرق الأوسط، فيما يطمح الميناء للاستحواذ على نحو 35 % بحلول عام 2019، وبالتالي فإنه سيحقق مزيداً من النجاحات باتجاه أن يصبح الميناء الرئيسي للمنطقة بالنسبة لشركات الشحن العالمية التي تسير خطوط ملاحية دائمة نحو المنطقة.
ميناء عالمي
وإذا ما استمر ميناء حمد بالسير على هذه الوتيرة، فإنه سيتمكن من استقطاب جانب كبير جداً من تجارة دول المنطقة، بحيث يتحول من ميناء يخدم تجارة قطر إلى ميناء عالمي يخدم تجارة معظم دول المنطقة، ويلبي احتياجاتها من خلال إعادة التصدير، وكانت العديد من الشركات العالمية، التي اعتادت توريد منتجاتها من مختلف السلع والبضائع للسوق القطري وتتخذ من دبي مقراً إقليمياً لها، قد بدأت تفكر بشكل جدي في تسريح عمالها، بعد أن أصابها الكساد من جراء الحصار المفروض على قطر.