عواصم – بزنس كلاس:
تتوجه أنظار العالم اليوم إلى القمة المرتقبة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترمب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين في هلسنكي. ولا يعقد كثير من المتابعين والمختصين الكثير من الآمال على هذه القمة التي لا يتوقع أن تحقق خرقاً على مستوى العلاقات الثنائية التي تمر بمرحلة حرجة بين الدولتين ولا على المفات الشائكة التي يقف فيها ترمب وبوتين على طرفي نقيض.
ورغم أن العالم يحدوه الأمل أن تكون هذه القمة بداية لتقريب وجهات النظر بين أكبر قوتين في العالم، إلا أن هناك بعض الاختلافات والتناقضات الكبيرة بين البلدين. فقد يتبادل بوتين وترمب الإطراء في لقاء هلسنكي، لكنهما يبقيان على طرفي نقيض في ملفات عدة بينها سوريا وأوكرانيا وقضية التدخل الروسي المحتمل في الانتخابات الأميركية.
وفي ما يلي موجز للنقاط العالقة بين الزعيمين:
«تدخل» روسيا في الانتخابات الأميركية
منذ بداية ولاية ترمب طغت على العلاقات بين البلدين مزاعم التدخل الروسي في الانتخابات الأميركية في 2016، وشكوك بحصول تواطؤ بين حملة الملياردير الأميركي والكرملين.
ونفت روسيا أي تدخل في الانتخابات. وشدد وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو على أن ترمب سيؤكد للرئيس الروسي في القمة بكل وضوح «إن التدخل في انتخاباتنا غير مقبول على الإطلاق».
الحرب في أوكرانيا
تتهم واشنطن مع حلفائها الغربيين موسكو بتقديم دعم عسكري للانفصاليين الموالين لروسيا الذين يقاتلون القوات الحكومية في شرق أوكرانيا، وهو ما تنفيه روسيا.
وامتنعت الولايات المتحدة طويلاً عن إمداد أوكرانيا بأسلحة فتاكة خوفاً من أن يؤدي ذلك إلى تفاقم النزاع، إلا أنها وافقت في آذار/مارس الماضي على صفقة بيع صواريخ مضادة للدروع، ما أثار غضب روسيا.
وأدلى ترمب بتصريحات ملتبسة حول إمكانية اعتراف واشنطن بضم روسيا شبه جزيرة القرم الأوكرانية.
المستنقع السوري
شنت الولايات المتحدة وحلفاؤها في أبريل/نيسان من العامين 2017 و2018 غارات على سوريا رداً على هجمات كيميائية مفترضة اتهمت قوات الرئيس السوري بشار الأسد بتنفيذها، ما أثار غضب موسكو.
وفي فبراير/شباط الماضي أعلنت موسكو مقتل عدد من المدنيين الروس في قصف للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة أفادت تقارير بأنهم مرتزقة يقاتلون إلى جانب القوات الموالية للنظام السوري.
خلافات حول نزع السلاح النووي
تتبادل الولايات المتحدة وروسيا الاتهامات بخرق الاتفاقات الدولية حول نزع السلاح النووي.
وفي مارس/آذار تباهى بوتين بتطوير بلاده أسلحة «لا تقهر» تتضمن صواريخ أسرع من الصوت وغواصات آلية تعمل من دون طاقم.
وفي فبراير/شباط، دعا البنتاغون إلى تحديث الترسانة النووية الأميركية وإلى تطوير أسلحة ذرية حديثة أقل قوة.
ونددت موسكو بـ»الطابع الحربي» و»المناهض لروسيا» للسياسة النووية الأميركية الجديدة.
توتر حول الحلف الأطلسي
تعتبر موسكو سعي حلف شمال الأطلسي إلى تعزيز دفاعاته الشرقية خطوة عدوانية تهدف إلى محاصرة روسيا.
كذلك تبدي روسيا قلقها إزاء المخططات التي أطلقها الحلف في 2010 لبناء درع صاروخية أوروبية يتوقع أن تنجز في 2020 وأن تنشر في رومانيا وبولندا.
من جهته هاجم ترمب الدول الأعضاء في الحلف مطالباً إياهم بزيادة الإنفاق على الدفاع.
الاتفاق النووي الإيراني
قرر ترمب أحادياً الانسحاب من الاتفاق النووي الموقع مع إيران الذي تم التوصل إليه بعد مفاوضات مطولة في 2015، وقرر إعادة فرض عقوبات على طهران ما أثار صدمة روسيا والغرب.
ودعت روسيا، التي تقيم علاقات وثيقة مع كل من سوريا وإيران، الدول الأوروبية إلى «دفاع مشترك عن مصالحها» في الاتفاق.
كوريا الشمالية
رحبت روسيا بالقمة التي عقدت بين ترمب والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون في 12 يونيو/حزيران في سنغافورة حيث وقعا إعلاناً مشتركاً من دون تحقيق أي اختراق ملموس حول الأنشطة النووية لبيونغ يانغ.
وبعد القمة أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف لوكالة ريا نوفوستي «نأمل أن يبدأ (ترمب) عملية خفض التوتر».
تسميم العميل
انضمت الولايات المتحدة هذا العام إلى موجة طرد دبلوماسيين من روسيا شملت دولاً عدة على خلفية تسميم العميل الروسي السابق سيرغي سكريبال في بريطانيا.
نزاع تجاري
رفعت روسيا مطلع يوليو/تموز الجاري الرسوم الجمركية على السلع الأميركية المستوردة رداً على زيادة الولايات المتحدة رسومها على استيراد الصلب والألمنيوم من روسيا وغيرها، في إطار نزاع تجاري عالمي.