أوتسترادات اقتصادية واسعة ومفتوحة تربط البلدين
الدوحة وأنقرة تنزعان أسنان الحصار وتكسران مخالبه
نمو 50% للصادرات التركية إلى قطر
المنصور: قطر بوابة رئيسية للمنتجات التركية في المنطقة
البرديني: لقاءات رجال الأعمال جدول متكامل لتوسيع آفاق التعاون
الدوحة- بزنس كلاس
أعاد الحصار الذي فرضته دول الجوار على قطر ترتيب اتجاهات بوصلة التجارة الخارجية القطرية، لتتدحرج مكانة بعض الدول التي كانت لوقت غير بعيد تحتل مكانا ضمن قائمة الدول الخمس الاولى بين الموردين للدولة، وتحتل مكانها دول أخرى وترتقي إلى القائمة على غرار النمو غير المسبوق لمستوى التبادل التجاري مع تركيا، حيث وصلت نسبة نمو الصادرات التركية لقطر ما يناهز 50 5 في الشهر الماضي.
وتشير الأرقام، إلى أن العلاقات القطرية التركية تتدعم يوما بعد يوم، تترجمها الزيادة غير المسبوقة على مستوى المبادلات التجارية، حيث قامت أنقرة منذ انطلاق الازمة بتوجيه نحو 200 طائرة محملة بمختلف أنواع السلع والبضائع نحو قطر لسد حاجات السوق القطرية.
شراكة قديمة
وفي هذا الاطار قال رجل الأعمال محمد البرديني أن تركيا تعد من بين الشركاء لدولة قطر حتى قبل الحصار، فهي وجهة رئيسية للاستثمارات القطرية، كما أن نسق المبادلات في توسع مستمر وقد زاد الحصار من وتيرته في المدة القليلة الماضية.
وأشار البرديني إلى أن اللقاءات التي جمعت رجال الأعمال القطريين ونظرائهم الأتراك ستساهم دون شك في رفع وتيرة الشراكة والمبادلات التجارية خاصة وان عديد المنتجات والسلع التركية لديها ميزات تفاضلية عالية يمكن لها دخول السوق القطرية وتحقق رواجا لدى المستهلك المحلي.
قواعد منتجات وبدائل
من جهته أوضح رجل الاعمال منصور المنصور ان فرص الشراكة والاستثمار ستسمح بتنويع قاعدة المبادلات التجارية بين قطر وتركيا في الفترة القادمة كما ستمكن قطر من أن تكون بوابة رئيسية وقاعدة للمنتجات التركية في المنطقة.
وقال المنصور أن البلدين أمام آفاق تعاون كبيرة في المستقبل من خلال الاعلان عن التوجهات الاستراتيجة في مجال التصنيع المشترك واقامة وحدات صناعية في قطر.
ووفقاً لاتحاد المقاولين الأتراك، فإن الشركات التركية تولت إنجاز 128 مشروعاً بقيمة 14.1 مليار دولار في قطر، ما بين عامي 2000 و2017.
ويُذكر أن هذا الارتفاع في مستوى التجارة بين تركيا وقطر يأتي بعدما قطعت المملكة العربية السعودية والإمارات والبحرين ومصر، منذ ما يزيد عن شهرين. علاقاتها مع قطر، كما أغلقت الدول الخليجية المنافذ البحرية والجوية والبرية أمام حركة المرور القطرية، وتعاملت قطر مع ذلك عبر اللجوء إلى تركيا وإيران لاستيراد احتياجاتها من الموارد الغذائية، التي كانت تعتمد في السابق على استيراد أغلبها من السعودية والإمارات.
أوسع من التجارة
كما ان التعاون بين البلدين لم يقتصر فقط على القطاع التجاري، بل امتد لعدة مجالات أخرى تهم الاستثمار و المشاركة في المشاريع التي تنجزها قطر في اطار استعدادتها للأحداث العالمية على غرار فعاليات كأس العالم 2022. و في هذا المجال فازت شركة “تكفين” التركية بصفقة استثمار في قطر بقيمة 729.6 مليون ريال قطري (نحو 200 مليون دولار)، وفق ما نقلته مصادر صحفية عن هيئة الأشغال العامة في قطر ” اشغال “، والتي أوضحت أن العقد خاص بإنشاء طريق وسيتم استكمال المشروع خلال 27 شهراً.
وبلغ حجم أعمال الشركات التركية التي تعمل على تطوير البنية التحتية في قطر ومشاريع المونديال نحو 14 مليار دولار حتى نهاية عام 2016.
وشهدت العلاقات الاقتصادية والتجارية بين الدوحة وأنقرة تطوراً كبيراً، خصوصاً بعد أزمة الخليج والموقف التركي الرافض لفرض الحصار على القطر، إذ صعد مؤشر التعاون الاقتصادي بينهما ليتضاعف 3 مرات خلال فترة قصيرة.
أوتسترادات التعاون
ويذكر أنه عُقدت في وقت مبكر من الشهر الحالي ، في مدينة إزمير التركية، فعاليات ملتقى رجال الأعمال الأتراك والقطريين، وشارك وزير الاقتصاد والتجارة القَطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني، ووزير الاقتصاد التركي نهاد زيبكجي، الذي دعا في الجلسة الافتتاحية للملتقى إلى “تعزيز تجارة طويلة الأمد، والاستثمارات بين البلدين”.
ولفت القائمون على الملتقى إلى ان هذا الأخير شهد إبرام اتفاقيات بهدف تعزيز التعاون بين الشركات التركية والقطرية، على جميع المستويات، الصناعية، والتجارية، والخدمية، واللوجيستية.
كما تسهر شركة الديار القطرية على تنفيذ مشروع سي بيرل أتاكوي على الجانب الأوروبي من أسطنبول وهو مشروع عقاري متعدد الاستخدامات يضم وحدات سكنية تطل على واجهة بحرية، وتمتاز بنمط حياة راقية ذات جودة استثنائية في التفاصيل والعلامات التجارية فضلا عن الموقع الفريد.
يتكون المشروع من 8 أبراج سكنية تضم 1480 وحدة سكنية، وفندق 5 نجوم يضم 120 وحدة فندقية خاصة و95 شقة فندقية، ومحلات تجارية، وتتمتع جميع وحدات المشروع بما في ذلك غرف الفندق بإطلالة رائعة على البحر. وسيحظى المشروع بطريق مباشر يصل إلى ساحل أتاكوي، وتم تخصيص أكثر من 100 ألف متر مربع للمساحات الخضراء التي ستتألف من تشكيلات نباتية ومناظر طبيعية فريدة وحدائق على الطراز الباروكي التي تكسوها أشجار الصنوبر.
بفضل تصميمه المتميز، أصبح مشروع سي بيرل أتاكوي الوحيد في إسطنبول الذي يطل على ساحل البحر بواجهة متصلة تستمتع بها كل وحدة من وحدات المشروع، وبإمكان السكان الاستفادة من المرسى البحري والمطار الدولي ومراكز التسوق وفندق فاخر على مستوى عالمي.