توقعت تقارير اقتصادية حديثة أن يبلغ حجم واردات سوق اللحوم الصالحة للأكل في قطر نحو مليون طن بحلول 2020، مشيرة إلى أن للحوم دوراً مهماً في المطبخ القطري.
وذكر تقرير صادر عن (موردور انتليجنس) للابحاث أن النمو الاقتصادي القوي وتغيير اتجاهات المستهلكين تعتبر من العوامل الرئيسية التي تؤثر في نمو سوق اللحوم الصالحة للأكل في قطر. بالاضافة لعوامل أخرى مثل النمو السكاني وتحول أنماط الاستهلاك بين السكان من اتباع نظام غذائي قائم علي الكربوهيدرات الي النظام الغذائي القائم على البروتين مما أدى لزيادة الطلب علي اللحوم ومنتجاتها. كما تعتبر مظاهر التحضر وتزايد الاقبال على متاجر التجزئة ونمو استهلاك الأغذية والحليب واللحوم المصنعة أحد العوامل التي ساعدت على نمو سوق اللحوم.
واوضح التقرير أن نصيب استهلاك الفرد من اللحوم في قطر يعتبر أكثر من المتوسط العالمي، ويضم استهلاك اللحوم في قطر (الابقار والدواجن والماعز والأغنام). مشيرا إلى أن دول مجلس التعاون الخليجي بالاضافة لكونها من أكبر مستهلكي اللحوم ومنتجاتها في العالم فهي أيضاً ضمن أكبر المستوردين للحوم في العالم.
وقال التقرير والذي جاء بعنوان (سوق اللحوم الصالحة للأكل في قطر-تحليلات النمو والتوجهات والتوقعات 2016 -2021) وحصلت «لوسيل» على نسخة منه، أن الندرة الحالية في الدجاج الطازج كشفت حالة (الفجوة بين العرض والطلب) في البلاد. في الوقت الذي تحاول فيه دول مجلس التعاون الخليجي المجاورة ادخال اصلاحات علي انتاجها الزراعي واصبحت مصدرة للمنتجات الغذائية.
وكشف التقرير انخفاض الانتاج الزراعي وتوفر تغذية الانتاج الحيوانية والايدي العاملة ساهمت في نمو سوق اللحوم بقطر. بالرغم من القيود الموجودة على تصنيف اللحوم الحمراء واللحوم المصنعة والاطعمة المسببة للسرطان من قبل منظمة الصحة العالمية للحد من استهلاك هذه المنتجات في قطاعات معينة.
موسم الدجاج والبيض
وحسب التقرير فان الطلب على الدجاج والبيض الطازج يزداد بشكل موسمي خصوصاً في شهر رمضان المبارك والموسم السياحي. وتشجع الحكومة القطرية انشاء مزارع الدواجن الجديدة وتوسيع المزارع الموجودة حالياً لتحقيق أقصى حد ممكن من الاكتفاء الذاتي في انتاج اللحوم. في الوقت الذي تعتمد فيه قطر كلياً على المعدات المستوردة والاعلاف.
وعلاوة على ذلك تشجع الحكومة القطرية الاستثمارات الاجنبية في هذا المجال، خاصة وان الدولة ستشهد زيادة في انتاج اللحوم باستضافتها لبطولة كأس العالم قطر 2022.
وكانت دول مجلس التعاون الخليجي حظرت استيراد لحوم البقر من الولايات المتحدة في فبراير 2012 ومن البرازيل في ديسمبر 2012، وذلك بسبب حالات مرض جنون البقر، مما ساعد في تعزيز صادرات لحوم الابقار الاسترالية والهندية لدول التعاون. وشهدت صادرات اللحوم الاسترالية نمواً عالياً بعد 2011 وزادت حصتها في السوق من 4% في 2010 إلى 9% في 2015. ومع ذلك من المتوقع رفع الحظر على استيراد اللحوم البرازيلية بجانب الابقار الفرنسية مما أجبر استراليا على توقيع اتفاقية للتجارة الحرة مع دول مجلس التعاون المختلفة لتأمين صادراتها.
ورفعت دول مجلس التعاون الخليجي الحظر عن واردات لحوم الابقار الفرنسية بعد 15 عاماً من الايقاف الأمر الذي ساهم في تخفيف الضغط على أسعار اللحوم.
أكبر مصنع قطري
يذكر أن الشركة القطرية لانتاج اللحوم التابعة للشركة العالمية لتطوير المشاريع أعلنت عن اطلاق أول مشروع من نوعه في قطر لانتاج اللحوم ومشتقاتها والذي سيكون الاحدث على مستوى منطقة الشرق الأوسط بطاقة 6 الاف طن سنوياً ومن المتوقع أن يغطي نحو 50% من حاجة السوق القطري.
وتبلغ تكلفة المصنع نمو 120 مليون ريال، ومن المتوقع أن ينتج المصنع في البداية نحو 40 صنفاً ونوعاً من مختلف أنواع لحوم الدواجن والضأن المصنعة والمبردة والطازجة والمجمدة وشبه المطهية كمرحلة أولى لتصل لنحو 90 صنفاً خلال 3 أشهر.