برلين – وكالات – بزنس كلاس:
أكد سعادة علي شريف العمادي وزير المالية أن منتدى قطر وألمانيا للاعمال والاستثمار يعكس قوة العلاقات الثنائية بين قطر وألمانيا، وهو ما تعكسه الارقام والعلاقات التجارية والاستثمارية بين البلدين، حيث قام البلدان خلال السنوات الماضية بزيادة استثماراتهما والتي تدعمت بإعلان حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى استثمارات بقيمة 10 مليارات يورو، لتصبح بذلك دولة قطر اكبر مستثمر خارجي في الاقتصاد الالماني. واكد وزير المالية خلال فعاليات الجلسة الثانية للمنتدى انفتاح دولة قطر على مختلف الاسواق العالمية وفي مقدمتها السوق الالمانية نظرا لما تمتلكه من فرص استثمارية واعدة.
كما شدد وزير المالية على اهمية القطاع المالي في الدولة في دعم المشاريع ومعاضدة مجهودات الدولة نحو تنويع الاقتصاد وتابع قائلا ” ان اهمية القطاع المالي في اي دولة واضحة وجلية”، وقال “تسعى قطر الى جعل السوق المحلية جاذبة للاستثمارات الاجنبية وذلك من خلال توفير بنية تشريعية ولوجيستية متميزة.” ونوه وزير المالية الى ان قطر تمكنت خلال السنوات القليلة الماضية من تحقيق مستويات نمو عالية جعلتها تحظى بتصنيفات متميزة على اعلى قائمة المؤشرات الاقتصادية العالمية حيث تعتبر دولة قطر الاعلى والاسرع نموا في اقتصاديات الخليج العربي.
تجاوز الحصار
وقال العمادي ان قطر تمكنت في ظرف قياسي ووجيز من تجاوز الاثار الناتجة عن الحصار الجائر من قبل دول في منطقة الخليج، حيث تابع قائلا ” تمكنا من تجاوز الحصار الجائر صحيح مررنا بصعوبات لكن الاقتصاد القطري تغلب عليها وخرجنا من الازمة بقوة وقد سجلنا نموا في احتياطي العملات الاجنبية والاحتياطيات منذ مطلع العام الجاري بنحو 50% ويمكن القول ان القوة المالية تلعب دورا مهما في الاقتصاد، نحن اكبر اقتصاد ونسجل نموا مرتفعا والاسرع في المنطقة، ونعمل حاليا على دعم ما تحقق من خلال تحسين بيئة ومناخ الاعمال في الدولة بما يزيد من استقطاب الاستثمارات الخارجية الى الدولة في ظل الثقة العالية التي يتمتع بها الاقتصاد الوطني”.
واعرب سعادته عن تقديره للدور الذي قامت وتقوم به المؤسسات المالية الالمانية في دعم الشركات والاستثمارات القطرية وتسهيل الدخول الى السوق الالمانية. وشدد على ان قطر انطلقت نحو تنويع استثماراتها منذ سنوات مستغلة في ذلك عائدات النفط والغاز وهي تعمل الان على تدعيم استثماراتها في القطاعات غير النفطية، وتابع قائلا ” نعمل اليوم على ازالة كافة العقبات امام المستثمرين من القطاع الخاص الذي اصبح مساهما رئيسيا في الاقتصاد القطري، كما نعمل على المستوى العالمي من خلال الانفتاح على الاسواق العالمية وضخ الاستثمارات في مختلف الجهات”.
استثمارات سيادية
وأعرب سعادة الشيخ عبد الله بن محمد بن سعود آل ثاني الرئيس التنفيذى لجهاز قطر للاستثمار، عن تطلعه من تحقيق ارباح من الاستثمارات السيادية، مشددا على ان الصناديق السيادية حققت فائضا، وهو ما يحقق ربحا من خلال هذا الفائض، وأكد قدرة الجهاز على الاستثمار في مختلف انحاء العالم. وعن واقع العلاقات الاستثمارية مع المانيا، قال سعادته ان دولة قطر لديها علاقات وثيقة مع المانيا، وهو ما يترجمه حجم الاستثمارات والتي تتدعم من يوم الى اخر، موضحا ان قطر من خلال جهازها السيادي تمتلك حصصا واسهمات واستثمارات في عديد من الشركات، غير انها ليست ممثلة في مجالس الادارات، حيث ان دولة قطر مستثمر بدرجة اولى، وشريك مالي، مشددا على تركيز الاستثمارات القطرية في الفترة الاخيرة على عدد من المجالات، مثل القطاع المالى والتكنولوجيا، وستعمل خلال الفترة المقبلة على تعزيز الاستثمار في الذكاء الصناعي والضيافة والمؤتمرات، وتابع قائلا “سنواصل استثماراتنا فى ألمانيا والعالم كله بشكل مدروس”.
وقال سعادته ان قوة اقتصاد قطر جاءت من خلال دعم جهاز قطر للاستثمار للمشروعات وتنفيذ توجيهات الحكومة، مشددا على ان قطاع البنوك فى قطر يقدم فرصا رائعة، وتابع قائلا “لم نقم بدعم القطاع المالى فحسب بل نوعنا اوجه الاستثمار، ونتعاون بشكل وثيق مع المؤسسات الدولية فى العديد من دول العالم”.
وعن الشروط التى تضعها قطر لتحقيق اهدافها قال سعادته ان هناك تنوعا فى الاستثمار، وهناك قطاعات جديدة سنعمل على تعزيز الاستثمارات فيها، منها الذكاء الاصطناعى فى الوقت الراهن، وهذا جزء من الاستراتيجية اللازمة لتنويع الاستثمارات، ونقوم برفع كفاءة الكوادر العاملة، كما نخطط على المدى البعيد وليس القريب، وننظر الى بعد 2022، وعلى سبيل المثال نسعى لاستغلال شبكات الـ G5 وكيف يمكن استثمارها في المونديال او قيادة المركبات الحديثة المبرمجة ونحسن البنية التحتية وتطوير شبكة الانترنت الاسرع، ونحاول ان يكون هناك توافق بين جهودنا وجهود السوق العالمى”. وقال ان قطر بالفعل افضل مناطق الاستثمار فى المنطقة، وتابع قائلا “نحن نقدم افضل جودة ونوعية من حيث الاداء المميز والخدمات، وليست لدينا مشكلة حالية فى ظل الازمة الدبلوماسية”.
خدمات استشارية
وتحدث علي احمد الكواري الرئيس التنفيذي لمجموعة بنك قطر الوطني خلال الجلسة الثانية عن عمل المجموعة من خلال تواجدها في اكثر من 30 دولة، والعمل مع مختلف الشركات من خلال تقديم العديد من الخدمات الاستشارية والمصرفية وغيرها التي تساعد الشركات على انجاح اعمالها. ونوه الى سعي دولة قطر الى استثمار العديد من المليارات في الاقتصاد الالماني الذي يعتبر من ابرز الاقتصاديات على المستوى العالمي، مشددا على حجم الفرص الاستثمارية الواعدة بين البلدين، وان هناك العديد من المستثمرين يرغبون بزيارة الدوحة.
واعرب عن تفاؤله بان يحقق الاقتصاد القطري خلال السنوات القليلة المقبلة مستويات نمو عالية ومتميزة، خاصة بعد ان اثبتت قطر قدرتها على مواجهة كافة التحديات بما فيها خروجها من الحصار اقوى من ذي قبل حيث قال ” ان قطر خرجت من الحصار أقوى من ذي قبل حيث زادت مستويات وقطاعات الانتاج بنحو يتراوح بين 20 بالمائة الى 30 بالمائة في ظرف وجيز”.
علاقة ديناميكية
من جهته نوه الرئيس التنفيذي لمركز قطر للمال يوسف محمد الجيدة إلى العلاقات بين قطر وألمانيا والتي وصفها بعلاقات استراتيجية توفر الأساس القوي لتحقيق النمو مستقبلاً، قائلاً: “شهدنا كيف واصلت الشراكة مع الشركات الألمانية ازدهارها على مر السنوات، خاصة مع وجود 112 شركة بإجمالي رأس مال 339 مليون دولار، وما هذا إلا مثال على العلاقة الاقتصادية الديناميكية القائمة بين الدوحة وبرلين”. واوضح الجيدة ان مركز قطر للمال يعمل على جذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية المباشرة ويعد ذلك نقطة انطلاق للمزيد من التعاون مع الشركات الألمانية التي تسعى إلى الدخول إلى الاقتصاد القطري المتنامي. علماً أن مركز قطر للمال يمثل، بالفعل، المنصة الأساسية لإنجاز الأعمال أمام الشركات الألمانية الرئيسية، مثل مصرف دويتشه بنك، ورودل الشرق الأوسط. وقال المركز المالي في مشيرب قلب الدوحة سيضاهي وول ستريت نيويورك ويكون نقطة مالية متميزة في المنطة ولديه القدرة على استقطاب استثمارات ضخمة.
واشاد بالتشريعات التي تم اتخاذها من اجل استقطاب العديد من التشريعات على غرار تسهيل الاجراءات الضريبية وغيرها من مبادرات تم وضعها، مؤكدا ان دولة قطر هي من الاماكن المميزة للاستثمارات، منوها الى اداء المؤسسات المالية العاملة ضمن المركز والتي حققت مستويات اداء عالية.
ثقة فى التعاملات
واوضح كريستيان سيونج الرئيس التنفيذى لبنك دويتشه بنك اهمية عمل البنوك وأن تكون هناك ثقة فى تعاملات البنوك منوها الى عمليات الرقمنة، وتابع قائلا “تلعب العلاقات الوثيقة دورا بارزا ، وقطر احد اهم الشركاء بالنسبة لنا، وهذا دافع وقوة كبيرة للعمل، وفى الاربع سنوات الماضية هناك تعاون وثيق مع قطر، والأمر يمتد قبل هذه السنوات بطببيعة الحال، وهناك الكثير من التجارب الناجحة، ولسنا قلقين على قطر ونفتخر بالعمل مع هذا البلد”.
واشار الى قيام البنك بعملية اعادة هيكلة جعلت منه من اكبر البنوك حيث قال “وفى السنوات الاخيرة كان هناك عمل بطريقة وثيقة بعد اعادة هيكلة بنك دويتشه مرة اخرى فقد كان من المهم بالنسبة لنا أن نحسن البناء الهيكلى للبنك بطريقة تضمن الاستمرار فى العمل وتعود علينا بالربح فى المدى الطويل”.
وعن رؤيته للمستقبل قال ان العلاقات القطرية الالمانية ستتطور بشكل كبير، معربا عن تفاؤله بتحقيق مستويات نمو عالية خلال الفترة المقبلة في البلدين.
اما كلاوس ميتشاكاك الرئيس التنفيذى لبنك الانماء والاعمار فى المانيا فقال ان قطر تحقق نجاحات كبيرة فى القطاع المالى، وهذا النجاح خلال فترة قصيرة يعبر عن قيمة واهمية القطاع المالى، منوها الى السياسة المالية الناجحة فى اكثر من قطاع على مستوى قطر مثل الاتصالات والبتروكيماويات وتابع قائلا “وبالطبع عندما نريد ان نستثمر لابد ان تكون هناك بيئة شفافة وعادلة ومليئة بالصراحة والوضوح، وهذا كله موجود فى قطر، كما نعمل مع مركز قطر للمال، وبنك قطر الوطنى اكبر بنك فى المنطقة ويحقق ربحا كبيرا، ولهذا نرى ديناميكية عالية فى المنطقة ونحن سعداء بافتتاح بنك الانماء الالمانى فى قطر.