نظمت قطر الخيرية في العاصمة الإندونيسية جاكرتا حفلا للزواج الجماعي بتمويل من فاعل خير كريم من دولة قطر أراد أن يضع لبنات صالحة في بناء مجتمع إندونيسيا المسلم.
يوم لن ينساه الشباب الإندونيسي المستفيد منه، يوم تحقق فيه صدق وعد الله تعالى في الآية الكريمة (وَأَنكِحُوا الْأَيَامَىٰ مِنكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ ۚ إِن يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ ۗ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ )، فقد شهدت العاصمة الإندونيسية “جاكرتا” حفل زواج جماعي حضره، إلى جانب السيد أحمد يوسف الملا ممثلاً للرئيس التنفيذي لقطر الخيرية السيد يوسف بن أحمد الكواري، كل من فاعل الخير وإخوته، وممثل وزير الشؤون الدينية بإندونيسيا، وأعضاء في السلك الدبلوماسي القطري، والسعودي، والسوداني، والبوسني، والمهندس خالد عبد الله اليافعي، مدير إدارة العمليات، بالإدارة التنفيذية للعمليات بقطر الخيرية والسيد خالد الحضرمي مسؤول علاقات المحسنين بقطر الخيرية وعدد كبير من المدعوين.
أول الغيث قطرة
فقد تبرع فاعل الخير القطري، بتكاليف زواج 100 شاب وشابة، بتكلفة بلغت 500 ألف ريال، حيث تم ذلك بصالة فندق شيراتون جاكرتا التي تتسع لعدد600 فرد لإقامة حفل الزواج الجماعي، ودعوة فرقة أفراح لإحياء هذه المناسبة، مع الأخذ في الاعتبار إتباع التعاليم الإسلامية، وإعداد وليمة طعام للعرسان ومرافقيهم، وكبار المدعوين، والتوثيق الإعلامي من خلال تصوير فوتوغرافي وفيديو، كما قدم فاعل الخير 750 دولارا لكل زوجين ليبدأوا بها حياة زوجية مستقرة.
وتكفلت قطر الخيرية بتقديم 100 هدية لكل عروسين و10 هدايا للمدعوين، وثلاجات، وغسالات وأدوات منزلية أخرى، قبل أن يتدخل سفير المملكة العربية السعودية ليقدم مساهمات نقدية لجميع العرسان بقيمة 54500 دولار ، والتكفل بدفع رسوم وتكاليف الحج لـ 10 من الأسر الجديدة، فأول الغيث قطرة كما يقال.
نرسم البسمة
وفي تعليقه على هذا الحدث الاجتماعي الهام رحب ممثل الرئيس التنفيذي لقطر الخيرية بالحضور، وأضاف: “يطيب لي باسم قطر الخيرية أن أعبر عن ما يجيش بدواخلي من سرور وغبطة وأنا أرى البسمة ترتسم على وجوه 200 عريس وعروس في حفل زواج جماعي، سائلا الله أن يبارك فيه ويشمله برعايته.
لقد جاءت فكرة هذا المشروع النبيل حسب رغبة المحسن الكريم المتبرع، وانسجاماً مع أهداف قطر الخيرية الرامية إلى تيسير سبل الزواج والمحافظة على الأسرة، وتماشيا مع إيمان قطر الخيرية بالدور الفاعل للأسرة والمجتمع الإندونيسي، وترسيخاً لمبادئ الحياة الأسرية وغرس ثقافة الحفاظ على الكيان الأسري.
جهد يتجدد
إن قطر الخيرية التي بدأت عملها في إندونيسيا في أصعب الأوقات في عام 2004 أثناء تسونامي آتشيه، قامت بكفالة أكثر من 2800 يتيم ويتيمة، منذ ذلك الوقت، وكانت حريصة كل الحرص على استمرار الكفالة من أجل تعزيز القدرات المجتمعية، واليوم وتعزيزا لهذه القدرات نحتفل بهذا العرس الجماعي ببناء 100 بيت يضعون نصب أعينهم الخوف من الله ، والحرص على تنمية هذا البلد، وتقديم النصح لأبنائه .
وسيكون هذه التبرع المبارك حافزا للمحسنين في دولة قطر والدول الأخرى من أجل تمويل مشاريع مماثلة في المستقبل لما لها من آثار اجتماعية جليلة على بنية المجتمعات واعفاف شبابها واستثمار طاقاتهم المعطاءة في البناء والتنمية.
الأسرة أقوى لبنات المجتمع
وقال فاعل الخير الذي حضر هو واخوانه مراسم الزواج: “يسعدنا أن نحتفل وإياكم اليوم من قلب إندونيسيا الشقيقة بتزويج 100 شاب وشابة، سائلين الله أن يبارك لَهم وَأن يجمع بَيْنهم فِي خير، فأنتم تعلمون حفظكم الله، أن الأسرة هي أقوى لبنات المجتمع، التي بها يضمن قوته واستمراره في العطاء للوطن.
وفي ظل ما يعانيه شبابنا من حملات الغزو الثقافي والأخلاقي في عفتهم وخلقهم، كان لزاما علينا أن نقوم بدورنا تجاه أبنائنا في إندونيسيا الشقيقة، من منطلق الواجب الديني والأخوي، آملين استمرارية روابط الأسرة واستدامتها وإنجاح الزواج مما يعود بالنفع على تماسك الأسرة.
شكر وعرفان
عبّر العرسان عن شكرهم وتقديرهم لأهل قطر الكرام، خصوصا هذا المتبرع الذي حقق لنا أحلامنا، وجمع بين قلوب الأحبة في زواج شرعي كنا نفكر ألف مرة في اليوم كيف يمكننا تحقيقه، وها هو قد تحقق على يد قطر الخيرية، وفاعل الخير الكريم. فجزاكم الله خيرا وتقبل منكم.