الدوحة – وكالات – بزنس كلاس:
رغم التداعيات السلبية الكثيرة التي خلفها الحصار على مجمل القطاعات في دولة قطر، إلا أن خطط الطورائ التي أطلقت في مختلف القطاعات سرعان ما أتت ثمارها بعد فترة وجيزة على تجاوز آثار الحصار. وبالفعل عادت تقريباً كافة مفاصل الحركة الاقتصادية في البلاد إلى سيرها الطبيعي كما كانت عليه قبل الحصار الجاشر.
فقد أعلن خليفة المسلماني رجل الأعمال القطري والخبير المحكم العقاري، أن السوق العقاري في الفصل الثالث من هذا العام ممتاز للغاية، ويكفي أنه في أحد الشهور خرجت القيمة الإجمالية بمقدار 2.5 مليار ريال، وهو مبلغ ممتاز للغاية يؤكد مدى الانتعاش الذي يسير عليه السوق العقاري المحلي. وأشار إلى أن أرباح شركات العقارات خرجت ممتازة للغاية وفقاً للأرقام التي تم الإعلان عنها خلال الفترة الماضية، لدرجة أن هناك كثيراً من المستثمرين في البورصة قاموا بتحويل أسهمهم إلى عقارات، سواء أرض خام أو مؤجرة، وهو ما يدل على أن السوق لم يتأثر بالحصار، بل على العكس تماماً.
وعن أسباب هذه الانتعاشة أوضح أن البلد توجد فيها أموال كثيرة، والمستثمرون في القطاع العقاري يدركون قيمة هذا القطاع، بالإضافة إلى وجود بدائل كثيرة ومتنوعة منذ بدء الحصار وحتى الآن في مواد البناء وكل ما يتعلق بالقطاع.
السوق الحرة بلا قيمة
واستطرد في هذا الصدد، مؤكداً أنه كان يتحدث مع أحد رجال الأعمال بدول الحصار وأكد له بأن الحصار ساهم بشكل كبير في خفض التكلفة بعد وجود بدائل مباشرة إلى قطر، وقال: «هذا المستثمر كان يصدر إلى قطر كاميرات مراقبة للفلل والمنشآت الخاصة، وبعد الحصار أصبح يصدرها مباشرة من الصين وبكميات أكبر وبتكلفة أقل، وهو ما يؤكد بأن السوق الحر في الإمارات لم يصبح مثلما كان في السابق، وأصبح بلا قيمة والجميع تأكد بأنه كان عبارة عن ترانزيت فقط لا غير، حيث أصبح الوضع الآن مختلف بعد الاستيراد من المصدر مباشرة وبتكلفة أقل وبكميات أكبر».
وأوضح أن ما ينطبق على المثال السابق هو نفسه ينطبق على مواد البناء، حيث كانت في السابق تأتي المواد على فترات متقطعة وبكميات قليلة، ولكن الآن أصبح الاستيراد من المصدر نفسه دون وسيط وبكيمات أكبر، وهو ما ساهم في توفير ما يقرب من 40 إلى 50 % من التكلفة التي كانت موجودة في السابق، والجميع يعلم ذلك وهو في صالح المستثمر بكل تأكيد.
دور غرفة قطر
وقال أيضاً: «في بداية الحصار كان الأمر فيه نوع من الارتباك إلى حد ما، ولكن مع مرور الوقت والبحث عن بدائل وزيادة الكميات، أصبحت الأمور أسهل وأوفر، وحتى لو عادت العلاقات مع دول الحصار من جديد على ما كانت عليه في السابق فهذا لن يغير من الوضع الحالي من شيء، بعد أن أصبح التعامل مباشرة مع المورد الأصلي من مختلف دول العالم، وهذا لا ينطبق على مواد البناء فقط بل على كافة القطاعات، خاصة وأننا كنا نعتمد على المنطقة الحرة في دبي التي اكتشفنا بأنها مجرد ترانزيت فقط». وأشاد المسلماني بالخطوات المستمرة التي اتخذتها غرفة تجارة قطر خلال الفترة الماضية، وحرصها على فتح أسواق جديدة لرجال الأعمال القطريين في شتى المجالات، وهو ما ساهم في وجود بدائل بأسعار منخفضة وكميات أكبر، وهو ما جعل هناك فارقاً كبيراً بين ما كان يحدث قبل الحصار وبعده».
انخفاض الإيجارات
وعن أسعار الإيجارات وتوقيت حدوث انخفاض بها بسبب هذه الانتعاشة في العقارات، قال المسلماني: «الإيجارات بالفعل انخفضت إلى ما يقرب من 30 %، حيث إن الشقة في منطقة السد كانت بـ 8500 ريال، أصبحت الآن بـ 6 آلاف ريال، ولكن هذا لا يمنع بأن هناك بعض الأماكن القريبة من قلب الدوحة لم تنخفض فيها الإيجارات لسبيين، الأول هو أنها مناطق مطلوبة، والثاني هو أن من يبحثون عنها رواتبهم مرتفعة، ولكن المؤكد هو انخفاض الإيجارات في العديد من الأماكن، بما فيها اللؤلؤة التي انخفضت فيها الإيجارات بنسبة 35 % دفعة واحدة».
القضايا في المحاكم
وتحدث أيضاً المسلماني عن دليل آخر لا ينظر إليه، يؤكد بأن هناك انتعاشة قوية في السوق العقاري، حيث قال: «طالما المحاكم شغالة في القضايا العقارية فهذا دليل على أن هناك نشاطاً كبيراً في هذا القطاع، وهو ما يعني أن السوق شغال».
وعن توقعاته للسوق في 2018 أوضح بأنه كرجل أعمال وخبير ومحكم عقاري، يلاحظ الدعم الكبير المقدم من الدولة بصفة عامة للقطاع الخاص ورجال الأعمال، وقال: «حتى المتعثرين مع البنوك في السداد لم تتخذ ضدهم إجراءات، بل تم مد فترات السماح لهم، وهو دليل واضح على الدعم المقدم للجميع».
واحة إزدان
واختتم المسلماني مشيداً بمشروع واحة إزدان الجديد في لوكير، حيث قال: «إزدان تتميز بأنها تخاطب الفئة المتوسطة والأقل من المتوسطة وهم الأكثر في عدد السكان داخل قطر، ولذلك تسير وفق خطة واضحة جداً، وهو ما يجعل نسبة إشغالاتها تصل إلى 80 %، ومشروع واحة إزدان الجديد مميز للغاية وسيكون الإقبال عليه كبيراً بسبب الخدمات المميزة المقدمة فيه، وهو في النهاية يسير في نفس الاتجاه الخاص بتقديم خدمات مميزة بأسعار مناسبة، وهو ما تعتمد عليه إزدان بشكل كبير داخل السوق العقاري المحلي».