قصة البيكيني: “راقصة” قدمته للعالم.. فكيف تحوَّل من ملابس فاضحة إلى رمزٍ للأناقة؟

 

“البكيني” قبل أن يصبح لباس البحر الشهير بشكله الحالي، هو عبارة عن جزيرة تتكون من شعب حلقية في جزر المارشال في المحيط الهادئ، التي تتكون من 23 جزيرة، ومساحتها 8.8 كلم مربع، شهدت هذه الجزيرة أول تجربة نووية وعليها لُبس أول “بكيني”، لذا سُمي على اسمها.

 

الرومانيات أول من ارتدين “البكيني” قبل نحو 17 قرناً

ارتداء “البكيني” بالشكل الحالي أو بشكل يقاربه ليس بالجديد، كما توضح بعض الصور والحفريات الرومانية القديمة، فقد أظهرت بعض الرسومات على حجر الموزاييك، والذي يعود للقرن الرابع الميلادي في “رومانا ديل كاسيل” على جزيرة صقلية، حيث تُظهر الرسومات عدداً من النساء الرومانيات بلباس بحر مشابه لما يعرف حالياً بـ”البكيني”.

تطور “المايوه” خلال 150 عاماً مضت
لباس البحر في الفترة بين 1880 وحتى 1900، كان يقوم على تغطية أجزاء كبيرة من جسد المرأة، فيما يشبه الفساتين في هذه الأيام، كما كانت النساء يرتدين مع هذا اللباس جوارب سوداء طويلة.

وفي العشرينات من القرن الماضي، في حدود 1920، اختلف زي البحر عند المرأة، وتحول إلى “مايوه” من قطعة واحدة مع قميص “بلوزة” يغطي الأرجل.

لم يمض وقت طويل حتى تغيَّر مايوه البحر في عام 1930 ليتحول إلى المايوه الذي يكشف عن ظهر المرأة.

التحول الأكبر في المايوه كان في عام 1946، مع ظهور البكيني في باريس، من قبل المهندس الفرنسي لويس رِيارد.

وخلال الـ50 عاماً الماضية، تم إضافة لمسات مختلفة على لباس البحر البكيني، لتتنوع بين التصميمات المختلفة والأنماط والأشكال المختلفة للبكيني، إضافة إلى اختلاف أنواع الخامات والأقمشة التي صنع منها البكيني.

 

مهندس محركات أول من اخترع “البكيني” الحديث!
لعل من أغرب ملابسات اختراع لباس البحر البكيني، أن الفكرة والتصميم لم يخرجا من تحت يد مصمم ملابس في الأصل، بل كان صاحب الابتكار مهندس محركات فرنسياً يدعى لويس ريارد، الذي لم يكن يعلم أن تصميمه قد فتح باب عهد جديد في صناعة ملابس البحر.

الذي تنافس مع صديقه لصناعة أصغر لباس سباحة في العالم، وفاز “ريارد” بلباسه الذي لم تتجاوز مساحته 30 إنشاً (ما يعادل 76 سم).

حينها تحول “ريارد” من عمله بهندسة السيارات إلى إدارة متجر الملابس الداخلية الذي امتلكته والدته.

وقد أطلق المهندس اسم “البكيني” على لباس البحر الجديد الذي ابتكره للتو، نسبة لجزيرة Bikini Atoll في المحيط الهادئ، التي كانت الولايات المتحدة الأميركية قد أجرت فيها تجاربها النووية قبل عام واحد، في يونيو/حزيران عام 1945. فاختار هذا الاسم أملاً منه بأن يحدث “البكيني” ضجة كبيرة كتلك التي أحدثتها التجارب النووية.

راقصة تَعَرٍّ أول من خاضت تجربة لبس البكيني
بدايات “البكيني” الحديثة تعود للخامس من يوليو/تموز 1946، بعد الحرب العالمية الثانية، في مدينة باريس الفرنسية، حينما عرضته حينها راقصة التعري “ميشلين بيرنارديني” كأول لباس بحر من البكيني في العصر الحديث، وكان عبارة عن قطعة صغيرة من الألبسة تغطي أجزاء من جسدها شبه العاري.
ومع ظهور بيرنارديني بهذا اللباس، قبل نحو 70 عاماً، لم يلق رواجاً بين الناس، كما أنهم وصفوه باللبس الفاضح، ومنعت النساء من لبسه، حيث اعتدن على ارتداء ملابس للبحر أكثر حشمة من البكيني، بل إن بعض النساء كن يضعن قطعة من الحجارة في طرف ثوب البحر الخاص بهن؛ حتى لا يرتفع بسبب الهواء أو مياه البحر!

 

كيف استقبله العالم وقتها!!
تباينت ردود أفعال النساء في أوروبا، حيث رفضت معظم النساء من بينهن عارضات الأزياء ارتداء البكيني في بداية الأمر، باستثناء راقصة التعري “برنارديني”، التي قبلت بالأمر حينما ارتدته أمام الكاميرات في حمام سباحة بمدينة باريس، الأمر الذي أحدث ضجةً في أوساط المجتمع الأوروبي، لكن توالت العارضات بعدها في القبول بالأمر، وأخذن يرتدين “البكيني”، عارضة تلو الأخرى.

غير أن الأمر أثار استياء الفاتيكان، حيث اعتُبر حينها من الخطايا، وتم منعه في دول فرنسا وإسبانيا والبرتغال وإيطاليا.

إضافة لذلك فقد تم منع “البكيني” في مسابقات ملكات جمال العالم، ولم يتم السماح بارتدائه إلا في عام 1951، في منافسات ملكة جمال العالم، التي أقيمت في بريطانيا وقتها.

وعلى غير المتوقع اختلف الأمر تماماً في أميركا، حيث قوبل الأمر بالرفض التام في البداية، وقد بلغ الأمر أن رفضت ملكة جمال أميركا عام 1948 “يبي شوب” ارتداء البكيني، وقد هاجمت فتيات فرنسا حينها، قائلة إن بإمكانهن ارتداء البكيني، لكن فتيات أميركا لا يرتدين مثل هذه الملابس.

وفي عام 1957، كتبت Modern Girl Magazine عن البكيني بهجوم شديد حيث قالت: “ليس من الضروري إضاعة الكلمات على ما يسمى البكيني، لأنه من غير المعقول أن أي فتاة لديها من اللباقة والأخلاق أن ترتدي مثل هذا الشيء”.
لكن على ما يبدو أن موجات الرفض لم تستمر طويلاً، خاصة مع انتشار صور نجمات السينما وهن يرتدين “البكيني” على الشواطئ، مثل مارلين مونرو، وأورسولا أندرس، وآفا غاردنر، وريتا هيوورث، وغيرهن من النجمات الهوليووديات اللاتي ركبن موجة “البكيني”، فسبحت جل نساء أوروبا مع تيارهن الجديد.

ظلَّ البكيني منبوذاً في الأوساط العامة حتى في فترة الستينات من القرن الماضي، إلى وقت بداية ما سمّوه بـ”الثورة الجنسية”، التي بدأت مع انتشار ارتدائه في أفلام السينما، حينما ارتدته الممثلة أورسولا أندرس في فيلم “دكتور نو” من سلسلة “جيمس بوند” عام 1962، الأمر الذي أثار ضجة كبيرة وقتها، وتوالت بعدها الممثلات في لبسه أمام شاشات التلفاز، حتى وإن بقي ممنوعاً بعض الشيء في أماكن السباحة العامة حتى أواخر الستينات.

 

تدرَّج قبول النساء بفكرة البكيني بعدها، ليس في أوروبا وحسب، بل امتد الأمر لكل دول العالم تقريباً، حتى أصبح في صدارة ألبسة النساء على البحر والمسابح.

وعلى الرغم من ذلك، ومع تعالي الأصوات المنادية بالحريات الشخصية حول العالم، ظهرت فئة جديدة من ألبسة البحر الأكثر احتشاماً، التي تعود بذاكرتنا أكثر من 200 عام إلى الخلف، حيث كانت النساء ترتدي الفساتين على شواطئ البحار، فظهر ما يسمى بـ”البوركيني” الذي أحدث جدلاً واسعاً في العديد من البلدان الغربية وعلى رأسها فرنسا، التي فرضت غرامات مالية على من ترتديه في البحر، وخرج حديثاً لباس جديد يدعى “الرأس كيني” أو “الفيس كيني”، وهو يشبه البوركيني، لكن بغطاء رأس كامل، بدأ أيضاً في الظهور على شواطئ بعض البلدان العربية وعلى رأسها الجزائر.

لكن ومع كل هذا، ما زال “البكيني” مسيطراً على كل شواطئ العالم، بعد أن كان قبل نحو 70 عاماً يُعد لباساً غير محتشم، ومن الخطايا، وغير مقبول في الأوساط الأوروبية قبل غيرها.

السابق
كاتي بيري وجاستن بيبر وبيونسيه.. ماذا صنع هؤلاء النجوم لدخول موسوعة جينيس؟
التالي
وضع الآيس كريم في جيب البنطلون ونشر الملابس يوم الأحد ممنوعان.. محظورات غريبة في دول مختلفة