تمتلك منصة التواصل الإجتماعي فيسبوك معايير مجتمعية منذ مدة طويلة، وحاولت بشكل مستمر شرح ما هو مسموح به أو غير مسموح به على منصتها من خلال معايير المجتمع المتاحة للجمهور، لكنها لم تكن واضحة دائمًا، وقد أدى ذلك في بعض الأحيان إلى الارتباك، وتبعًا لرغبة فيسبوك في توضيح الأمور إلى أبعد حد، فقد قامت الشركة الأربعاء بنشر ما قالت إنه إرشادات داخلية مفصلة حول كيفية تنفيذ عمليات إزالة المحتوى وتطبيق قواعدها الخاصة.
وللتوضيح، فإن معايير المجتمع نفسها لم تتغير، وبدلاً من ذلك، تعمل فيسبوك على تحديثها بمزيد من التفاصيل حول كيفية تطبيقها، ووفقًا للشركة، فإن الإرشادات التي يتم نشرها الأربعاء هي نفسها تمامًا مثل تلك التي استخدمها المشرفون البالغ عددهم 7500 أو نحو ذلك في جميع أنحاء العالم، ويبدو أن عملية النشر تعد خطوة جديدة ضمن جهود الشركة المتجددة لتكون أكثر شفافية مع مستخدميها.
وتعد المشكلة الأساسية التي واجهتها المنصة منذ بدايتها هي أن الخطوط الفاصلة بين العديد من المصطلحات المرتبطة ببعض مثل حرية التعبير والمضايقة غير واضحة، كما أن القضايا المعتادة حول مثل هذه المصطلحات غالبًا ما تكون مثيرة للانقسام، وعلى سبيل المثال، واجهت فيسبوك انتقادات طويلة حول كيفية تعاملها مع صور الأمهات المرضعات، وتم فرض الرقابة على الصور الرمزية مثل “فتاة نابالم” لخرقها قوانين الشركة.
وتتناول الإرشادات الجديدة المتاحة للجميع قضايا مثل العنف والسلوك الإجرامي والسلامة والمحتوى غير المقبول والنزاهة والأصالة واحترام الملكية الفكرية والطلبات المتعلقة بالمحتوى، ومعظم الأقسام تفسر نفسها إلى حدٍ ما وليست مفاجئة تمامًا، وعلى سبيل المثال، إذا شاركت مواد محمية بحقوق الطبع والنشر مثل مقطع فيديو لا تملكه، فلا تفاجأ إذا اختفى لاحقًا دون علمك.
كما أن فيسبوك ليست شديدة الحرص على المحتوى المتعلق بالإرهاب أو الاتجار بالبشر أو العنف المنظم أيضًا، ولكن بالرغم من نفورها من نشر الأخبار المزورة، إلا أن الشركة لن تزيل المعلومات الخاطئة لأنه وفقًا للوثائق يمكن تفسير هذا الأمر على أنه “خنق الخطاب العام المنتج” ولأنه يوجد أيضًا “خط رفيع بين الأخبار الكاذبة والهجاء أو الرأي”.
وقالت الشركة على سبيل المثال إنها ستلتزم بطلبات الوصي القانوني لإزالة المحتوى المتعلق بالهجوم على القُصر المشهورين دون قصد، وتريد فيسبوك أن ينظر إليها على أنها أكثر شفافية بشأن عمليات إزالة المحتوى التي تقوم بها في كثير من الأحيان وتبدو بأنه غير متناسقة، ولكن من المرجح أن هذا الأمر لن يساعدها على تهدئة الانتقادات لفترة طويلة.
وبالطبع هناك حالات واضحة يمكن أن يتفق معظم الناس على أنها لا مكان لها على الشبكة الاجتماعية، ولكن هناك أمور أخرى غالباً ما يكون هناك الكثير من الآراء حولها، مثل الاختلاف حول شخص ما، إذ تراه فئة من الناس أنه مقاتل ومدافع عن الحرية في حين تراه فئة أخرى من الناس أنه ارهابي.
وأشارت Monika Bickert، نائبة رئيس فيسبوك لإدارة المنتجات العالمية في مشاركة: “قررنا نشر هذه الإرشادات الداخلية لسببين، الأول يتعلق بمساعدة هذه المبادئ التوجيهية الأشخاص على فهم كيفية رسم سياساتنا حول القضايا الدقيقة، أما السبب الثاني فيتعلق بأن توفير هذه التفاصيل يجعل من السهل على الجميع، بمن فيهم الخبراء في مجالات مختلفة، تقديم ملاحظات لنا حتى نتمكن من تحسين الإرشادات والقرارات التي نتخذها بمرور الوقت”.
وتستعد فيسبوك لإطلاق سلسلة من الأحداث في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وألمانيا وفرنسا والهند وسنغافورة، لدعم معايير المجتمع المفصلة الجديدة، حيث سوف تطلب المنصة تعليقات وردود فعل المستخدمين على أرض الواقع.